بعد هجوم واسع على مواقع أمنية وعسكرية ونهب بنوك..القاعدة تنفذ غزوة القطن وتعلنها إمارة إسلامية

> وادي حضرموت «الأيام» خاص:

> شهدت مدينة القطن بوادي حضرموت يوما عصيبا إثر هجوم واسع نفذته جماعات مسلحة استهدف مواقع امنية وعسكرية والمجمع الحكومي ومباني المحكمة والنيابة العامة وعددا من البنوك بعد شهرين من هجوم مماثل على مدينة سيئون.
وسيطرت الجماعات المسلحة التي يتزعمها القيادي في ما بات يعرف بأنصار الشريعة جلال بلعيدي الملقب (أبو حمزة الزنجباري) أمس الأول الخميس على مدينة القطن 35 كيلومترا غرب مدينة سيئون بوادي حضرموت، وداهمت مبنى الأمن السياسي والمجمع الحكومي ومباني المحكمة والنيابة العامة والبنوك، وحملت الخزائن، بعد إضرام النيران بالمباني الحكومية.
وأفادت مصادر محلية وشهود عيان «الأيام» بأن عدد المهاجمين الذين أقتحموا المدينة لايزيد على (12) مسلحا، إلا أن عشرات آخرين منهم توزعوا على نقاط أقامها المسلحون بمدخلي القطن الشرقي والغربي لمنع قدوم أي تعزيزات عسكرية ولتحذير القادمين من المواطنين إلى المدينة.
وقالت روايات المصادر إن الجماعات المسلحة نصبت نقاطا وأعادت سيارات مسافرين قادمين من غرب وادي حضرموت والمكلا وتوقفت الحركة والتنقلات قرابة ست ساعات ولم تصل أي تعزيزات أو تشكيلات عسكرية من الجيش والأمن إلا بعد خروج الجماعات المسلحة في موكب من ثماني سيارات دفع رباعي توجهت إلى جهة غير معلومة.
وجاء الهجوم المسلح على مدينة القطن بعد ايام من وصول تعزيزات عسكرية للجيش الى محافظة حضرموت وعقب يوم واحد من نصب 3 كمائن لتعزيزات الجيش القادمة من المكلا في طريقها الى سيئون اسفرت عن مصرع 18 ارهابيا وإلقاء القبض على ثلاثة اخرين أحدهم سعودي الجنسية واستشهاد جندي واصابة 5 اخرين وفقا لماذكره موقع وزارة الدفاع.
ونفذت الجماعات المسلحة صباح امس الاول الخميس هجوما على معسكر القوات الخاصة الواقع في الجهة الشرقية للمدينة، ووجهت بمقاومة شديدة من أفراد القوات الخاصة داخل المعسكر بحسب مصدر في السلطة المحلية، مضيفا أن المعسكر كان فيه أقل من 15 جنديا، اصيب منهم اثنان اصابات طفيفة وخمسة من المهاجمين جرى نقلهم الى مستشفى المدينة عقب سيطرة المسلحين عليه.
أحد البنوك التي تعرضت لنهب المسلحين في القطن
أحد البنوك التي تعرضت لنهب المسلحين في القطن
ونشر موقع (صدى الملاحم) التابع للقاعدة صورا للهجوم على مدينة القطن وقائدي الهجوم حارث النظاري وجلال بلعيدي وهما في أحياء مدينة القطن يتحدثان مع المواطنين الذين أبدوا (ترحيباً) بهما، وتجولا معهم طيلة الساعات الست التي سيطرت فيها الجماعات المسلحة على المدينة.
وظهرت في سماء القطن وضواحيها طائرة مقاتلة ألقت قذائف على المرتفعات المحيطة بالمدينة، وسمعت أصوات انفجارات بعيدة، وأجلى المسلحون جرحاهم عند الخروج من المدينة.
وبالتزامن مع الهجوم على القطن وفي سياق سيطرة المسلحين على المدينة، هاجم انتحاريون في الساعات الأولى - يوم الخميس - معسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي) الملاصق لمعسكر وثكنات قيادة المنطقة العسكرية الأولى، حيث اقتحم أحدهم بوابة معسكر الأمن مفجراً نفسه، فيما سارع البقية بالدخول إلى مقربة من مواقع سكن الجنود الذين أوقعوا بالمهاجمين جميعاً وأردوهم قتلى باشتباكات متبادلة قبل وصولهم وتفجير الأحزمة الناسفة التي كانوا يرتدونها. وذكرت مصادر طبية بمستشفى سيئون العام أن (8) جثث لمسلحين هاجموا المعسكرات وصلت المستشفى وأودعت ثلاجة حفظ الموتى.
وسقط في الهجوم على معسكر الأمن بسيئون وادي حضرموت عسكريين اثنين جراء الاشتباكات وجرح (5) عسكريين بإصابات مختلفة، ووصف بيان صادر عن المنطقة العسكرية الأولى المسلحين بـ“اللصوص والمجرمين”.
قتلى الجماعات المسلحة الذين هاجموا معسكر سيئون
قتلى الجماعات المسلحة الذين هاجموا معسكر سيئون
واعترف أنصار الشريعة في بيان وزع على المواطنين عصر أمس الأول بمقتل ثمانية من عناصره في سيئون، وذكر أسماءهم، وهم: أبو ذر اللحجي - أبو خطاب الصنعاني - أبو أنس الشروري - أبو دجانة الشروري - أبو عوض العزاني - أبو أحمد اللحجي - عبدالرحيم العدني - خطاب الحضرمي.
وباتت مدينة القطن، إحدى مدن وادي حضرموت خلال السنتين الماضيتين، المرمى السهل للعناصر المسلحة، ومركز تحرك مهم بالنسبة إليهم إلى المناطق المجاورة، وتصاعدت الهجمات على منشآت حكومية ونقاط عسكرية في مدينة القطن منذ منتصف 2013 وسط غياب أمني ملحوظ.
وكان أول ظهور علني للتنظيم بالمدينة في رمضان الماضي حينما ألقى مسلحو التنظيم خطاباً وسط تجمع شعبي سبقته تحذيرات للنساء من التسوّق من غير محرم، عبر بيانات نشرها التنظيم في مواقع التواصل الاجتماعي.
وتوعد بيان منسوب لتنظيم القاعدة، بتصفية موظفين في السلطة القضائية بمحافظة حضرموت في واقعة قد تطرح أسئلة حول مدى سيطرة التنظيم على الوضع في المحافظة.
وقال البيان الذي حمل رقم (1)، وعنون بـ“تطهير النيابة العامة”، إنه “حان الأوان لمعاقبة المفسدين في الأرض، وعددهم 6 من موظفي النيابة العامة بالمحافظة”.
ويتهم البيان الذي يحمل شعار قاعدة الجهاد بجزيرة العرب 6 من الموظفين، بالرشوة والزنا ونهب الأراضي وتعاطي الحشيش، ولم يفصح بصورة واضحة عن الأحكام العقابية التي يزعم أنه بصدد تنفيذها.
وتعاني السلطة المحلية في مدينة القطن من الهشاشة، كون التعيينات في المناصب الإدارية تستند غالباً إلى اعتبارات قبلية أكثر من اعتمادها على الكفاءة.
ويرجح متابعون أن موقع مدينة القطن القريب من مفرق بن عيفان البري المؤدي إلى منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية، أغرى التنظيم بالسيطرة عليها والتحكّم بالطريق الوحيدة المؤدية إلى هذه المناطق المهمة، وفقا لموقع (العربي الجديد).
الى ذلك اعتبرت السلطة المحلية والقيادات التنفيذية بمحافظة حضرموت ما قامت به من وصفتها ب“عناصر الشر الارهابي يوم الخميس في مدينة القطن بوادي حضرموت من أفعال مشينة وتعد وسطو على أموال المواطنين في البنوك وإحراق مكاتب الاتصالات والبريد إنما تعكس الوجه القبيح والمصلحي لهذه الجماعات المعتمدة على النهب والسلب والسرقة”.
وقالت في بيان رسمي صادر عنها: “إن محافظة حضرموت ليست الساحة المناسبة لهذه الجماعات الإرهابية، وان جميع محاولاتها ستبوء بالفشل، وعليها أن تبحث لها عن موقع آخر غير حضرموت”.. مشيدة في الوقت ذاته بـ“البطولات والتضحيات التي يقوم بها ابطال القوات المسلحة والامن في التصدي بكل قوة وحزم للشراذم الارهابية وافشال مخططاتها التدميرية التي تستهدف الوطن ومقدراته وما تسعى اليه من زعزعة للامن والاستقرار وتقويض السكينة العامة”.
وحول وجود العناصر المنتمية للقاعدة في حضرموت، يرى رئيس تحالف أبناء قبائل وعشائر حضرموت الشيخ عبد الهادي التميمي أن “هناك غموضا في موقف الجيش والأمن تجاه ذلك”.
وقال في تعليق أوردته صحيفة (الشرق الأوسط) أمس: “من غير المعقول أن يأتي عشرات المسلحين من مسافات بعيدة، ويدخلوا إلى قلب وادي حضرموت ويخرجوا دون أن يعترضهم أحد!!”. وتساءل: “أين أجهزة الدولة، الشرطة، والمخابرات والجيش من كل ذلك؟!!”.
واضاف التميمي لـ(الشرق الأوسط) إنه منذ 2011 نطالب بإجراء تغييرات جوهرية في أجهزة الدولة، لكن دون جدوى.. هناك من يريد أن تبقى حضرموت كما هي عليه من الضعف الإداري الحكومي!”..
واتهم التميمي قوى مستفيدة من الوضع الحالي، من أجل نشر الفوضى والعنف، لمنع تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، التي أجمع عليها اليمنيون.
وقال: “هؤلاء ينظرون إلى أن إقامة دولة اتحادية لن يكون في مصلحتهم”، مشيرا إلى أن “هذه الشخصيات النافذة، كانت تستفيد من النظام المركزي السابق، من حيث استغلال الثروات والموارد الخاصة بحضرموت، ولذا فهم يسعون إلى إضعاف الدولة لإبقاء الانفلات الأمني كما هو”.
ويرفض الشيخ عبد الهادي التميمي تشكيل لجان شعبية لمساندة الجيش في حربه ضد القاعدة، كما حصل في كل من أبين وشبوة، مؤكدا رفضه هذا المقترح بعد أن عرض من شخصيات عسكرية بالدولة، مطالبا بتنفيذ توجيهات عليا بتجنيد أبناء حضرموت في الجيش والأمن، لأن مؤسسات الدولة هي المعنية بذلك.
الى ذلك قام وزير الدفاع بزيارة الى المنطقة العسكرية الأولى في سيئون واكد خلال لقائه قيادة المنطقة وقادة ألوية ووحدات المنطقة ومدير الأمن بالوادي والصحراء على ضرورة الاستمرار بنفس اليقظة والجاهزية والروح المعنوية العالية في وقت وصلت تعزيزات عسكرية الى معسكر القوات الخاصة بمدينة القطن قادمة من اللواء 135 مشاة لحفظ الامن والاستقرار بوادي حضرموت وتنفيذ الخطة الامنية المقرة من وزارة الدفاع وتنفيذ واشراف قيادة المنطقة العسكرية الاولى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى