اللواء محمد ناصر أحمد.. الشهيد الحي!

> د. هشام محسن السقاف:

>
د. هشام السقاف
د. هشام السقاف
يمكن أن يقال الكثير عن رجلٍ عرك المحن وتواجه والموت وجهاً لوجه غير مرة، ونال الشهادة حياً على عدد أصابع يديه.
في السنوات الأولى لتوليه وزارة الدفاع ممثلاً في حكومة الوفاق لطرف الرئيس السابق رأينا التهم تنهال عليه من الجهة التي جاء منها إلى الوزارة، والآن وبعد سقوط عمران المدوي لم تجد الجهة الثانية سواه لتنفث سمومها في وجه الرجل الطود دون أن يناله الأذى سوى ما ينفس عن كربة المهزوم بعقيرة الصياح.
وعندما تأتي التهم من نقيضين فاعلم أن من رُمي بالسهام الطائشة في الحالتين برئ مما يفترون، وليس له إلا تفسير واحد وهو أن الرجل العملاق عندما كُلّف بهذه الأمانة الوطنية في وقت تمور الأرض من تحت أقدام الواقفين عليها، لم ير في نفسه رهينة عند أحد ولا ينفذ أجندة جهات غير تلك المخولة دستورياً بقيادة الوطن فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، فكان وفياً للوطن وللقيادة ولشرف العقيدة العسكرية التي تربى على قيمها منذ التحاقة بالعمل العسكري وهو فتى في زهرة الشباب.
لقد استشاطت الحملة الظالمة عقب سقوط عمران في وجه الرجل الكبير، وذهبت لترمي حممها البائسة هنا وهناك نحو القادة الجنوبيين في عودة غير حميدة إلى كنه تفكيرها العقدي الانفصالي الذي لا يرى الوحدة والوطن إلا بمنظار الهيمنة عليها والانكباب على الثروة والمال دون وجه حق إلا حق القوة والإرهاب،ولذلك فإن بناء وطن جديد برؤى جديدة تخرجه من أفواه من سرقوه عقودا وسرقوا ثوراته الثلاث ووحدته، لا يروق لهذه القوة التقليدية التي عطلت الحياة المدنية وجرَّت البلاد إلى ويلات الحروب الداخلية واستمرأت الحكم من خلال الأزمات، ثم قتلت حلم الوحدة في قلوب المواطنين باستباحتها الجنوب عام 1994 م ونهب أرضه وثرواته وتعطيل مقدراته وارتهان قواه العاملة مدنية وعسكرية لمنطق العجرفة والاستكبار من خلال (خليكم في البيوت).
كان الرجل العملاق في حجم الواجبات الوطنية محل اتفاق أبناء الوطن عليها من خلال مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته الإنقاذية الشاهد عليها العالم أجمع، بما في ذلك بناء جيش وطني جديد يعبرعن هوية الوطن وليس القبيلة أو المنطقة، وكان الافتعال واضحاً في إشعال النيران هنا أو هناك لإفشال التوجهات الوطنية المسؤولة لفخامة الأخ الرئيس وفريقه المخلص، بما في ذلك إشعال حروب الإرهاب في الجنوب أو حروب المليشيات المسلحة، ناهيك عن عرقلة سير الحياة الاعتيادية للمواطنين في وطنهم من خلال الاعتداء على المصالح العامة كالكهرباء وأنابيب الغاز والنفط وافتعال أزمات الوقود وغيرها.
في كل ذلك كان اللواء محمد ناصر أحمد وزير الدفاع يخوض حروبه الوطنية مسنوداً بقيادة وطنية شامخة يمثلها فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي وكل أبناء شعبنا اليمني الشرفاء.. قيادة لا تضحك على الذقون ولا تخادع مواطنيها وتشعل النار وتفتعل الأزمات للحكم من داخلها... قيادة رأيناها تقود خصمي اليوم حليفي الأمس إلى المصالحة بثقة القائد
الشجاع الذي لا يهاب والذي يريد أن يجنب الوطن مآسٍ أخرى بسبب خصومه اليوم كما قد ذاق منهم ويلات الأمس وهم حكام. تحية للرئيس الجسور ولوزير دفاعه الشهيد الحي محمد ناصر أحمد!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى