رئيس لجنة أهالي وأبناء زنجبار بأبين ماهر الصلاحي لـ«الأيام»:وجدنا أسماء وهمية في ملف صندوق الإعمار والبعض لديه توصيات من نافذين

> حاوره / جمال محمد حسين:

> استطاعت لجنة أهالي وأبناء زنجبار رغم عمرها القصير الذي لم يتجاوز العامين أن تلعب دورا كبيرا في الدفاع عن حقوق المواطنين ورفع مظالمهم ومعاناتهم إلى جميع الجهات المختصة في السلطة المحلية، وانتقدت الفساد الذي استشرى في عدد من الأجهزة والمرافق الحكومية، ووقفت له بالمرصاد وأشهرته ورفعته للسلطة المحلية ولعدد من الجهات المختصة لهدف المعالجة وإصلاح الخلل.
وما تزال معركة اللجنة مع الفساد والدفاع عن حقوق المواطنين مستمرة والمشوار طويل وشاق.. وعن هذا المشوار كان لنا هذا الحوار مع رئيس اللجنة الأخ ماهر علي محمد الصلاحي.
متى تأسست لجنة أهالي وأبناء زنجبار؟ وما الأسباب التي دفعتكم لتأسيسها؟
تأسست لجنة أهالي وأبناء زنجبار في 2 سبتمبر عام 2013 م وسبب هذا التأسيس كثرة المظالم والفساد الحاصل في أبين الذي امتد إلى أغلب المرافق والأجهزة الحكومية وعلى رأسها صندوق إعمار أبين الذي انتهك حقوق المواطنين المدمرة منازلهم من الحرب الأخيرة على أبين، ولم يجدوا من ينصفهم في هذه المحافظة ويسير خدماتهم ومعاملاتهم اليومية في ظل غياب السلطة المحلية الفاضح؛ فأغلب المسؤولين في عدن لا يباشرون أعمالهم - إلا من رحم ربي - وأغلب مرافق العمل يكاد العمل يكون معطلا فيها، وهناك معاملات يضطر المواطن للذهاب إلى عدن لمعاملتها، وهذا يكلفه الكثير مع ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، كما أن المحافظة مدمرة ولا توجد بنية تحتية على الرغم من مرور أكثر من عامين على انتهاء الحرب؛ لهذا أسسنا هذه اللجنة، ومن خلالها طالبنا بحقوق المواطنين، وخرجنا بمسيرات عديدة طالبنا من خلالها السلطتين المحلية والمركزية بمعالجة قضايا المواطنين والمشاكل التي يعاني منها المواطن، وحددناها في بياننا الأول وهي: صندوق الإعمار، والصحة، والكهرباء، والمياه، والتربية، والصرف الصحي، وطالبنا السلطة بسرعة معالجتها، وأعطتنا وعودا كثيرة لازلنا إلى اليوم ننتظر الوفاء بها خدمةً لهذا المواطن الذي لا حول ولا قوة له؛ لهذا شكّلنا لجانا فرعية من لجنتنا تقوم بمتابعة الجهات المختصة لمعالجة قضايا ومشاكل المواطنين في مختلف المجالات واعترضتنا كثير من العراقيل واستمر عملنا، وعملنا هو رصد ومتابعة لهذه القضايا ومنها الخدمية، ورفعناها للجهات المختصة، لكن للأسف لم تعالجها لعدم قيامها بمهامها ومسؤولياتها الملقاة على عاتقها وبأمانة وهذا ما أوصلنا اليوم إلى ما نحن فيه من فساد تتسع دائرته يوما بعد يوم.
سمعنا أن لجنتكم كشفت عددا من المخالفات وصفقات الفساد.. ما صحة ذلك؟ وهل لنا أن نتعرف على أهمها؟.
نعم كشفنا عددا كبيرا من الخروق والتجاوزات التي - للأسف - تتبناها مراكز قوى في السلطة، وهي من تتحكم وتعبث بأبين اليوم، ومن أهم هذه الملفات ملف صندوق الإعمار حيث وجدنا أن هناك أسماء وهمية، ووجدنا في المنزل الواحد أكثر من شخص مسجل على أساس أنه يمتلك منزلا وهو أصلا من الأسرة نفسها، وهناك أسماء وجدناهم مسجلين على أساس أن معهم منازل في حين هم لا يملكون أي منازل، والبعض الآخر أحضر توصيات من متنفذين ومن السلطة المحلية نفسها أيضا، وبعضهم عنده قطعة بها الأساس فقط، وتسلم تعويضا على أساس أنه يمتلك منزلا تهدم بسبب الحرب، وآخرون تسلموا مبالغ خيالية تفوق الأضرار التي لحقت بمنازلهم، وهناك مناطق في أبين لم تتضرر لأنها كانت بعيدة من المواجهات، ومع ذلك تسلم بعض سكانها تعويضات بينما زنجبار والكود وغيرها من المناطق المتضررة لم يتسلم أصحاب المنازل المتضررة فيها التعويض المناسب لحجم الأضرار، ومع ذلك فإدارة الصندوق الحالية فتحت باب قبول التظلمات وتسلمت ملفات جديدة من مناطق لم تتضرر أصلا وقبل أن تحل مشاكل المتضررين في زنجبار والكود وهما أكثر المناطق تضررا للأسف ولا توجد لدى الصندوق آلية عمل واضحة، كما أن الإدارات التي تعاقبت على الصندوق لم تلتزم بمبدأ الشفافية والوضوح في تعليق كشوف المتضررين بالمبالغ المعتمدة لكل متضرر، وكذلك الأموال التي وصلت إلى الصندوق كان يفترض عرض كل ذلك في موقع الصندوق الإلكتروني.
وهناك الكثير من الخروق والمخالفات، ربما لا يتسع المجال لذكرها كاملة ولدينا بها وثائق كاملة نحتفظ بها وسنقدمها في حينها للجهات المختصة.
هذا في ما يخص الإعمار، ولدينا أيضا ملف فساد الصحة، فهناك تلاعب كبير بالدعم الدوائي الخاص بأبين خلال الفترة الماضية وكذلك الحالية، فكمية كبيرة من الأدوية قدمت كدعم لأبين لم نرها، في حين أن مستشفيات أبين ومراكزها الصحية تفتقر لحبة دواء، وهناك ملف خاص بالمخيم التركي الذي لم ينفذ رغم التجهيزات التي تمت للمخيم في المحافظة، والتي تعرضت لسرقة بعض معداته وما تزال العديد من المعدات الطبية موجودة وفي المستودعات ولم يستفد منها - للأسف الوضع العام للمراكز الصحية والمستشفيات في جميع المديريات مزر، لا تجهيزات ولا معدات ولا يوجد كادر مؤهل، على سبيل المثال مديرية زنجبار فيها مستشفى لم يتضرر كثيرا وبحاجة لترميم بسيط والعمل فيه، لكن مكتب الصحة للأسف قام بتوقيع عقد إيجار بنصف مليون ريال لمبنى فندق دار السلام وحوله لمستشفى زنجبار مع أن المبنى غير مناسب لأن يكون مستشفى ولا يقدم سوى خدمات الإسعافات الأولية ولا يوجد به كادر ولا معدات،وهناك أطباء مفرغون على أساس أنهم يدرسون في حين أغلبهم يعمل في مستشفيات خاصة ومع منظمات دولية، ويتسلمون رواتبهم كاملة دون أي خدمة يقدمونها لأبناء محافظاتهم.. وهناك ملفات فساد وموضوعات أخرى لا مجال لذكرها الآن موثقة لدينا، كذلك الحال في التربية والمياه والصرف الصحي مشاريع كبيرة وتكاليفها كبيرة ومع ذلك لا تدخل العين ولم تحل مشاكل ضعف وانقطاع المياه وطفح مياه الصرف الصحي، ولدينا وثائق بهذه المشاريع وتكاليفها وما نفذ وما لم ينفذ.
ألا تلاحظ أنكم تقومون بدور المجالس المحلية؟
للأسف المجالس المحلية لم تقم بواجبها على أكمل وجه، وأصبحت العلاقة بينها وبين المواطنين مفقودة لعدم مصداقيتها في التعامل مع قضايا المواطنين بصدق وشفافية، والبعض منهم غلبت عليه المصلحة الشخصية على العامة.
ما تقييمكم للقاء الأخير لكم مع المحافظ وإدارة صندوق الإعمار؟
يمكن القول إنه كان إيجابيا، وخرجنا بعدد من الحلول والمعالجات ولمسنا حقيقة تفاعل الأخ المحافظ وشفافيته وتقبله لكل ما طرحنا وشعرنا بنوايا من قبله لمعالجة كثير من الإشكاليات والمخالفات والتجاوزات التي حدثت أثناء عمل الصندوق، وننتظر ثمار هذا اللقاء الذي إن نفذت ستعالج كثيرا من الإشكاليات، ونتمنى أن تستمر هذه اللقاءات لمعالجة جميع جوانب الخلل والضعف والفساد لما من شأنه المصلحة العامة للمواطن.
*** كلمة أخيرة لك ***
أدعو الجميع إلى العمل بروح الفريق الواحد.. أبين اليوم مدمرة بنيتها التحتية، وتحتاج لتكاتف الجميع والعمل بيد واحدة لنعمرها ونعيد تنميتها ويكفي ما حدث لنا من دمار ونزوح وخسائر في كل شيء فقدنا أعز الناس لنا ويجب أن نعتبر ونتعلم ونستفيد من دروس الماضي.
حاوره / جمال محمد حسين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى