كلمة مرتدة..خودم .. الرحيل الصادم !!

>
ناصر الساكت
ناصر الساكت
** رحل الرجل الذي كان يدعمنا ويخدمنا ويحترمنا نحن الشباب والرياضيون .. فمن لنا بعدك أيها المحافظ الرياضي الشاب ؟!.
** بضع كلمات قالها لي لاعب نادي فرتك الأنيق صالح سيدون - وبنبرة حزينة - في صباح يوم (سبت) كئيب، بينما كنا في مطار الغيضة بانتظار وصول جثمان محافظ المهرة علي محمد خودم قادمًا من صنعاء على متن طائرة خاصة، بعد أن وافاه الأجل مساء الجمعة الماضية في إحدى مستشفيات العاصمة الأردنية عمًان بصورة مفاجئة !.
** كلمات تبدو بسيطة ومختصرة .. لكنها كانت كافية لكشف (حقيقتين).. الأولى: المكانة الرفيعة التي يحتلها المحافظ علي خودم –طيب الله ثراه - في نفوس الشباب والرياضيين باعتباره كان وافيًا معهم وداعمًا لهم ماديًا ومعنويًا، وحريصًا على تنشيط الحركة الرياضية بالمحافظة .. والثانية: لربما قادمًا (قاتمًا) قد يعصف بما تحقق في ظل قيادات (بدائية) تعاني من الأمية الرياضية، وترى في الرياضة أنها مجرد مضيعة للوقت!.
** لقد (انتعشت) رياضة المهرة بمختلف الألعاب الرياضية بشكل لافت في (عهد) المحافظ علي خودم، وحققت الأندية قفزات نوعية وإنجازات غير مسبوقة انتقلت على إثرها من دائرة (الظل) إلى دوائر الأضواء بفضل الدعم السخي والاهتمام المتواصل الذي ظل يبديه المحافظ خودم، ووضعه (الهم) الرياضي في طليعة اهتماماته، والأهم تشجيعه وتبنيه للموهوبين من الشباب والنشء ونجح في ذلك نجاحًا كبيرًا!!.
** نعم .. إنجازات رياضية كبيرة تحققت لمحافظة المهرة خلال المدة التي تولى فيها (خودم) قيادة المحافظة - 2008-2014م - كأول محافظ (منتخب)، منها على سبيل المثال: صعود نادي خيبل لدوري الدرجة الأولى للكرة الطائرة، والجميل ظهوره في كل موسم منافسًا قويًا على البطولة، والأجمل استقدام لاعبين محترفين كبار من خارج المحافظة لتعزيز صفوفه وحتى مدربين ما يعكس دعمًا ماديًا كبيرًا من السلطة .. وتأهل ناديا الجزع وفرتك إلى دوري الدرجة الثانية لكرة القدم لأول مرة في تاريخ المهرة، والفريقان قدما عروضًا كروية رائعة ونتائج إيجابية كبيرة في الدوري خاصة فريق الجزع !!.
** أما على صعيد المنشآت فإن إنجاز الصالة الرياضية المغطاة في مدينة الغيضة – التي كانت حلمًا وباتت حقيقة – يظل شاهدًا على يد (خودم) البيضاء في انتعاش وتطور رياضة المهرة، وتحسين أوضاع أنديتها ومستوى الألعاب واللاعبين، فضلاً عن (نجاحه) في فتح (نافذة) تعاون مع الأندية العُمانية، ودائرة الشئون الرياضية في بسلطنة عمان .. لقد قدم (خودم) الكثير لرياضة المهرة .. وجاء بما لم يأتِ به الأوائل !!.
** أتذكر أن المحافظ علي خودم –رحمة الله تغشاه - وعد بتزويد ملعب (مخبال) بمدرجات، وكلف مهندسين بإعداد التصاميم الفنية للمشروع، وبمنح أندية (خيبل وفرتك والجزع حافلات).. وعودًا كانت ستتحقق، لكن الهن لم يشاء .. ليرحل هذا المحافظ الرياضي الشاب – الذي أحبه الجميع - قبل أن يحقق هذين الإنجازين والحلمين الكبيرين في انتظار من يواصل المشوار !!.
** رحيل المحافظ خودم خسارة كبيرة منيت بها المهرة .. الأرض والإنسان والتنمية قبل الرياضة .. ونسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويجعل مثواه الجنة .. وتأكد أن أبناء المهرة وتحديدًا الرياضيون منهم سيفتقدونك دون أن تسقط من ذاكرتهم .. وسيبكون فراغك زمنًا طويلاً .. فرحيلك كان مفاجئًا .. مؤلماً .. وصادمًا!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى