جوازات الوديعة

> محمد بالفخر:

>
محمد بالفخر
محمد بالفخر
صادفت إجازة عيد الفطر لهذا العام منتصف الإجازة الصيفية للمدارس، فاستغل الكثير من المغتربين هذه الفرصة فبرمجوا إجازاتهم ليكون عيد الفطر بين أهاليهم، وخاصة أن بعد العيد مباشرة مناسبات عديدة، فهذا عنده زواج ابنه وذاك ابنته، والآخر قريبه، ويبدو من خلال ما شاهدته هذا العام أنه شهد أرقاما قياسية في هذا الشأن.. نسأل الله أن يبارك للجميع.
كل ذلك وغيره جعل الآلاف يتوافدون إلى حضرموت خلال العشر الأواخر من شهر رمضان تحديدا، وقد شاهدت بنفسي هذا الأمر في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، حيث وصلنا العاشرة صباحا وكنا نمني النفس بأننا سنفطر مع الأهل في الهجرين، وإذا أمامنا عدد مهول من السيارات لا يصدق، فوقفنا في الطابور الذي ربما يكون طوله أكثر من 2 كيلو متر، لدرجة أننا لا نرى بوابة المنفذ من مكاننا، وهكذا يمضي الوقت وتتبدد أمامنا ما كنا توقعناه من قبل، وكان ارتياحنا النفسي أن مثلنا كثير، ولكن ما أزعجنا أن بعض الناس لا يلقي بالا لمئات السيارات التي تقف في الطابور وبداخلها المئات من النساء والأطفال، فتجده يشق طريقه متجاوزا الكل ويستغل عدم الرقابة المشددة قرب البوابة، فيسبق من سبقوه للدخول وكأنه فوق البشر. خرجت من سيارة أخي وقطعت المسافة الطويلة مشيا حتى وصلت إلى البوابة ونبهت ومعي أفراد آخرون استاؤوا من تصرف البعض نبهنا الأخوة رجال الأمن في البوابة السعودية، فقاموا ـ مشكورين ـ بإعادة من حاول التجاوز إلى آخر الطابور، حتى أن بعضهم لمجرد أن رأوا رجل الأمن مقبلا عليهم سرعان ماعادوا بسياراتهم في لمحة عين، وكان أحدهم في غفلة قد تجاوز البوابة بسيارته (الليكسز) الفارهة، ولكنها لم تغنيه عن أن يخرجه رجل الأمن ويعيده إلى مؤخرة الطابور احتراما لقانون دولة وهيبة لنظامها.
دخلنا البوابة الساعة الثالثة عصرا فتنفسنا الصعداء أنه على الأقل لا مبيت هنا، وقضينا ساعة أخرى حتى استكملنا إجراءات الخروج، وقد رأيت مدير الجوازات بنفسه يطلب من بعض من في السيارات أن يأتي أحدهم بالجوازات إلى مكتبه ويختم له تأشيرة المغادرة ليخفف من زحمة الانتظار على كبائن المغادرة.. فخالص الشكر والتقدير لمثل هكذا مدير.
سألت أحد رجال الأمن كم إجمالي السيارات التي غادرت بالأمس؟ قال لي: تزيد على ألف سيارة وأكثر من ستة آلاف مسافر في اليوم الواحد.
دخلنا البوابة اليمنية وإذا (بالعكِّ الكروي) ولن نقول الفوضى أو مصطلحها السائد حتى لا تفسر بأنني أقصد منطقة بذاتها.. فيأتوك السماسرة كلٌّ يعرض خدماته لينجز معاملتك، فلم أستجب لهم، ومحاولة لفهم ما يجري ترجلت من السيارة وأخذت الجوازات ووصلت إلى الشباك وزاحمت مع المزاحمين حتى وصل الدور عندي فأخذ الموظف الجوازات مني وشاهدت أمرا محيرا أنه يأخذ على كل جواز عشرة ريالات سعودية.. لماذا ؟ وكيف ؟ لا وقت للسؤال، وإن سألت فلن تجد جوابا، وما عليك إلا أن تدفع مرغما، ولنحسبها للعشرة الأيام الأخيرة من رمضان.. بمعدل ( 6000×10×10=600,000 ريال سعودي ما يقارب (34.200,000) ريال يمني.. اللهم لا حسد.
هنا صدقت من قال "إن الوظائف في تلك المنافذ تشترى على طريقة نقل قدم أو خلو رجل للمحلات التجارية".. وما تبقى من حديث عن بقية أكشاك المنفذ فلها وقفات في مواضيع قادمة بإذن الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى