عمال الصرف الصحي بأبين: عقدان من العمل التعاقدي والمعاناة والحرمان من الحقوق

> استطلاع / جمال محمد حسين:

> معاناة شهرية ويومية يعيشها عمال الصرف الصحي في أبين نتيجة لتهميش وانتهاك حقوقهم منذ سنوات طويلة من قبل الإدارات السابقة التي حرمتهم من التوظيف ومن أبسط مستحقاتهم من علاوات غذاء، وخطورة عمل، وتأمين صحي ووسائل السلامة الصحية، وحرمان من التوظيف الرسمي، إذ تجاوز تعاقد أغلب العمال 19 عاما، ونتيجة لهذه الانتهاكات مات بعض هؤلاء العمال متأثرا بمرضه، لعدم قدرته على توفير تكاليف العلاج وكثير منهم تعرضوا لحالات اختناقات بالغازات السامة أثناء تأدية أعمالهم في مجاري الصرف الصحي، وغرف التفتيش، الأمر الذي أودى بحياة أحد عمال التفتيش لعدم توفر أبسط وسائل السلامة المهنية... معاناة يقابلها تجاهل الجهات الرسمية والمختصة.
** أبرز معاناتنا الراتب **
البداية كانت مع مشرف الصرف الصحي بمديرية خنفر عادل سليمان فتيني الذي أوضح بعض مما يعانيه عمال الرف الصحي بالقول: “إن المعاناة التي نعاني منها كثيرة أبرزها الراتب الذي لا يساوي شيئاً مقابل الجهود والأعمال الخطرة التي يتعرض لها العمال في غرف التفتيش والمجاري المليئة بالغازات السامة، والتي سبق أن عرضت الكثير منهم لحالات اختناق مقابل راتب تعاقدي لا يتجاوز ثمانية عشر ألف ريال خاضعة للضريبة”.
ويضيف: “لم نحظ بأي اهتمام وأي علاوات أو مستحقات أخرى إلا من الإدارة الحالية التي صرفت لنا رواتبنا بانتظام وكذا علاواتنا”، وأعاد فتيني “هذا الالتزام وتمكين العمال من مرتباتهم ومستحقاتهم إلى الجهود التي يبذلها المدير سالم صالح من خلال متابعته المستمرة للمجلس المحلي والصندوق الاجتماعي للتنمية، فضلاً عن تثبيته مستحقات العمال رغم الظروف الصعبة للإدارة”.
** تسعة عشر عاما من العمل التعاقدي **
المتعاقد أنيس حمدي أحمد أحد العمال تحدث بحرقة وألم بالقول: “تسعة عشر عاما من العمل التعاقدي في إدارة الصرف الصحي أبين ولم أتحصل حتى الآن على وظيفة رسمية” ويضيف “كل حقوقي منتهكة، وكل ما أتمناه هو الحصول على وظيفة تضمن العيش لأسرتي حال تعرضت إلى مكروه يعينها على تحمل أعباء الحياة القاسية” ويواصل حديثه “حتى وسائل العمل غير متوفرة وأغلبها نشتريها من السوق وبعضها نعملها نحن بطريقتنا كتوصيل الأنابيب مع بعضها البعض لتصل إلى الأعماق لنفتح بها الانسدادات”، ويختتم بالقول: “الإدارة الحالية وعدتنا بتوفير معدات جديدة من الصندوق الاجتماعي للتنمية؛ ولهذا نحن متفائلون من الإدارة الحالية ومديرها المهندس سالم صالح عباد الذي يتابع مستحقات العمال ويصرفها لنا أول بأول”.
** عدم توفر وسائل السلامة **
العامل إبراهيم علي معصلي أحد عمال الصرف الصحي أوضح جانب من معاناته بالقول: “يتعرض العمال مراراً إلى المخاطر أثناء تاديتهم أعمالهم”.
ويضيف: “تعرضت في إحدى المرات - أثناء عملي في المجاري وغرف التفتيش - للغازات السامة والاختناق وأغمي عليّ وتم حينها إسعافي للمستشفى والأمر نفسه تعرض له كثير من زملائي لعدم توفر أدوات السلامة المهنية من كمامات وإسطوانات أكسجين وغيرها من المعدات الضرورية لعملنا، وهو ما يعرضنا لكثير من الأمراض، دون أن تقوم الجهات المعنية بمعالجتنا، لهذا نطالب السلطة المحلية بتوظيفنا رسمياً واعتماد ميزانية خاصة للصرف الصحي حتى نضمن صرف كل مستحقاتنا بانتظام”، وأشاد معصلي بالدور الإيجابي الذي يقوم به المهندس سالم عباد في متابع مستحقاتهم ومحاولة تثبيتهم.
** نطالب بمساواتنا بعمال صنعاء **
أما عبد الله محمد طلوبة وهو مشرف على مجاري الرف الصحي بجعار فقال: “إن عمال الصرف الصحي يعملون ليل نهار وعند استلام أي بلاغ بانسداد يقومون بالعمل فوراً”.
ويضيف: “نعمل في الخطوط الرئيسية والفرعية بعكس السابق كانت الإدارات السابقة تلزمنا بالعمل في الخطوط الرئيسية فقط، ولهذا فمعاناتنا لا تقتصر في مشكلة واحدة أواثنتين، بدءاً بعدم التوظيف والحرمان من المستحقات فضلاً عن التعمد في رمي مخلفات البناء في المجاري التي تؤدي إلى انسدادها وأرهقتنا بشكل كبير”، واختتم طلوبة بالمطالبة “بكافة حقوق العمال وتسويته وزملائه من عمال الصرف الصحي بالعمال في صنعاء وعدن وبقية المحافظات”.
بدوره أوضح مدير إدارة الصرف الصحي بالمؤسسة المحلية للمياه أبين المهندس سالم صالح عباد جانبا مما يعانيه العمال ودوره في حل الموضوع بالقول: “لقد مللنا من المناشدات والمذكرات التي نرفعها إلى الجهات المعنية للمطالبة بحقوق عمالنا، مع استمرارنا في مطالبة السلطة المحلية بتثبيت المتعاقدين من عمال الصرف الصحي لخدمتهم الطويلة في العمل، ولهذا نناشد الأخ المحافظ جمال ناصر العاقل بأن يعطي توجيهاته الواضحة والصريحة للخدمة المدنية لتوظيفهم، أما فيما يتعلق برواتبهم وعلاواتهم وحوافزهم فقد طالبنا في تصريحات سابقة الأخ المحافظ ورئيس الوزراء ووزير المياه والبيئة باعتماد ميزانية لإدارة الصرف الصحي أبين وتسوية أوضاع الموظفين أسوة بزملائهم في صنعاء وعدن”، ويتابع وفيما يتعلق بمعدات ووسائل العمل والسلامة المهنية فقد “تلقينا وعداً من الصندوق الاجتماعي للتنمية العام الماضي بتوفيرها، وإلى اليوم لم يتم توفيرها وما زلنا ننتظر الوفاء بالوعد بتوفيرها لنا”.
ويوضح عباد أعمال الصيانة حالياً معرقلة وليس بالشكل المطلوب لعدم توفر هذه المعدات ولهذا نأمل من الصندوق الاجتماعي أن يعجل بتوفير المعدات المطلوبة التي أقرت في مذكرة خاصة بالمشاريع المفترض أن تنفذ خلال هذا العام لحل المشكلات التي تواجه الصرف الصحي حاليا”، وأكد عباد في ختام حديثه بأن الإدارة تسير بخطى ثابتة جنبا إلى جنب مع عمال الصرف الصحي المقهورين والمظلومين الذين يبذلون جهودا أكثر من طاقاتهم وفي ظل غياب البنية التحتية وعدم وجود الميزانية التشغيلية الثابتة والخاصة بإدارة الصرف الصحي” .
** ختام **
هذه هي المعاناة التي يشكو منها عمال الصرف الصحي محافظة أبين نضعها على طاولة الأخ المحافظ جمال العاقل للمرة العاشرة للنظر فيها والقيام بمعالجتها وإنصاف هؤلاء العمال المظلومين منذ عقدين من الزمن.
استطلاع / جمال محمد حسين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى