50 ألف يعانون العطش بعد توقف مشروع مياه (أشروح وقدس) بتعز منذ عامين

> تقرير/حمدان عيسى:

> لقد كانت منطقة (الأشروح – قدس) في محافظة تعز ومنذ ثلاثة عقود مضت إحدى المناطق السباقة في الحداثة والمدنية من خلال توفر أغلبية الخدمات والمشاريع المجتمعية التي حُرمت منها الكثير من القرى والمناطق في تعز أو غيرها من المحافظات الأخرى.
كما اشتهرت بإنجاب خيرة أبناء الوطن الذين كانت لهم إسهامات بارزة على اختلاف المراحل، غير أن منطقة (الأشروح - قدس) التي تتكون من أكثر من خمس عشرة قرية ويسكنها أكثر من 50,000 نسمة، لم تُعد في ازدهارها وعطائها في وقتنا الراهن، حيث صارت محرومة من المياه لما يزيد عن سنتين، بعد أن توقفت الآلات التي تضخ المياه إلى كل القرى والمنازل الواقعة في نطاقها نتيجة تعطيل مشروع المياه الذي كان يعتبر أحد أهم المشاريع في المنطقة لما يقدمه من خدمات مستمرة منذ تأسيسه في تسعينيات القرن الماضي والتي غطت كافة المنازل الواقعة بالمنطقة، في ظل جهود الإدارات المتعاقبة في الفترات الماضية، أبرزها مرحلة المهندس الزراعي أحمد الراشد والتي شهدت تطوراً وإنجازاتٍ عظيمة تمت خلال سنين توليه لإدارة المشروع في سبيل التخفيف من معاناة المواطنين، برغم الصعوبات التي واجهته.
غير أن هذه الانجازات لم تستمر، إذ تعرض هذا المشروع الخاص بمياه الأشروح في الفترة الأخيرة إلى التخريب بسبب سوء الإدارة وصولاً إلى التوقف عن العمل منذ سنتين، بعد أن تعرضت الآلات والمكائن الخاصة بضخ المياه إلى جميع قرى المنطقة إلى التخريب، وكذا الديون المتراكمة والمستحقة للمشروع والمقدرة بملايين الريالات التي لم تستطع الإدارة الحالية تحصيلها من الأهالي، فضلاً عن عدم محاسبة أمناء الصناديق السابقين والحاليين من قبل الإدارة، وترك الأمور دون إيجاد الحلول لها، وهو ما زاد من معاناة المواطنين في هذا المجال.
وبحسب معلومات رواها الأهالي في سبيل حل المشكلة، فقد تم تشكيل عدة لجان لمعالجة الاختلالات وإعادة توفير مياه الشرب، وكذا تفعيل المشروع من جديد، والتي بدورها تمكنت من تحديد مكامن المشكلة والاختلالات، إلا أنها لم تقدم أي معالجات على أرض الواقع، ليبقى المشروع كما هو عليه، حارماً لـ(50.000) نسمة من مياه الشرب، وهو ما جعل الأهالي يبدون حالة من السخط والتذمر تجاه الجهات المختصة في الحكومة لتجاهلها المستمر لمعاناتهم من توقف مشروع المياه لسنتين دون أي إصلاحات أو معالجات طوال الفترة الماضية، ويطالبون بمحاسبة كل من تولى إدارة المشروع منذ بداية تسعينيات القرن المنصرم ، وكذا العمل على تصفية كافة العهد والديون التي بحوزتها وبإشراف محاسبين مختصين.
كما طالب الأهالي من اللجان التي تم تشكيلها لمعالجة الاختلالات في مشروع مياه منطقة الأشروح “أن تقدم خلال الأربعة الأشهر القادمة لأبناء المنطقة كافة كشوفات الاختلالات المالية والعهد والديون التي تصل إلى ملايين الريالات، والتي أصبحت إدارة المشروع غير قادرة على تحصيلها؛ نتيجة لتوقف المشروع وعدم توفير المياه لسكان المنطقة”.
كما دعوا كافة اللجان المكلفة لتقصي الحقائق بتجميع تقاريرها ونتائج ما توصلت إليه في رؤية واحدة قابلة للتنفيذ والتطبيق وبشكل مزمّن، لتكون نقطة الانطلاق لتصحيح الاختلالات وإعادة مياه الشرب، مع اختيار إدارة جديدة للمشروع بصورة مؤقتة تقوم بالتحضير والتهيئة لإعادة المياه وفاعلية المشروع وصولاً إلى إعداد اللوائح المنظمة لسير العمل فيه، وإجراء انتخابات تنافسية يتم من خلالها اختيار إدارة جديدة ولمدة معينة من قبل أبناء المنطقة بعيداً عن التكليف أو التعيين الخالي من ميزات الكفاءة والاقتدار.
تقرير/حمدان عيسى

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى