الظاهرة بشبوة.. منطقة رابضة على خطوط أنابيب الغاز وتعاني الإهمال

> استطلاع/ محمدعبدالعليم:

> قرية الظاهرة إحدى قرى مديرية جردان بمحافظة شبوة، وتقع بالقرب من خط أنبوب الغاز الذي نفذته الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال بالمحافظة، والممتد من صافر محافظة مأرب إلى ميناء بلحاف على ساحل البحر العربي بشبوة، موقع اقتصادي جعل من قرية (الظاهرة) التي تربض على خطوط الغاز، غير أن هذا السعد والخير لم تنل منه شيئاً بعد أن أصبحت تقع بين مطرقة التجاهل الحكومي، وسندان الشركة المنفذة لأكبر مشروع اقتصادي في اليمن )مشروع الذهب الأسود( لم يجن أبناء قرية الظاهرة منه سوى المعاناة والفقر والمرض، وتلوث البيئة والأتربة وتعريض حياتهم إلى الخطر بعد أن أضحوا في مواجهة مباشرة مع الموت نتيجة لتعرض أنابيب النفط إلى أعمال تخريب بشكل مستمر، ناهيك عن الحرمان من الخدمات الصحية والطرق سيما الطريق الذي يربط المنطقة بعاصمة المحافظة.
مشكلات ومعاناة عدة وإن كانت قضية أنبوب الغاز هي أكثر الأمور مصدرًا لقلق الأهالي وتخوفهم المستمر من انفجاره في أي لحظة.
يبدأ مشروع سفلتة طريق الظاهرة من مفرق طريق الشعيب، وينتهي إلى مفرق الظاهرة مرورا بالجبل (جبل باحقينة، وجبل آل لكسر) بطول 37 كم وهو يخدم في حال تنفيذه عددا من القرى والعزل أهمها الظاهرة، لعبل الشرفاء، الغبارة، برك، صعيد جردان، الغبارة، سدة باكيلي الرحابة، وشروج آل باجيل، وشروج آل بجنف ويبلغ معدل عدد السكان في هذه المناطق أكثر من 62،000 نسمة،والطريق في حال تنفيذه سيحقق عددا من الفوائد والمكاسب للمواطنين منها أنه: سيسهل لهم نقل مرضاهم إلى مشافي مركز المحافظة عتق خاصة تلك الحالات الطارئة بتكلفة أقل، كما ستنخفض تعرفة نقل الركاب في وسائل النقل وبالتالي قدرة الأهالي على تسويق منتجاتهم إلى سوق عتق، وسيكون للطريق أثر طيب وإيجابي في تشجيع الطلبة في مواصلة دراستهم الثانوية والجامعية من حيث سهولة التنقل من قراهم إلى موقع الدراسة.
«الأيام» زارت قرية الظاهرة لاستطلاع أوضاع ومعاناة أبنائها الكثيرة حيث بدأتها بمشروع سفلتة طريق الظاهرة والبالغ طوله 37 كيلو بدءاً بمفرق طريق الشعيب وينتهي إلى مفرق الظاهرة مرورا بالجبل (جبل باحقينة، وجبل ال لكسر) وهو ما سيؤدي إلى تقديم خدمة كبيرة في حال تم تنفيذه لعدد من القرى والعزل أهمها الظاهرة لعبل الشرفاء، الغبارة برك، صعيد جردان، الغبارة، سدة باكيلي، الرحابة وغيرها من المناطق التي يزيد تعداد سكانها عن اثنين وستين ألف نسمة، وسيمكنهم من تحقيق فوائد جمة وسيخفف من معاناة المواصلات والتنقل وغيرها، ولمزيد من الإيضاح التقينا في بادية نزولنا بالشيخ محمد محمد عبد السلام الذي بدوره تحدث عن جانب مما يقومون به في سبيل تحسين أوضاع المنطقة بالقول: “لقد قمنا لما يزيد عن عام بعمل دراسة أولية لمشروع خاص بالدراسة وتضمن المشروع تقاسم تكلفته بيننا وبين قيادة المحافظة، ولكن مع الأسف لم تف المحافظة بالتزامها، وهو ما اضطرّنا إلى رفعه إلى شركة الغاز التي بدورها بدفع المبلغ كاملا”.
ويتابع: “لقد مرت ثلاثة أشهر منذ ذلك الالتزام دون أن تفي هي الأخرى بالتزامها الذي قطعته معنا”. وحول أهم العراقيل التي تواجه تنفيذ مشروع طريق (الظاهرة) أوضح عبدالسلام: “مشروع طريق عتق الظاهرة ما تزال معرقلة إلى اليوم، ولم تقم الجهات المختصة بعمل أي شيء في سبيل تحقيقها، وتتمثل أهم العراقيل في هذا المشروع في تأخير عمل تصاميم للطريق التي تعتبر بمثابة الدراسة النهائية للمشروع، وكذا عدم دفع تكلفة الدراسة الأولية للمشروع حتى اليوم من قبل الجهات المختصة في المحافظة”.
وواصل حديثه حول طريق الظاهرة بالقول: “هذه الطريق في حال سفلتتها ستخدم قرى عدة في المحافظة، وكذا ربطها مع أجزاء من محافظة حضرموت، الأمر الذي سيخدم ما يزيد عن ثلاثين ألف نسمة”.
** لم تقدم الشركة لنا أي خدمة سوى الأضرار **
بدوره أكد الشيخ محمد سالم ناصر السليمي على “ضرورة سفلتة طريق عتق الظاهرة وذلك لأهمية هذا الطريق للمواطنين، وما سيوفره - حال تم - من جهد ووقت ومال لكل القرى الأخرى في منطقة الظاهرة”، ويضيف: “أن قريتنا يمر فيها أكبر مشروع اقتصادي والمتمثل بأنبوب غاز صافر/بلحاف، غير أن الفائدة التي جنيناها منه لا تكاد تذكر”.
وعن تكاليف مشروع الطريق أوضح “أن تكاليف الدراسة وحدها تبلغ ثمانية مليون ريال، وعندما طالبنا الدولة بدفع المبلغ المذكور، كان الرد من قيادة المحافظة بأن هذا المبلغ يجب أن يدفع من أهالي المنطقة، الأمر الذي لا يقوى عليه المواطنون نتيجة لظروفهم المادية الصعبة”.
ويتابع: “عندما جاءت شركة الغاز في عام 2007 م ضمنت إصلاح الطريق، ومد التيار الكهربائي إلى منازل المواطنين وتزويدهم بمشروع مياه، غير أن هذه الوعود لم تر النور حتى اليوم”، وعن مدى الخدمات التي تقدمها شركة الغاز للمنطقة قال: “الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال لم تقدم أي خدمة للمنطقة في مجالات الطريق أو المياه أو الجانب الصحي، سوى تلويث البيئة والأراضي والمياه بالأتربة والمواد الكيماوية، وكذا إحداث التشققات في المنازل”، ويضيف ساخراً “كل ماقدمته لنا يتمثل في بركة صغيرة للماء واثنين تيوس وثلاث خلايا نحل وخمس شتلات علوب (سدر) لكل شخص وحقائب دراسية للطلبة، مع إحضار نساء مدربات ليقمن بتعليمنا فنون الطباخة والخياطة هو ما نحن في غنى عنه لخبرتنا الكافية فيه”، وطالب السليمي في ختام حديثه المجلس المحلي والجهات المختصة “بسرعة إنزال مهندسين لوضع التصاميم النهائية للطريق”. كما طالب الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال “بصرف تعويضات للأهالي عما لحق بهم من أضرار أثناء تنفيذها لمشروع مد الأنبوب إلى بلحاف، في أراضيهم”.
** قرية الظاهرة تخلو من الخدمات الصحية **
لم تقتصر المعاناة في قرية الظاهرة بالحرمان من الطرقات وتعرض أراضيهم إلى الأضرار، بل إن أهالي هذه القرية يعانون من تردي الوضع الصحي بشكل كبير، حيث تخلو من أي مرفق صحي حتى اليوم رغم ما يعانية المواطنون من انتشار لعديد من الأمراض، الأمر الذي يزيد من معاناة المرضى الذين لا يلقون أي رعاية صحية إلا في حالات الضرورة القصوى والاضطرار بإسعافهم إلى المشافي المجاورة، وهو ما لا يستطيع عليه الكثيرون؛ لضعف الحالة المادية، الأمر الذي يعرض الكثير إلى المخاطر سيما النساء والأطفال وكبار السن”.
وحول هذا الجانب وما تعانيه المنطقة أوضح الدكتور صالح ناصر باحقينة جانباً من المعاناة الصحية بالقول : “إن الوضع الصحي في المنطقة متدهور جداً، وهو ما يجبر الأهالي إلى نقل مرضاهم إما لمدينة عتق أو إلى مركز مديرية جردان، رغم أن الوحدة الصحية قد اعتمدت في موازنة المجلس المحلي لعام 2010 م، ولكن للأسف لم نر أي توجه من السلطة المحلية على أرض الواقع بهذا الخصوص”. ويضيف “لقد قامت شركة الغاز منذ أشهر بترتيب نزول فرق صحية إلى القرى المجاورة لخط الأنبوب ومن ضمن هذه المناطق : منطقة الظاهرة، لكن هذه النزول لم يلب طموحات المواطنين سواء من ناحية عدم توفير الأدوية، أو من ناحية العشوائية التي تخللت تلك الزيارات، ولهذا أجدها فرصة أن نطالب عبر صحيفة «الأيام» الشركة بتوفير الأدوية اللازمة لمعالجة الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والضغط والسكر الذي لم توفره الشركة حتى الآن”. وأوضح باحقينة: “بأنه في حال توفرت الوحدة الصحية فسيستفيد منها عدد من القرى والمناطق في مقدمتها قرية الظاهرة، ولعبل، والخطامة والشرفاء، والغبارة، وبرك، وأيضا شروج باكيلي”.
وطالب الدكتور باحقينة في ختام حديثه جهات الاختصاص “ببناء مركز صحي يلبي احتياجات المواطنين في الجانب الصحي” منوها في الوقت ذاته إلى “أن الوحدة الصحية لن تستطيع استيعاب الحالات المرضية لأهل المنطقة”.
** توفير الحماية **
حراسات أنبوب الغاز وما يتعرض له من تخريبات تعتبر إحدى المعضلات والمشكلات التي بات يعاني منها أبناء المنطقة ، لغياب الحلول الناجعة من الشركة بهذا الخصوص في كل عام. المواطن صالح عبدالله باحقينة أوضح جانباً من المعاناة بالقول: “مشكلة الحراسات الأمنية لخط الأنبوب تعد من أهم الأمور التي يجب توفرها لتأمين المنطقة وإشعار أبناء المناطق المجاورة بخط الأنبوب بالأمان، بعد أن باتت خطوط النفط معرضة في كل وقت إلى التخريب؛ الأمر الذي جعل المواطنين في مواجهه مباشرة مع تلك المخاطر، بعد أن ثبت عدم مقدرة الحكومة من توفير الحماية لها” ويواصل سرد ما يتعرض له أبناء المنطقة قائلاً: “هناك مشكلة يعاني منها أبناء هذه المنطقة سيما الشباب وهي الحرمان من الحصول على وظائف كحراسات أمنية في الشركة، كونهم من أبناء المنطقة، ويعيشون ظروفاً مادية صعبة وفقراً مدقعاً”، وأعاد باحقينة هذا الحرمان إلى “وجود عرقلة من الشركة وقيادة السلطة المحلية بالمحافظة” .
وطالب باحقينة في ختام حديثه من الجهات المسؤولة، بالعمل على إنزال فريق محايد لتقصي الحالات المستحقة والعاطلين عن العمل ومعدومي الدخل، وكذا تعيين الحالات المستحقة بأسرع وقت ممكن، وإنزال المعنيين إلى خط الأنبوب لمباشرة عملهم في الحراسة”.
استطلاع/ محمدعبدالعليم

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى