«الأيام» تشكف تفاصيل مباحثات مبادرة«الفرصة الأخيرة»..اللجنة الرئاسية والحوثي يتفقون على إقالة حكومة الوفاق ويختلفون على إلغاء الجرعة

> صنعاء «الأيام» ذويزن مخشف:

> قال مسؤولون حكوميون كبار وقيادات بجماعة الحوثي لـ«الأيام» إن مفاوضات «الفرصة الأخيرة» بين الدولة وزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي توصلت مساء أمس الجمعة إلى اتفاق شبه نهائي مرضٍ للطرفين، أهمه إقالة حكومة الوفاق الوطني التي شكلت من الأحزاب السياسية عقب أزمة 2011 م وقبول الجماعة انخراطها في تشكيل حكومة جديدة تؤدي إلى نزع فتيل التوتر المخيم على العاصمة صنعاء منذ أيام، وذلك بعد يومين من المفاوضات رغم اصطدامها ببعض العقبات أكثر من مرة.
وقال أحد المسؤولين الحكوميين المطلعين على المحادثات رافضا ذكر اسمه لـ«الأيام» ان اجتماعات اللجنة الرئاسية وجماعة الحوثي التي تمت في معقل الجماعة السياسي بمدينة صعدة خلصت الى قبول عبدالملك الحوثي قائد الجماعة بالاشتراك في تشكيل حكومة وحدة وطنية عنصرها الكفاءات والخبرات المتخصصة.
وأكد قائلا: “تمت موافقة الطرفين على اقالة حكومة الوفاق التي يرأسها محمد سالم باسندوة التي كان فشلها سبب تأجيج الوضع السياسي والأمني في البلاد قابلها تصعيد جماعة الحوثي خلال الأيام الماضية”.
وصرح أنه “وبعد انسداد الأفق واصطدام المحادثات بعدة عراقيل خلال اليوم الأول (الخميس) حدث أمس الجمعة انفراج نسبي وبشكل ايجابي في المحادثات لإنهاء الازمة والتوتر بين جماعة الحوثيين والحكومة استدعى تدخل الرئاسة”.
وكانت اللجنة الرئاسية التي شكلها الرئيس هادي برئاسة د. أحمد عبيد بن دغر توجهت الخميس الى صعدة للقاء عبدالملك الحوثي زعيم جماعة انصار الله فيما بدا الوضع في العاصمة على وشك الانفجار مع حشد الحوثيين الآلاف من انصارهم على مداخل صنعاء من الاربعة الاتجاهات واقامة مخيمات اعتصام مفتوحة على مشارفه.
وكشف المسؤول لـ«الأيام» بعض تفاصيل لقاءات اللجنة الرئاسية وجماعة الحوثي، وقال ان اللجنة الرئاسية عرضت على الحوثيين الاشتراك في الحكومة ووافق عبدالملك بشرط ان تكون بعيدة عن التقاسم الحزبي، الذي نقل المصدر عن الحوثي قوله «انه بسبب محاصصتهم (الاحزاب) غرقت البلاد في الازمات ودفعت سياستهم الفاشلة اليمن الى كارثة عواقبها وخيمة».
وفيما اوضح المسؤول ان الخطوط العريضة لتشكيل الحكومة اصبحت على توافق بالإجماع، اكد أن المحادثات تصطدم بقضيتي اللجنة الاقتصادية وقرار رفع اسعار الوقود وهما محوران هامان محل خلاف الطرفين حتى ساعة ساعة متأخرة مساء امس، وقت كتابة هذا التقرير.
ويفند المسؤول الحكومي تفاصيل الاجتماعات الأولى للجنة وعبدالملك الحوثي بأنها ظلت حتى الساعة 8 من مساء الخميس دون التوصل الى أي اتفاق بعد لقاءين منفصلين بين الطرفين احدهما صباحا والثاني بعد عصر يوم الخميس، مشيرا الى ان اللجنة الرئاسية طالبت الحوثي خلال الاجتماعين بتشكيل حزب سياسي وعرضت عليه تولي بعض الحقائب الوزارية وعددها (4) وزارات لكن عبدالملك رفض هذا العرض.
كما طالبته برفع المخيمات والاعتصامات من مداخل العاصمة، وقبيل مغادرتها طلب الحوثي من اللجنة البقاء حتى الجمعة (أمس)، لاستكمال المحادثات على أمل حدوث متغيرات ايجابية، وفعلا واثناء خطابه الخميس على شاشته (المسيرة) الغى عبدالملك الحوثي تجمع انصاره المقرر في ساحة التغيير بجامعة صنعاء الى الاحتشاد بشارع المطار، وكانت اللجنة الرئاسية طالبته بنقل تجمعها الى مكان قريب منه بالمدينة الرياضية حيث يوجد الاستاد الرياضي (ملعب المريسي).
وقال المسؤول ان اللجنة فوجئت في اليوم الثاني (أمس الجمعة) بتمدد جماعة الحوثي في مخيمات جديدة عند وزارات الداخلية والاتصالات ومنشآت حكومية أخرى حساسة مجاورة لبيت الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر بحي الحصبة الذي يعد مؤشرا على رغبة الجماعة في مواجهات جديدة.
وأضاف «ابلغت اللجنة الحوثي بنبرة حادة قائلة: «أنتم لا تريدون حلا سلميا، يبدو ان جماعتكم تريد مواجهة الدولة وبقية الاطراف»، فيما يبدو أنه اشارة الى جماعة الشيخ الأحمر وحلفائه من حزب الاصلاح حيث تقاتل الطرفان، ومازالا، في محافظتي عمران والجوف منذ شهور.
وأكد مسؤول آخر قريب من اللجنة الرئاسية لـ«الأيام» ان المحادثات بين اللجنة والحوثيين استمرت مساء أمس الجمعة وبحثت حلولا مشتركة ما استدعى تدخل السيد جمال بنعمر المبعوث الأممي لليمن لإيجاد حلول توافقية بشأن قضيتي رفع الدعم واللجنة الاقتصادية اللتين يطالب بهما الحوثي.
وذكر المصدر ان ممثلي الحوثي في المحادثات إلى جانب اللجنة الرئاسية المكونة من (10) هم عبدالملك الحوثي قائد الجماعة وأعضاء المجلس السياسي عبدالواحد أبو راس وأبو مالك الفيشي وعلي البخيتي والناطق الرسمي للجماعة محمد عبدالسلام.
واشار المصدر ذاته الى ان الحكومة المقبلة لن تحصل فيها الاحزاب السياسية على نصيب الأسد كالحكومة السابقة.
وكثيرا ما تواصلت «الأيام» مع المتحدث باسم الحوثي محمد عبدالسلام الا انه لا يرد على اتصالاتها رغم وعده بإفادتها بالمباحثات، لكن قيادات أخرى من جماعة الحوثي ابلغت «الأيام» امس أن لجنة بن دغر لن تغادر صعدة وستستمر في عقد اجتماعات عدة ايام قادمة.
وقال قيادي حوثي بالهاتف إن جماعة الحوثي تطالب بضرورة تمثيلها باللجنة الاقتصادية التي يفترض تشكيلها فور اعلان الحكومة الجديدة بهدف النظر في قرارات رفع الدعم عن المشتقات النفطية التي دشنت في يوليو الماضي.
وافادت تقارير اعلامية بهذا الخصوص أن اصرار الحوثي اشراكه في عضوية اللجنة بات ضروريا من وجهة نظر الجماعة اذ يرى في وجوده أمرا بالغ الأهمية منعا “لأي التفاف أو تراجع عما اتفق عليه فضلا عن تخوفه من اهتزاز صورته في أوساط جماهيره ومناصريه”.
وقال مسؤول حزبي لـ«الأيام» ان بنعمر التقى يومي الخميس والجمعة قيادات الاحزاب، كل على حدة، واستعرضوا مستجدات الاوضاع الراهنة وابلغهم بأثر التوتر الحالي على العملية السياسية الانتقالية.
واكد المصدر الحزبي ان بنعمر ابلغ قادة الاحزاب بأهمية تطويق هذه الاوضاع وعدم السماح بالانزلاق نحو الحرب وان القضايا المثارة ليست معقدة ويمكن تسويتها بقدر عال من المسؤولية لتجنب العنف والاقتتال.
ويرى مراقبون سياسيون ان بنعمر طلب من الاحزاب المشكلة لحكومة الوفاق قبول اقالة الحكومة واستبدالها بأخرى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى