إعدام .. ملعب الحبيشي !!

>
عوض بامدهف
عوض بامدهف
أخيرًا وبعد طول مراوغات ومماحكات، ووعود عرقوبية، ومماطلات وتسويف وضحك على الذقون، وإطلاق تصريحات رنانة وجوفاء بغرض الاستهلاك المحلي، وفض مجالس ليس إلا !!.
ودون مقدمات .. صدر الحكم المنتظر والمرتقب منذ مدة زمنية طويلة، وذلك بإعدام ملعب الشهيد محمد علي الحبيشي في كريتر عدن، وبدم بارد، وعلى رؤوس الأشهاد، وعلى مسمع ومرأى من الجميع، وفي وضح النهار.
وجاء في حيثيات حكم إعدام هذا الملعب التاريخي المهم والأول على مستوى اليمني وشبه جزيرة العرب والخليج العربي، ويعد من أقدم الملاعب في الوطن العربي، حيث مر عليه منذ إنشائه في العام 1905م حوالي قرن ونيف من الزمن.
هذه الحيثيات التي أعلنها الأخ معمر مطهر الإرياني، وزير الشباب والرياضة، في سياق المؤتمر الصحفي الأخير له بمعية الشيخ أحمد صالح العيسي، رئيس الاتحاد اليمني العام لكرة القدم، وبكل برودة يحسده عليه قوم الإنجليز، وببساطه متناهية ودون أن يرف له جفن، وبراءة الأطفال في عينيه، وكأنه يتحدث عن ساحة وملعب شعبي صغير ومجهول في ركن منزوٍ من حاراتنا الضيقة، حيث يمارس أطفال المدارس اللعب فيها، وقضاء أوقات فراغهم !!.
هل تصدقون يا أعزائي الرياضيين في عدن بماذا برر الأخ الوزير حكم الإعدام على ملعب الشهيد الحبيشي في كريتر بهذه العبارات الغريبة قائلاً: (صحيح أن ملعب الشهيد الحبيشي يعد ملعبًا تاريخيًا ومهماً، لكن وزارة المالية لم تعتمده في الموازنة القادمة)!! .. وهكذا بكل بساطة شديدة قالها الوزير وكأنه يزيح عن صدره وكاهله عبءً ثقيلاً.
واسمح لي يا سيادة الوزير أن أتوجه إليك بهذا السؤال: كيف الحال بالنسبة لإعادة تأهيل ملعبي الظرافي في أمانة العاصمة والكبسي في اللواء الأخضر (إب)؟!! .. ولماذا تبنت الوزارة مشروعي إعادة تأهيل الملعبين، وتركت الوزارة ملعب الشهيد الحبيشي لمزاج وزارة المالية التي رفضت اعتماده؟!! .. لماذا .. ولماذا .. ومليون لماذا؟!!.. إليس هذا هو التجسيد العملي للكيل بمكيالين !.
الحقيقة يا سيادة الوزير الشاب إن ملعب الشهيد الحبيشي كان ومنذ زمن طويل يشكل شوكة في خاصرة كل من تزعجه رؤية المعالم والرموز التاريخية للمدينة الفاضلة والصامدة (عدن) شامخة عالية .. كما أسال الموقع المميز لهذا الملعب التاريخي لعاب المتنفذين وسماسرة الأراضي والفيد .. حيث سعى ومازال يسعى الكثيرون من هؤلاء وأولئك إلى طمس هذا الرمز التاريخي الشامخ، وقد خاب سعيهم وفشلوا فشلاً ذريعًا، ولكن قرار الحكم بإعدام ملعب الشهيد الحبيشي في كريتر عدن يجدد الأمل في صدور هؤلاء سماسرة الأراضي والساعين لطمس معالم عدن التاريخية بعد أن قدم لهم هذه الخدمة على طبق من ذهب.
الآن على أندية عدن التي نالت نصيبها بفضل الله سبحانه وتعالى، والإصرار الكبير للأشقاء الخليجيين لإنشاء ملاعب حديثه لهم بمناسبة استضافة عدن لبطولة خليجي 20 في العام 2010 الانتباه إلى أن ملاعبهم ستلاحقها محاولات الطمس والإزالة من خلال عدم اعتماد مخصصات الصيانة والترميم، وأخذ هذه المسألة مأخذ الجد والاهتمام.
والآن الكرة في ملعب الأخ وحيد علي رشيد، محافظ محافظة عدن، ومجلسها المحلي والمجالس المحلية في المديريات ومكتب الشباب والرياضة بعدن ومديره العام الدكتور عزام خليفة، واتحاد عدن الكروي والرياضيين كافة في عدن، وإن أقل شيء يمكن أن يعمل في مثل هذه الظروف هو فتح باب التبرعات لصالح إعادة تأهيل ملعب الشهيد محمد علي الحبيشي في كريتر عدن ليساهم الجميع ومن كل الشرائح والفئات والقطاعات وفي مقدمتهم البيوت التجارية والشركات والبنوك ورجال المال والأعمال والمواطنين كافة كل على قدر استطاعته في تحقيق وإنجاز مشروع إعادة تأهيل هذا الملعب التاريخي والعريق والرائد.
فلا أمل بعد اليوم يرتجى من وزارة الشباب والرياضة ووزارة المالية اللتين تكرسان العمل بمبدأ الفرقة والكيل بمكيالين بين الرياضيين ومشاريعهم وآمالهم الرياضية.
وسيظل الفشل دومًا حليف كل محاولة جائرة لطمس هذا الملعب التاريخي ملعب الشهيد محمد علي الحبيشي في كريتر سيد الملاعب في بلادنا وشبه جزيرة العرب والخليج العربي..وكان الله في العون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى