> تشهد صنعاء توترا سياسيا ملحوظا بعد فشل اللجنة الرئاسية في مفاوضاتها مع السيد عبدالملك الحوثي زعيم حركة أنصار الله وعودتها من صعدة.
وفيما تناولت تصريحات التوصل إلى اتفاق مبدئي في وقت متأخر من مساء أمس الأول غير أن الشارع فوجئ صباحا بعودة اللجنة معلنة فشل مهمتها نتيجة ما وصفته بـ“تشدد وتعنت من قبل زعيم الحوثيين”، وما قاله ناطق اللجنة عبدالملك المخلافي من أن “الحوثي مبيّتٌ للحرب”.
وفي ظل تأزم المواقف حذر مراقبون في تصريحات لـ«الأيام» من تعميق الأزمة من خلال مماطلة الدولة أو من الاشتراطات المطروحة من الحوثي، مؤكدين ضرورة إدراك مخاطر المواقف المتهورة والمغامرات التي تفتقد للتوازن والوعي والتي سيدفع ثمنها الشعب اليمني بكل فئاته وشرائحه.
وعلى إيقاعات المشهد السياسي ينقسم الشارع اليمني بين مؤيد ومعارض للاعتصامات الجديدة التي تحشد لها باستمرار جماعة الحوثي تحت دعوى إسقاط حكومة الفساد والجرعة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.. وفي المقابل نظمت فروع حزب الإصلاح المناوئ للحوثي مظاهرات أمس الأحد تبنياً لما أسمته “الاصطفاف ضد تمرد الحوثي على مخرجات الحوار والاصطفاف الوطني إلى جانب الحكومة والدولة”.
وانطلقت المسيرة بعشرات الآلاف من منطقة عصر إلى باب اليمن بعد تغيير مسار التظاهرة.. بينما انطلقت المسيرات المنددة بحكومة الوفاق والمطالبة بإسقاطها وإلغاء رفع رفع الدعم عن المشتقات النفطية من ساحة الاعتصام الجديدة بالقرب من شارع المطار، قاطعة عددا من الشوارع وصولا إلى ميدان التحرير وسط العاصمة.
والصورة الأكثر وضوحا المشهد التصعيدي والخطابات الاستفزازية في ميادين الاعتصام داخل وخارج صنعاء من رجال القبائل والمواطنين المتضررين التي تتبناها جماعة أنصار الله.
** نقل المعركة إلى العاصمة.. **
وقد ظلت مواجهة الطرفين بعيدة عن صنعاء فترة من الوقت، إلا أن تهديداتهم حاليا تخيم على صنعاء وعلى كثير من مواطنيها خشية انفجار الموقف بعد مواجهات اندلعت عصر أمس الأول السبت بحي مسيك شرق صنعاء بين عناصر تنتمي للطرفين.
ويتواصل تصعيد الموقف الحوثي المؤيد شعبيا وسياسيا ونقابيا وعماليا ومدنيا نتيجة المطالب التي حملها للظهور السياسي والاجتماعي والتي على رأسها المطالبة بإقالة حكومة يترأسها المشترك (حزب الإصلاح) وفق تسوية المبادرة الخليجية التي باتت اليوم في وضع صعب وخطير تجاه المطالبات الشعبية العارمة بإقالتها وتجفيف منابع فسادها.
ويتصاعد الوضع الميداني في العاصمة بعد تردد أخبار عن اتجاه فروع حزب الإصاح منفردة عن (اللقاء المشترك) لتشكيل قوى شعبية مناهضة للحوثي ولمواجهة تصعيد الجماعة على مستوى كل محافظة.
ففي محافظة الجوف تم تشكيل تحالف قبلي وجيش منبثق عنه لمناهضة تصعيد الحوثي.. واعتبر مراقبون أن ما يتم اليوم في العاصمة هو استعراض قوة لمحاولة فرض أجندات سياسية في ظل دعوات وخيارات التصعيد التي يدشنها المناهضون للوفاق والمحاصصة السياسية، والمطالبون بحياة كريمة للوطن والمواطن.
تقرير/ بليغ الحطابي