صنعاء في مواجهة التصعيد الحوثي..مئات المسلحين يتوافدون من مديريات العاصمة ونصب المزيد من الخيام

> تقرير/ بليغ الحطابي

> حركت جماعة الحوثي أمس مسيرة كبرى قالت إنها غير مسبوقة - لما أسموه تأييدا للخطوات التصعيدية القادمة وبدء المرحلة الثانية من الخيارات التي ستدشن غدا الجمعة في ساحة الاعتصام الجديدة القريبة من شارع المطار شمال العاصمة.. في الوقت الذي يشكو مواطنون في منطقة الجراف - مقر المكتب السياسي للجماعة - من محاصرة عناصر الحوثي والتضييق عليهم بإجراءاتهم الأمنية المفروضة على مكتبهم وعلى ساحات الاعتصام القريبة من مكتب الجماعة.
** انتشار أمني ومسلحين **
وفي الوقت الذي تشهد العاصمة انتشارا أمنيا وبالذات على ساحة الاعتصام الجديدة بشارع المطار أكدت مصادر أمنية لـ«الأيام» انتشار مسلحين في محيط مطار صنعاء وحالة استنفار لدى مخيمات الاعتصام الواقعة على منافذ العاصمة الثلاثة.
ورصدت «الأيام» نقلا عن مواطنين تحركات لأطقم مسلحة بأسلحة رشاشة ومدافع متوسطة في مدخل العاصمة الغربي (منفذ الصباحة) والمخيم الواقع بمنطقة حزيز (ش 100) أو مايطلق عليه الحوثيون شارع الرسول الأعظم.
وأكدت مصادر أخرى لـ«الأيام» قدوم عشرات من المجاميع المسلحة من مديرية بني حشيش (7كم شمال صنعاء) والبدء بعملية نصب خيام كبيرة الحجم.
وفي ذلك أكد مواطنون نصب خيام أخرى بمنطقة الرحبة شمال مطار صنعاء،وشوهدت تجمعات لمسلحي الحوثي وذلك استعدادا وتدشينا للمرحلة التصعيدية والخيارات الأخرى التي أعلنها عبد الملك الحوثي في خطابه أمس الأول الثلاثاء.
ويعتبر مراقبون ذلك تطورات خطيرة
تشير إلى إمكانية التمديد للأزمة والتطويل لها عبر سيناريو يمنع من اتخاذ المعالجات والحلول المطلوبة لمنع انهيار الدولة وتضعضع مؤسساتها وأدواتها الأمنية غير القادرة بوضعيتها الحالية - حسب محللين عسكريين - على منع أية حالة تمرد وتأزيم أو احتجاجات شعبية على النحو الذي تحضره اليوم.
** المفاجآت **
وتوقعت مصادر سياسية لـ«الأيام» أن يلقي قائد الجماعة عبدالملك الحوثي خطابا مساء اليوم الخميس لتدشين المرحلة التصعيدية وخياراتها المزعجة، والإعلان عن طبيعة الخيار التصعيدي القادم لتحقيق المطالب الاحتجاجية التي خرج عشرات الآلاف للمطالبة بها.
وفي اتصالات «الأيام» بعدد من قيادة (أنصار الله) رفضوا الكشف التصعيدية التي سيعلنها زعيمهم، لكنهم أكدوا أنها تعتمد على عنصر المفاجأة.
فيما رأى آخرون أن التصعيد دشن اليوم (أمس) بالمسيرة الحاشدة التي وصفتها بعض الأخبار والتناولات في وسائل التواصل الاجتماعي بأنها جموع هادرة لم تستطع الكاميرات ولا الأنظار استيعابها.
** تهديد **
وفي خطاب له مساء أمس الأول لم يخل من لغة الهجوم والتهديد توعد زعيم الحوثيين الحكومة ومن أسماهم بثلة الفاسدين والمستكبرين والمستهترين بالشعب وخياراته بخيارات مزعجة.
وحسب مراقبين يبدو أن ثورة الاحتجاجات الشعبية هذه تأتي في ظل صراع وتنازع الحوثي الحكم مع جماعة معينة استأثرت بالسلطة في إشارة واضحة إلى أولاد الأحمر وعلي محسن الأحمر مستشار الرئيس لشؤون الدفاع والأمن إلى جانب قيادات أخرى فيمن أسماهم قيادات (دواعش حزب الإصلاح) في عداء واضح ونهج انتقامي لمن ستشملهم الخيارات التصعيدية القادمة كما جاء في خطابه.
متظاهرة ترفع صورة عبد الملك الحوثي
متظاهرة ترفع صورة عبد الملك الحوثي
** حضور نسوي كثيف **
وانطلقت المسيرة التي شهدتها عدد من شوارع العاصمة صنعاء عصر أمس من ساحة الاعتصام الجديدة على طريق المطار.
وأكدت اللجنة التنظيمية لـ«الأيام» أنها استقبلت حشودا جماهيرية من مديريات الأمانة والعاصمة صنعاء والاتحادات والنقابات التنسيقية والمهنية والعمالية.. كما تقاطرت منذ الصباح الباكر حشود من مخيمات الاعتصام الواقعة على محيط ومنافذ العاصمة، التي تعد مخزونا بشريا ضاغطا على الحكومة للمطالبة بإقالتها وإلغاء قرار جرعتها القاتلة.. وكان عبدالملك الحوثي في خطابه التلفزيوني الموجه إلى الشعب كما جاء فيه دعا إلى احتشاد وزحف سلمي نوعي ومتميز لإسقاط دعاوى الزيف التي قال إن “إعلام الحكومة ودواعش الإصلاح يمارسها في صورة فجة وسيئة وزيف مصطنع”.
كما دعا المواطنين إلى الانضمام إلى ما أسماها ب“ساحات العزة والكرامة والإباء”، والتي تتبنى ثلاثة مطالب وهي (إسقاط الحكومة وقرار جرعتها وتنفيذ مخرجات الحوار).
وشهدت التظاهرة حضورا نسويا كثيفا متزامنا مع المسيرة الرجالية.. وكانت وسائل إعلام ناطقة باسم حزب الإصلاح ومؤيدة له نشرت أخبار توافد المئات من محافظات مأرب وصعدة وحجة وعمران وإب وذمار ومحافظات أخرى للانضمام إلى مسيرة الشعب المنددة بحكومة الوفاق وقراراتها الظالمة ضد الشعب.
حشود جماهيرية مؤيدة لمطالب الحوثي
حشود جماهيرية مؤيدة لمطالب الحوثي
** مظاهر تأزيم **
وإضافة إلى مظاهر التأزيم السياسي والوضع المضطرب الذي ينعكس على جميع محافظات الجمهورية في ظل عدم تقارب الحلول المتوافرة.. وطبقا لمحللين سياسيين يسعى طرفا الصراع القتالي في عمران والجوف والصراع السياسي في صنعاء (الإصلاح والحوثيون) إلى استعراض القوة أمام الشعب وباستخدامه لتحقيق أغراضهم السياسية وضمان مكاسب في التسويات القادمة.
وأضافوا بالقول: “في هذه الحالة ينبغي أن تكون الدولة حاضرة لقطع دابر فتنوي متصاعد وكبح جماح أهداف السيطرة والاستحواذ ونزعة التفرد بمستقبل اليمنيين”.
وأشاروا إلى أن “ذلك لن يتحقق إلا بتدخل سريع للدولة لمعالجة تداعيات قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية”.
وقالوا إن “محاولة حزب أو جماعة السيطرة أو الانقلاب على خيارات اليمنيين في التغيير السلمي والإيجابي الوطني سيعرض نفسه لمواجهة مع الشعب بكل فئاته”.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد المبعوث الأممي لليمن جمال بنعمر أن الوضع في اليمن مقلق جدا في ظل حالة الاحتدام والتصارع السلطوي والفتنوي المدمر لآمال وأحلام اليمنيين.
وأضاف قبيل مغادرته أمس صنعاء أن “على اليمنيين ترتيب بيتهم بأنفسهم وبأيديهم”.. لافتا إلى “استمرار تواصله مع الأطراف السياسية والقوى الوطنية للتوصل إلى حلول ومعالجات”.
مغادرة مساعد أمين عام الأمم المتحدة بنعمر اليمن إشارة إلى استمرار تعقد الوضع في تعنت القوى المتصارعة واستمرار سريان الأجندة العابثة بأمن واستقرار اليمن.
تقرير/ بليغ الحطابي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى