في ظل استمرار تلويث البيئة..مواطنون يصرخون: طفح الكيل بنا من طفح المجاري

> استطلاع/ وليد الحيمدي - وأروى علي

> زادت ظاهرة انتشار مياه الصرف الصحي وتراكم القمامة في عموم مديريات محافظة عدن من معاناة المواطنين ليلا نهار، بعد أن باتت تهدد بانهيار عدد من المنازل ومحاصرتها جراء انتشارها في جميع الشوارع وأزقة المدينة، في ظل تجاهل من قبل الجهات ذات العلاقة بالمحافظة.
عبدالقوي - الشيخ عثمان
عبدالقوي - الشيخ عثمان
يعد حي المصعبي وحي السيلة والقاهرة بمديرية الشيخ عثمان، أبرز شوارع المديرية انتشاراً لطفح المجاري وتكدس القمامة، التي باتت منتشرة في عموم مديريات محافظة عدن في السنين الأخيرة، وتشكل ظاهرة تهدد سلامة وصحة القاطنين، وتعكر صفوهم في عموم المحافظة، لاسيما الشيخ عثمان، والتي تعد أحد أكبر مديريات المحافظة كثافة سكانية، وانتشاراً للمجاورة ومياه الصرف الصحي، وتكدس القامة، وماينتج عنها من انتشار البعوض والأمراض فضلاً عما تنتجه من غازات سامة كغاز الميثان الضار، وكذا أعاقت حركة السير بشكل كبير للمواطنين، وتعريض ملابسهم للأوساخ والمياه الأسنة في الشوارع كل يوم، مديريات دار سعد، والمنصورة ومنطقة العريش أيضاً ليست أحسن حالاً إذ نالها من هذا الإهمال والأوساخ مانال الأخيريات في هذا الشأن، حيث يشكو الأهالي مما يعانونه من غرق الشوارع بالمياه الآسنة، جراء الانسدادات المستمرة للبيارة العامة، وقنوات الصرف الصحي، وما ينتج عنه من مشاكل كبيرة لدى القاطنين جراء وصول المياه إلى منازلهم، مع انتشار عدد من الأمراض في أوساطهم كالملاريا، وحمى الضنك، وهذه ما تؤكده تقاريرعدد المستشفيات في المحافظة، بعد أن وصلت هذه الظاهرة إلى أعلى مستوياتها لتطال جميع الشوارع والأزقة، وفي مقدمتها بيوت الله كمسجد الأحمدية ومسجد النور وسط الشيخ عثمان، وفي مديرية المنصورة،الأمر لم يتغير في أسواقها وشوارعها كسوق العيادات، وغيرها من الأسواق التي تعاني من طفح المجاري باستمرار، الأمر الذي جعل الأهالي يعبرون عن تذمرهم واستيائهم لما وصلت إليه البيئة والصحة في المدينة، نتيجة للإهمال وغير المبالاة من قبل الجهات ذات العلاقة في المحافظة، ناهيك عن غياب شبكات الصرف الصحي في بعض المناطق، والتي لم تلقَ أي اهتمام لا دخل هذه الشبكات لمناطقها على الرغم من الأموال الطائلة التي تنفق في هذا االمجال من خلال ما تتحصل عليه الحكومة من دعومات خارجية.
الشارع الرئيس - الشيخ عثمان
الشارع الرئيس - الشيخ عثمان
** مناشدة عاجلة **
نتيجة لما يعانيه أبناء عدن من المشكلات مستمرة في في طفح المجاري وتكدس القمامة، وما تشكله من أضرار على صحتهم، وعلى المنظر العام للمدينة، توجه عقال الحارات والأهالي بعدد من المناشدات إلى الجهات ذات الاختصاص في عموم مديريات المحافظة عبر أكثر من قناة اتصال ووسيلة إعلامية، إلا أن الجهات لم تحرك ساكناً، ولم تقم بواجباتها المناطة بها بالشكل المطلوب، كما عبر الأهالي لـ«الأيام» عن سخطهم مما باتوا يتعرضون له بشكل يومي من روائح كريهة، وأساخ نتيجة لانتشار المياه الآسنة في كل شوارع وأرزقة المدينة، في الوقت الذي تصرف فيه أموال طائلة في سبيل حل هذه المشكلة التي أضحت تشكل ظاهرة خطيرة تهدد سلامة وحياة الناس، الأمر الذي تبرره الجهات المختصة بعدم التزام المواطنين بدفع ما عليهم من ديون بخصوص المياه، واستخدامات الصرف الصحي، في الوقت الذي تؤكد فيه الوثائق والمستندات أن مديونية المياه والصرف الصحي في المحافظة يتحمل النصب الكبر فيه شخصيات نافذة، ومستثمرون كبار ومتخلفون عن سداد ما عليهم لسنوات، فضلاً عن فشل عدد من المشاريع التي قام بتنفيذها بعض مسئولين السابقين، وكذا اللاحقين، وكذلك الاتفاقات التي أبرمت في العقود السابقة بين المجالس المحلية، والتي كانت تمتلك بنودا وميزانيات لتحسين هذه الشبكات وهي الأخرى طالتها يد الفساد، بذريعة أن الدعم شحيح ومحدود.
كابوتا - المنصورة
كابوتا - المنصورة
** طفح المجاري يصل إلى البيوت **
أمام مسجد معسكر النصر، النقيب علاء عبد القوي أحمد الحشري أوضح جانبا من معاناة المواطنين في هذه المدينة من طفح المجاري والمياه الآسنة قائلا: “إن طفح المجاري قد وصل إلى داخل منازل الكثير من المواطنين، وما بات يشكله هذا الأمر من مخاطر على الأسر والعائلات، أما خارج البيوت فحدث ولاحرج”، ويضيف “طرق المارة تعج بالمجاري والبرك الطافحة،وهو ما يساعد على انتشار الأمراض الخطيرة المنقولة من قبل البعوض،ونتيجة لهذا قمنا بتوجيه باغ إلى المحافظة لإنقاذنا من المجاري التي باتت لا تهدد صحتنا وحسب، بل تهدد بانهيار المباني أيضاً”، ويتابع “أنا أدفع فواتير المياه ولا مديونية لدي، إذاً لماذا هذا التردي الواضح في الخدمات الصرف الصحي مع العلم بأن رسوم الصرف الصحي مرتفعة عن خدمة المياه؟، والسؤال الذي يطرح نفسه من المسئول عن هذه الفساد؟ فهناك مشاريع كبيرة كان مخطط لها أن تنفذ بخصوص صيانة الشبكات القديمة وتجديدها من جديد وبدعم خارجية، كالمشروعين الألماني والهولندي المعرفين لدى الجميع والذين بلغ تكلفتهما 10 مليون مارك ألماني بما يعادل 7.8 مليون دولار، وهو ما يدل على عملية النهب والفساد المستشري”، وبحسب بعض المهندسين في المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بعدن فإن “بعض المشاريع لم يخطط لها هندسياً وتمت بطريقة عشوائية، وغيرها من المشكلات في الصرف الصحي والتي تسبب في حوادث كثير منها موت خمسة من عمال الصرف الصحي بغاز الميتان وحوادث مشابهة كثيرة في السنوات الأخيرة”.
منطقة الدرين - الشيخ عثمان
منطقة الدرين - الشيخ عثمان
** المواطنون يتحملون جزءا من المعاناة **
بدوره أوضح مدير الصرف الصحي بالمنطقة الأولى بعدن التي تشمل مديريات كريتر، المعلا، التواهي، خورمكسر ، المهندس حمدان سعيد غالب أن “ما تشهده المجاري وأعمال الصرف الصحي في المحافظة من انسدادات مستمرة ناتج عن أسباب عدة في مقدمتها التصرفات غير الحضارية من قبل الأهالي، وأوضح غالب أن صغر حجم أقطار الشبكة في كثير من المناطق ذات النوعية وقدمها يُعد سبباً آخر في انتشار المجاري والصرف الصحي في هذه المديريات، وكذا التوسع العمارني (البناء العشوائي) وضعف الوعي الصحي عند الكثير من المواطنين، لاسيما التصرفات الخاطئة من قبل بعض النساء برميهن بعض من مخلفاتهن كـ(الفوط النسائية) في قنوات الصرف الصحي، الأمر الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى انسداد قنوات المجاري والرف الصحي، وأضح غالب أن ضعف الإمكانية التي تعاني منه المؤسسة في وسائل النقل وعدم دفع الفواتير من قبل المواطنين زاد من معاناة المؤسسة وحرمان موظفيها من مرتباتهم، وإعاقتها من أداء واجباتها بشكل المطلوب لاستقلالية المؤسسة مالياً وإدارياً، وأرجع غالب في ختام حديثه تعثر المؤسسة في أداء واجبها إلى ارتفاع أسعار المشتقات النفطية.
كريتر - صيرة
كريتر - صيرة

استطلاع/ وليد الحيمدي - وأروى علي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى