العجز في الكادر التعليمي وقلة المقاعد مشاكل تعيق مدارس ريف تعز

> استطلاع/ أحمد النويهي

> أيام قلائل وتقرع الأجراس في عموم مدارس محافظات البلاد، ومنها محافظة تعز إيذانا بانطلاق العام الدراسي الجديد، ترافقها استعدادات متعثرة لعملية التهيئة والاستعداد من قبل الجهات ذات العلاقة، الأمر الذي بات يؤرق سير العملية التعليمية في مديريات المحافظة وخصوصا الريفية منها، حيث تتشابه المشاكل والمعوقات دونما حلول أو بارقة أمل للتغير نحو الأفضل، بعد الإعلان عن النتائج النهائية للمرحلة الثانوية العامة والتي أسفرت عن معدلات مرتفعة في كثير من مدارس ريف المحافظة غير المؤهلة والتي شهدت تفشي ظاهرة الغش فيها بطريقة كبيرة جداً، وهو ما يجعل تلك النتائج مشكوك فيها، ويوجب العمل من إدارات المدارس والجهات المختصة على تفادي هذه الظاهرة بوضع حلول ناجعة لها لاسيما في مدارس بمديريات شرعب السلام والرونة والوازعية وحيفان.
حول استعدادات الجهات المختصة وتحضيراتها للعام الدارس الجديد ومعوقاته أوضح لـ«الأيام» مدير إدارة التربية والتعليم بمديرية حيفان بتعز عبد الرقيب مرهوب أن إدارة التربية قد عملت على التحضير والاستعداد الجيد للعام الدراسي الجديد من خلال عقد لقاءت مع مدراء المدارس وكذلك الأقسام المعنية في المكتب كالتوجيه، الرقابة والتفتيش، بالإضافة إلى توزيع خطوط سير للتوجيه والرقابة، وكذا صيانة لعدد 1020 كرسيا في بعض المدارس، وذلك بالتنسيق مع جمعية الأغابرة والأعروق والتي مازال العمل مستمرة فيها.
ويوضح مرهوب أن “أهم المشاكل التي تواجههم تتمثل في تكاليف نقل الكتب المدرسية من المحافظة إلى مدارس المديرية، لاسيما بعد قرار توريد الرسوم 100 %، فضلاً عن ضعف النفقة التشغلية للمكتب، مع نقص كبير في المدارس والتي لا تلبي حتى 30 % من الغرض”. ويضيف مرهوب سرد بعض من المشكلات التي تواجه سير
العملية التعليمية في مديرية حيفان بالقول: “هناك مشاكل كثيرة تواجهنا مع بداية العام الدراسي أبرزها العجز في الكادر التربوي النوعي، والكتاب المدرسي، وإصرار الإدارة المالية على إحضار ضمانة تجارية رغم التزامنا خطياً بالتوريد والرفع بالمتخلفين عن التوريد، فضلاً عن عدم استلامنا للكتب حتي يومنا هذا، حيث لا توجد اعتمادات نقل الكتب للمديريات، بالإضافة إلى عدم توظيف المعلمات المتطوعات لروضات الأطفال والتي يبلغ عددهن 32 روضة في المديرية، مع حل مشاكل تنقلهن وغير ذلك”.
** تلاعب بالمعلمين وقلة المقاعد **
المشكلات هي ذاتها شكا منها مدير تربية شرعب السلام محمد محمد علي المجيدي خاصة فيما يتعلق بشأن الكتاب والضمانات وعدم وجود تكاليف نقل للكتاب المدرسي، وأكد المجيدي لـ«الأيام» أن شرعب السام تعاني من عجز في الكادر التربوي يصل إلى عشرين مدرسا لمادة الإنجليزي، و 15 في مادة الفيزياء و 15 في الأحياء وعشرة في مادة الكيمياء و 15 في اللغة العربية، كما أشار المجيدي إلى أن هناك عائق آخر يتمثل في عدم نقل مرتبات موظفي 2011 ما نسبته 25 % حينها من المسجلين بالخدمة إلى المديرية كون معظمهم غير ملتزمين بالعمل ولا نستطيع إيقافهم أو اتخاذ أي قرار تجاههم، وكأن في الأمر شيء، رغم الشكاوى المتكررة بهذا الخصوص”.
ويتابع بالقول: “هناك موظفون منقولون من المديرية منذ عامين إلى محو الأمية وإلى مديريات أخرى وما تزال رواتبهم لدينا رغم رفعنا المستمر بنقل رواتبهم، فضلاً عن النقص الكبير في المقاعد في عدد من مدارس المديرية والتي تتطلب ل 3900 مقعد مزدوج، وإصلاح 3020 مقعدا”.
ويختتم المجيدي حديثه بالقول: “لقد رفعنا بإحصائية مفصلة لمكتب التربية والتعليم بالمحافظة ولم يحدث أي تجاوب بهذا الشأن”.
** عجز في المدرسين **
مدير إدارة التربية والتعليم بمديرية الوازعية سعيد الظرافي بدوره أوجز المشاكل التي يواجهها في إدارة التربية بالقول: “يعد عجز المدرسين لدينا هو الهم الأكبر الذي يعوق العملية التعليمية في المديرية”.
** يجب إعادة الإداريين لتغطية العجز **
وعن الاستعدادات والتحضيرات التربوية للعام الدراسي الجديد وأبرز مشكلاتها في مديرية شرعب الرونة أوضح فؤاد الزراري مدير التربية في المديرية أن “الإدارة قامت بتدشين العام الدراسي الجديد بعدد من الزيارات الميدانية لعدد من المدارس، فضلاً عن قيام المفتشين بزيارة عموم مدارس المديرية وكذا الموجهين”.
وعن أبرز المشاكل التي تواجههم أثناء سير العملية التعليمية أوضح الزراري أن “أهمها تتمثل في التضخم الكبير في عدد الإداريين والموجهين والمفتشين، والذي يقابله ارتفاع في عجز الكادر التدريسي في الميدان، وكذا مشكلة عدم البت فيما يخص أصحاب القرارات والتكاليف الصادرة خلال 2011 - 2013 م وإعادتهم إلى الميدان، الأمر الذي سيخفف علينا من طلبات الالتحاق بالعمل والتفرغ من الميدان في حال تم معالجته واقتناعهم بالاستمرار في المدارس”.
وفي ما يخص الكادر التربوي أكد الزراري أن “مدارس المديرية بحاجة إلى عدد من المعلمين في تخصصات التربية الإسلامية والتي بحاجة إلى عشرين معلماً وأربعين معلماً لمادة اللغة العربية، فيما تتطلب مادة الإنجليزي (25)، الرياضيات (35)، الفيزياء (15)، الكيمياء (15) معلماً، كما تتطلب مادة الأحياء (14) معلماً، و(24) معلماً في مادة العلوم للصفوف الأولية”.
** 40 مدرسة طاردة للمعلمين في شرعب الرونة **
ويلفت الزراري إلى أن لديه أربعين مدرسة في أطراف المديرية تعد من المناطق النائية، يعمل أبناؤها على طرد الموظفين فيها في مطالبة بأن يكون التوظيف من أبناء المناطق تلك.. ويضيف بالقول: “سبق أن أثرنا هذه القضية في العام الماضي بطرق مختلفة إداريا وإعلاميا، وقد كان لها صدى حيث تجاوب معنا الكثير في مقدمتهم الأستاذ عنان الرعيني مدير عام شئون المعلمين في الوزارة والذي بدوره قام بإدراج عزلتي الزراري والعوادر ضمن المناطق النائية لتغطية احتياجات مدارس العزلتين من خلال تعاقدات مع الخريجين والخريجات من أبناء المناطق، وقد جرى بهذا الخصوص إجراء استبيان من قبل لجنة من الوزارة في نهاية شهر مايو وأوائل أبريل من هذا العام عن الخريجين والخريجات للاستفادة منهم في العملية التعليمية، إلا أنه إلى الآن لم نحصل على أي جديد حول هذا الموضوع”.
وتابع سرد معاناة إدارة التربية بالقول: “إدارة التربية ليس لديها مبنى خاص، بالإضافة إلى تأخر الكتاب المدرسي وكذا افتقار معظم المدارس للتجهيزات واللوازم المدرسية خصوصاً المعامل والمقاعد الدراسية، بالإضافة إلى غياب العدالة في التوزيع في الكادر التدريسي بين مدارس المديرية مع وجود عدد كبير من القوى العاملة لا يمكن الاستفادة منها، وكذا شحة النفقات التشغيلية لفرع مكتب التربية بالمديرية مقابل زيادة أجور المواصلات، مع غياب اعتمادات للأنشطة المدرسية والتي هي جزء لا يتجزأ من المنهج المدرسي ولا تقل أهمية”.
ويوضح الزراري أن “هناك مشاكل عدة تعاني منها مايزيد عن مائة مدرسة في المديرية وبحاجة إلى حلول جدية”.
** يجب محاربة الغش من بدء العام **
بدوره أكد الدكتور عبد العزيز المخلافي أن مكافحة الغش يجب أن تبدأ من بداية العام الدراسي، ويوضح بالقول: “هناك ثلاثة أسباب رئيسة في انتشار ظاهرة الغش في الاختبارات، إحدى هذه الأسباب خارج عن إرادة وزارة التربية والتعليم وتتمثل هذه الأسباب أولاً في وزارة التعليم العالي وما تفرضه من معدل لقبول الطالب في الجامعة، الأمر الذي جعل الطاب يستعينون بأكثر من واحد لإعانتهم على الغش، خوفا من رسوم الموازي والنفقة الخاصة في الجامعة.. في حين يتمثل السبب الثاني في عملية تفريغ المدارس من مدرسي المواد العلمية واللغة الإنجليزية من قبل المسئولين عن العملية التعليمية وتحويلهم إلى موجهين وإداريين أو مفتشين دون الحاجة لهم، والسبب الثالث يتجلى في عدم تفعيل الأنشطة المدرسية والذي بدوره يؤدي إلى خلق حالة من الملل لدى الطالب وعدم القدرة على التركيز والتفاعل”.
واقترح المخلافي جملة من الحلول والمعالجات لتجاوز هذه الظاهرة أبرزها التنسيق مع وزارة التعليم العالي على أن يكون دورها دورا تقييميا كأسلوب لقبول الطالب في الجامعة أن يصبح كل من الصفين التاسع و الثالث الثانوي كبقية صفوف النقل، وأن تكون المدرسة هي المسئولة على وضع أسئلة الاختبارات”.
ويضيف سرد الحلول المقترحة بالقول: “يجب سد العجز الحاصل في عدد من المدرسين لاسيما الريفية خلال إعادة التوزيع العادل للمدرسين بحسب احتياج كل مدرسة، مع إعادة الموجهين الذين تم تعيينهم بطريقة غير قانونية لتغطية هذا العجز، بالإضافة إلى تشكيل فريق من التوجيه مهمته عقد ندوات داخل المدارس وفي أماكن التجمعان لتبصير المجتمع بمخاطر الغش في الاختبارات على الفرد والمجتمع مع تفعيل الأنشطة المدرسية ودور الاختصاصي الاجتماعي والتنسيق مع وسائل الإعلام المختلفة والتي تعد إحدى مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي تسهم في تشكيل سلوك الطالب وتعمل على توعيته التوعية الصحيحة حول مخاطر ظاهرة الغش، وغيرها من المشكلات التي تعاني منها العملية التعليمية”.
استطلاع/ أحمد النويهي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى