نتيجة التلوث النفطي بمحافظة شبوة..تزايد أعداد المرضى المصابين بمرض السرطان

> استطلاع/ صالح المساوى

> لعبت مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان فرع شبوة منذ نشأتها مطلع 2013 م دوراً كبيراً في التخفيف من معاناة المواطنين في المحافظة، بعد أن بات مرض السرطان منتشراً فيها بشكل كبير؛ نتيجة للتلوث البيئي الذي تخلفه أعمال النفط في المحافظة، حيث بلغت حالات الإصابة بمرض السرطان بين أوساط أبناء المحافظة بين عامي 2000 - 2011 م أكثر من 400 حالة، في حين بلغت الحالات التي استقبلها فرع مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان بمدينة عتق منذ افتتاحه في فبراير 2013 م 137 حالة، توفيت عشر حالات منها، بينما يبلغ عدد الأشخاص الذين يتعاطون العلاج الكيماوي 18 شخصا، مع اكتشاف عشرين حالة مصابة بسرطان الثدي.
يعد مرض السرطان أحد الأمراض المنتشرة في محافظة شبوة جراء التلوث الذي تخلفه أعمال النفط في المحافظة على أبنائها، ولمزيد من المعرفة حول هذا الموضوع ودور مؤسسة حضرموت لمكافحته كان لنا لقاءً مع مدير مكتب الصحة والسكان بالمحافظة الدكتور ناصر المرزقي الذي أوضح جانباً من أعمال هذه المؤسسة في مكافحة هذا المرض بالقول : “تقوم مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان بتقديم خدمات طبي جليلة للمرضى - منذ افتتاحها 2013 م - كالعلاجات والجرعات الكيماوية المقررة للمريض، وكذا المتابعة الدورية له، وفي مجال التطوير والعمل على الارتقاء بعمل المؤسسة”، وأشار المرزقي إلى “أن هناك تنسيقات قد تمت بهذا الخصوص بين محافظ المحافظة أحمد علي باحاج، ومكتب الصحة والسكان بالمحافظة تمثلت في تأهيل اثنين من الأطباء في مجال الأورام السرطانية وعلاجها، وأن أحدهم قد بدأ مزاولة عمله في حين ما يزال الآخر في مرحلة التدريب بصنعاء”، ويضيف: “وجود هذه الوحدة وهؤلاء الأطباء سيعمل على التخفيف من معاناة مرضى السرطان الصحية والمادية باهظة الثمن، وكذا تخفيف أعباء ومشقة السفر إلى المحافظات الأخرى بغرض العلاج” وعن عدد الإصابات بهذا المرض والفئة الأكثر تضرراً في المحافظة أكد المرزقي “أن هناك إصابات كثيرة في عموم أنحاء المحافظة، ومن مختلف الأعمار ومن الجنسين” موضحاً “أن إجمالي الإصابات بهذا المرض بلغ منذ افتتاح المؤسسة إلى(137)، عشر منها توفيت وأخرى شفيت في حين ماتزال كثير منها تحت العلاج”. وتوجة المرزقي في ختام حديثه بالشكر إلى قيادة المحافظة ولمؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان لما يبذلوه في هذا المجال خدمة للمرضى وتخفيفاً لمعاناتهم”.
** نطالب الجهات المختصة بدعم المؤسسة **
أنشئت مؤسسة مكافحة السرطان بغرض معالجة هذا المرض الذي بات منتشرا في المحافظة، ولمعرفة دورها وأهدافها عن كثب التقينا المدير التنفيذي لفرع المؤسسة بمحافظة شبوة ومدير وحدة علاج الأورام الدكتور صالح علي المصواع الذي أوضح بالقول: “تأسيس هذه المؤسسة والمعنية بمعالجة مرض السرطان الذي بات منتشراً بشكل كبير في المحافظة بداية عام 2013 م بدعم من مسؤولين ورجال أعمال ومواطنين، وبفضل جهودهم حققت المؤسسة كل هذه النجاحات”، ويتابع حديثه بالقول: “تُعد مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان فرع شبوة هي أول مؤسسة تُعنى بمرض السرطان بالمحافظة، ووجودها يعد نقلة نوعية، ومن شأنه أن يخفف آلام ومعاناة المصابين بهذا المرض رغم الصعوبات التي نواجهها في هذا العمل”، ويوضح المصواع: “مؤسستنا هي مؤسسة خيرية تأمل تحقيق جملة من الأهداف، كالبحث عن مسببات مرض السرطان، وسبل الوقاية منه، وكذا الكشف المبكر عنه وحصر حالات السرطان وتصنيفها من خلال إنشاء سجل السرطان، ومساندة المصابين به ماديا ومعنويا، بالإضافة إلى العمل على إيجاد وتفعيل وحدة علاج الأورام بالمحافظة”.
وعن المهام الأخرى التي تقوم بها المؤسسة أشار المصواع إلى أن “المؤسسة تقوم إلى جانب معالجة المرضى بحملات التوعية للمواطنين بهذا المرض وسبل الوقاية، وأهمية الكشف المبكر عنه، وذلك عبر النزول إلى المدارس والمديريات”، ويشير إلى أن “هذه العملية التوعوية استهدفت أيضاً فئة النساء وحثهن على أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي” وناشد المصواع في ختام حديثه عبر صحيفة «الأيام» “الجهات الرسمية وأصحاب الخير الوقوف إلى جانبهم في تنفيذ هذه المهمة الصعبة والإنسانية ودعم المؤسسة، وتوفير الأجهزة والمعدات والأدوية لما في ذلك من خدمة جليلة لمرضى السرطان”.
** لدينا الكثير من الخطط وبحاجة إلى دعم **
بدوره أوضح مدير البرامج بمؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان فرع شبوة الدكتور محمد حيدرة باوهال جانباً من البرامج التي تقوم بها مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان فرع شبوة لـ«الأيام» بالقول: “المؤسسة لديها العديد من الأنشطة والبرامج التي تقوم بتنفيذها في المحافظة كالتوعية بمخاطر وطرق الوقاية من مرض السرطان”.
ويضيف “هناك نظرية تقول لو أنه صرف 2.5 % من ميزانية أي مجتمع على برامج تعزيز الصحة بأسلوب علمي صحيح لأدى ذلك إلى انخفاض 25 % من معدلات الأمراض، وكذا تكاليف الرعاية الصحية؛ ولهذا فنحن نعمل في هذا المجال وفق خطين: أولاً العمل على توعية المواطنين بمرض السرطان وكيفية مكافحته، وتوضيح العوامل المساعدة للإصابة به من خلال إلقاء المحاضرات التوعوية والمنشورات والملصقات والأفلام القصيرة وغيرها من الوسائل التوعوية، ثم العمل على علاج المرضى المصابين”.
ويوضح باوهال “هناك برنامج ثالث في هذا الإطار يهدف لتقديم الدعم النفسي والمادي لمرضى السرطان كزيارة المرضى والاطمئنان عل صحتهم وتقديم بعض المساعدات المالية والهدايا لهم”.
ويختتم حديثه بالقول: “لدينا الكثير من الخطط لأنشطة وبرامج جديدة ستعمل في حال تم دعمها إلى تعريف المواطن بهذا المرض ومسبباته وكيفية الوقاية منه، وكذا كيفية التعامل مع مريض السرطان وتوسيع القاعدة الجماهيرية المستهدفة في هذه البرامج”.
** جملة من المعوقات **
من جهته أوضح سالم صالح البريكي المدير المالي بالمؤسسة: “أن المؤسسة تعتمد في الجانب المالي على دعم فاعلي الخير الذين بدأ دعمهم لها منذ تأسيسها، وما يزالون حتى اليوم أمثال صالح الصويدر، وعمر عبد الرحمن باجمال، وصالح سالم بن معيض وغيرهم” وعن المعوقات التي تقف في طريق عمل المؤسسة أوضح البريكي “أن المعوقات تتمثل في عدم وجود الأدوية لمريض السرطان، وكذا الأجهزة الضرورية كجهاز(المامو قرام) الخاص بالكشف المبكر عن سرطان الثدي، بالإضافة إلى الحاجة الماسة لجهاز تلفزيوني، وجهاز التخطيط، ويعد عدم توفر أجهزة المختبر تمثل أهم المعوقات التي تواجهنا اليوم”.
ويوضح البريكي في ختام حديثه بعض مما تقدمه المؤسسة للمرضى بالقول: “المؤسسة تعمل على تقديم الدعم المالي لكل مريض، وذلك بصرف خمسين ألف ريال لمن يتعالج في الداخل، ومائة ألف ريال يمني لمن يذهب إلى الخارج”.
** المؤسسة أعادت لنا الأمل **
المؤسسة أعادت لنا الأمل... هذا ما بدأ به المواطن عيدروس بن عقيل باحاج وهو أحد المواطنين الذين يرددون بين الفينة والأخرى عى المؤسسة لإعطاء أحد أقربائه الجرعات الكيماوية الخاصة بمرض السرطان حيث يقول : “إن وجود فرع للمؤسسة في شبوة اختصر علينا الكثير من الجهد والمال ومشقة السفر إلى المحافظات الأخرى للتداوي والعلاج من هذا المرض دون عناء أو تعب بما تقدمه المؤسسة من خدمات طبية وإرشادات، وكذا الاستشارات فيما يخص المرض”، واختتم باحاج كلامه بمطالبة الجهات الرسمية والشركات النفطية وجميع شرائح المجتمع: “بأن تقدم يد العون والمساعدة لهذه المؤسسة الخيرية، حتى تتمكن من تقديم خدماتها بالشكل المطلوب لهؤلاء المرضى”.
استطلاع/ صالح المساوى

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى