الأمم المتحدة: طرفا الصراع في العراق يرتكبان فظائع

> جنيف «الأيام » ستيفاني نبيهاي:

> قالت مسؤولة في الأمم المتحدة أمس الاثنين خلال جلسة طارئة بشأن الصراع في العراق إن المقاتلين الإسلاميين ارتكبوا فظائع “على نطاق يفوق التصور” في صراعهم المستمر منذ ثلاثة أشهر مع القوات العراقية التي قتلت هي أيضا معتقلين وقصفت مناطق مدنية.
وقال وزير حقوق الإنسان العراقي محمد شياع السوداني في الجلسة إن تنظيم الدولة الإسلامية “منظمة ظلامية عابرة للحدود ومغرقة في وحشيتها ودمويتها” ويهدد بلاده والعالم، لكنه لم يرد على الفور على الاتهامات المنسوبة لقوات الحكومة.
وسيطر التنظيم على مساحات كبيرة من الأراضي في العراق وسوريا وأعلن قيام الخلافة وأجبر مئات الآلاف من العراقيين على الفرار من منازلهم.
وأظهرت أرقام للأمم المتحدة أمس أن 1420 شخصا على الأقل قتلوا في العراق في أغسطس وحده.
ويتوقع أن يوافق مجلس حقوق الإنسان في جلسته التي تستمر يوما واحدا على طلب بغداد ارسال فريق من خبراء الأمم المتحدة
للتحقيق في جرائم ارتكبت في الصراع.
وقالت فلافيا بانسيري نائبة المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في افتتاح الجلسة في جنيف إن هناك “دليلا
قويا” على أن مقاتلي التنظيم نفذوا عمليات قتل تستهدف أشخاصا بعينهم وأجبروا آخرين على تغيير الديانة وقاموا بعمليات خطف وتعذيب الأمم المتحدة: طرفا الصراع في العراق يرتكبان فظائع وانتهاكات جنسية.
وتابعت “تكشف التقارير التي تلقيناها عن أعمال غير إنسانية على نطاق يفوق التصور”.
وقالت لرويترز فيما بعد إنها كانت تقصد الدولة الاسلامية.
لكنها قالت إن قوات الحكومة العراقية والشرطة ارتكبت أيضا أعمالا قد تصل إلى حد جرائم الحرب.
وتابعت “قد تصل الهجمات الممنهجة والمتعمدة إلى حد جرائم الحرب والجرائم
ضد الإنسانية. هناك أفراد - من بينهم قادة- مسؤولون عن هذه الأعمال”.
حرق الأحياء وضرب الأعناق قالت بانسيري إنها قلقة على نحو خاص بشأن اضطهاد المسيحيين واليزيديين والشيعة والتركمان وجماعات عرقية أخرى من مقاتلي الدولة الإسلامية الذين اجتاحوا غرب وشمال العراق.
وأضافت “تعيش هذه المجتمعات جنبا إلى جنب على نفس الأرض منذ مئات السنين وفي بعض الحالات منذ آلاف السنين.. قد يصل مثل
هذا التطهير العرقي والديني” إلى حد الجرائم ضد الإنسانية.
وذكرت أن الشرطة العراقية أعدمت أيضا معتقلين في تلعفر وفتحت ميليشيا متحالفة مع الحكومة النار على مسجد في منطقة خانقين إلى الشمال الشرقي من بغداد فقتلت 73 من الرجال والأطفال.
وقالت إن الجنود العراقيين قصفوا بلدات وشنوا غارات جوية قرب مدن كركوك والفلوجة وصلاح الدين فأوقعوا عشرات
المدنيين قتلى أو جرحى.
وقال السوداني في الجلسة إن تنظيم الدولة الاسلامية يهدد التركيبة السكانية لبلاده.
وأضاف “بلد الرافدين العريق يتعرض إلى خطر يستهدف كيانه كبلد مستقل محاولا تغيير التركيبة السكانية والثقافية له”.
وتابع أن تنظيم الدولة الاسلامية لا يمثل مشكلة لبلاده وحسب مضيفا أن “منظمة داعش
(الدولة الاسلامية) ليست ظاهرة عراقية بل انها ظاهرة عابرة للحدود تشكل خطرا داهما على معظم دول العالم فضلا عن تحديها السافر لمبادئ حقوق الإنسان والقوانين الدولية المعمول بها”.
وحث السفير الأمريكي في المجلس كيث هاربر رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي على تشكيل حكومة تجمع مختلف
الأعراق وتحقق في كل المزاعم الموجهة إلى القوات الحكومية “والجماعات الارهابية”.
وقال “إن القصص التي ظهرت بعد الهجوم الدامي للدولة الاسلامية في العراق والشام (الدولة الاسلامية) على العراق كابوسية.
اضطر المسيحيون وغيرهم للفرار من منازلهم بعد تخييرهم بين تغيير الديانة أو الموت”.
وأضاف “دفنوا اليزيديين أحياء أو ضربوا أعناقهم أو قتلوهم في عمليات اعدام جماعي”.
وشجبت دول غربية وخليجية ممارسات الدولة الاسلامية وقال السفير الكويتي جمال الغنيم “إنه لمن المؤسف بأن يتضمن اسم هذا التنظيم الارهابي كلمة الاسلام علما أن الاسلام براء من هذا التنظيم وأفكاره.
لكن روسيا وحليفتها سوريا ألقتا باللوم على الدول الغربية والعربية في السماح بنشاط المتشددين السنة في المنطقة.
وقال أليكسي بورودافكين سفير موسكو إن روسيا قدمت أسلحة لمواجهة الدولة الإسلامية ومن بينها طائرة سوخوي 25.
وأضاف “اكتسبت الدولة الاسلامية في العراق والشام )الدولة الاسلامية( امكانات ضخمة فهي تسيطر الان على موارد مالية
هائلة استولت عليها وتمارس تجارة نفط غير مشروعة وتملك ترسانة كبيرة من الأسلحة الحديثة.
كان من الممكن تفادي كل هذا لو كان المجتمع الدولي قد اتخذ اجراءات لاستئصال هذا السرطان في مرحلة مبكرة من تكونه.
(إعداد ياسمين حسين - تحرير أمل أبوالسعود) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى