بعد سقوط قتيل وإصابة 40 آخرين معظمهم بحالات اختناق.. صنعاء تدخل دوامة العنف والحوثيون يغلقون مداخلها الرئيسية

> صنعاء «الأيام» بليغ الخطابي /ذويزن مخشف /رويترز/ فرانس برس / شينخوا/ الاناضول

> تطورت الأوضاع الأمنية بصنعاء أمس الأحد على نحو فاقم مخاوف من فوضى وعنف لا محمود عقب نصب أتباع زعيم الحوثيين خياما بالقرب من وزارات الداخلية والكهرباء والاتصالات في وسط صنعاء إغلاق طريق المطار.
وقتل شخص وأصيب عشرات معظمهم بحالات اختناق عندما استخدمت قوات الأمن الخاصة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات الحوثية في 18 أغسطس، لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يقتربون من وزارة الداخلية ولإجبارهم على فتح طريق المطار.
وقالت لجنة تنسيق تظاهرة الحوثيين إن متظاهرا قتل بالرصاص الأحد عندما حاولت الشرطة تفريق أنصار الحوثيين الذين قطعوا طريق المطار الرئيسية.
وأقام المحتجون الموالون لزعيم التمرد الزيدي عبدالملك الحوثي خياما جديدة في اليوم الأول من الأسبوع، وهو يوم عودة الطلاب إلى المدارس، وذلك في إطار التصعيد “النهائي” الذي أعلنه الحوثي.
وقال شهود عيان لـ«الأيام» “إن مواجهة نشبت بين قوات مكافحة الشغب والمحتجين المتظاهرين بشارع المطار أوقعت 8 مصابين تعرضوا للاختناق بالغاز”.
مصاب في تظاهرات أمس بصنعاء يتم نقله لتلقي العلاج
مصاب في تظاهرات أمس بصنعاء يتم نقله لتلقي العلاج

وقالت اللجنة المنظمة للاحتجاج التابعة للحوثي “إن قتيلا سقط برصاص الأمن وأصيب 40 آخرين تم نقلهم إلى مستشفى المؤيد الخاص القريب من موقع الاعتصام.
القتيل الذي سقط أثناء المصادمات في تظاهرات أمس بصنعاء
القتيل الذي سقط أثناء المصادمات في تظاهرات أمس بصنعاء
وقطع أنصار الحوثيين طريق المطار شرق حديقة الثورة في شمال صنعاء، مع العلم إن هذه الطريق هي المدخل الرئيسي لوسط العاصمة من مطار صنعاء، وما زال بالإمكان الوصول إلى المطار عبر طرقات أخرى إلا أن طريق المطار كان لا يزال مغلقا مساء أمس.
كما أضافوا خياما جديدة في محيط وزارة الداخلية ووزارتي الكهرباء والاتصالات.
وكان الحوثيون أعلنوا بدء المرحلة الأخيرة و “الحاسمة” من تحركهم الاحتجاجي التصعيدي المطالب بإقالة الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود.
ويستمر هذا التحرك منذ 18 أغسطس على الرغم من إطلاق الرئيس عبد ربه منصور هادي مبادرة أقر بموجبها التراجع عن ثلث الزيادة السعرية على أسعار الوقود، وتشكيل حكومة جديدة.
وما زال الآلاف من أنصار الحوثيين المسلحين وغير المسلحين ينتشرون في صنعاء وحولها في مشهد يعزز المخازف من انزلاق اليمن نحو العنف.
وقال شهود عيان لوكالة أنباء شينخوا “إن أنصارا من جماعة الحوثي نصبوا خيام اعتصام في الشارع الرئيس الذي يصل العاصمة صنعاء بخط مطار صنعاء الدولي ومنعوا المرور فيه نهائيا”.
وأكد هؤلاء أن المعتصمين قاموا كذلك بنصب خياما أمام بوابتي وزارة الكهرباء والطاقة، والاتصالات وتقنية المعلومات وطالبوا الموظفين فيهما بمغادرة المباني قبل أن تتم محاصرتهم، ما تسبب في مغادرة الموظفين الوزارتين.
وحسب الشهود فإن مسلحين حوثيين ينتشرون في أحياء سكنية عدة بالقرب من شارع المطار وقرب الوزارتين.
وفي السياق ذاته، قال لؤي الشامي المتحدث باسم المعتصمين الحوثيين في شارع المطار، إن إغلاق خط المطار الرئيس اليوم يأتي في إطار التصعيد المستمر لإسقاط الحكومة واجراءاتها في رفع الدعم عن المشتقات النفطية.
وأكد الشامي لوكالة شينخوا أن المعتصمين قطعوا أمس أحد الطرق الرئيسة للمطار، ومنعوا الدوام الرسمي في وزارة الاتصالات والكهرباء، وأن الأيام القادمة ستشهد تصعيدا جديدا.
وأضاف “رفع المعتصمون أمس الشارات الصفراء، وسيتم قريبا رفع الشارات الحمراء، والتصعيد مستمر حتى تحقيق المطالب”.
ودشنت الجماعة خلال الأيام الماضية نحو ثلاث ساحات اعتصام سلمية وسط العاصمة، فيما يحاصر مسلحوها العاصمة من جميع الاتجاهات.
وفشلت مبادرات وطنية، ولجان تفاوض من تحقيق أي تقدم لإيقاف تصعيد الجماعة الحوثية التي تصنف بأنها أكبر جماعة يمنية مسلحة.
وقال مصدر قريب من الرئيس لوكالة فرانس برس: “إن الحوثيين قدموا مجموعة مطالب إلى الرئيس هادي حملوها للوسيط عبدالقادر هلال، وهم يطالبون خصوصا باجتثاث الفساد، وتمكينهم من النيابة العامة والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، وجهاز الأمن القومي وجهاز الأمن السياسي”.
وبحسب المصدر، فإن الحوثيين طالبوا أيضا بـ “أن يعتمد الرئيس مبدأ التشاور معهم لاختيار رئيس الوزراء الجديد وتسمية وزراء الوزارات السيادية”.
ويسود التوتر الشديد في صنعاء، حيث امتنع عدد كبير من السكان عن إرسال أولادهم إلى المدرسة في اليوم الأول من العام الدراسي”.
ورفضت وزارة الخارجية الإيرانية إشارة من هادي إلى أنها تساعد في التحريض على الاضطراب، وقالت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم انها “تساند المحاولات السلمية لتحقيق الطموحات المشروعة... والمشاركة من كل الجماعات في العملية السياسية.”
وتتهم الحكومة اليمنية وخصوم طهران من الدول السنية في الخليج منذ وقت طويل إيران ذات الأغلبية الشيعية بالتدخل في اليمن وهو أمر تنفيه إيران والحوثيون.
أحد الجرحى الذين سقطوا في تظاهرات صنعاء أمس
أحد الجرحى الذين سقطوا في تظاهرات صنعاء أمس

وكان الرئيس اليمني قد دعا أمس الأول السبت إيران بالاسم إلى “تحكيم العقل والمنطق فيما يتعلق بتعاملها مع الشعب اليمني”، ودعاها إلى “أن تتعامل مع الشعب وليس مع فئة أو جماعة أو مذهب”، في إشارة إلى “دعمها المفترض للحوثيين”.
وأكد أن “الحوثيين يتلقون الدعم من أربع قنوات فضائية تبث من بيروت”.
واعتبر هادي أن “البعض لا يريد لصنعاء الأمن والاستقرار والخروج من الأزمة، وإنما يريدها تشتعل نارا مثلما هو حاصل في دمشق وبغداد وليبيا”.
وكان أتباع زعيم جماعة الحوثيين بدأوا أمس في ساحات الاعتصام الجديدة مرحلة تصعيد جديدة في سياق ما اسموه اسبوع الحسم والخطوات المزعجة باستكمال السيطرة واغلاق شارع المطار نهائيا بنصب عدد (10) خيمة جديدة امام وزارات الداخلية والاتصالات والكهرباء والبريد المركزي..طول كل واحدة منها (50) مترا..
وقال علي العماد، ناشط في جماعة الحوثيين (أنصار الله ) لـ «الأيام» “إن المحتجين احتشدوا باكرا من مختلف المحافظات إلى ساحة المطار استعداد للتصعيد لارغام السلطة على التسليم بمطالب الشعب، والبدء بتشكيل حكومة وطنية تديرها الكفاءات والنزاهة”.
وجريح آخر يتم نقله بعيدا عن موقع المصادمات
وجريح آخر يتم نقله بعيدا عن موقع المصادمات

وأكد العماد في تصريحه لـ «الأيام» أن التصعيد مستمر في زعزعة أمن واستقرار الفاسدين وناهبي ثروات الشعب..
واعتبر هذه الخطوة مهمة جدا لشل حركة أهم شوارع العاصمة الواصل إلى مطار صنعاء الدولي تمهيدا للعصيان الشامل الذي سينفذ في حال استمر تعنت ولامبالاة السلطة..
وعلق المحتجون الحوثيون شارات صفراء على الذراع الأيمن ..كما اغلقوا مداخل العاصمة الثلاثة الخاضعة تحت سيطرة عناصرهم والجماعات القبلية المسلحة وقطعت عددا من الطرقات في الشوارع الرئيسة التي أدت إلى ازدحام شديد في عدد منها استعدادا للشارات الحمراء والعصيان الشامل الذي يضرب مؤسسات الدولة وشوارع العاصمة.
وحسب مصادر فان قطع منافذ العاصمة و الطرقات والشوارع أمس استمر لساعات كإجراء تنبيهي وتحذيري أخير تكرر منذ الاسبوع الماضي للدولة.
وقالت وكالة الاناضول “إن قوات الأمن بدأت بمحاولة فتح الطريق، بعد فشل مفاوضات الأمن مع المتظاهرين، بضرورة فتح الشارع المؤدي إلى مطار صنعاء الدولي، وهو المطار الوحيد في العاصمة اليمنية”.
‫وشارع المطار تقع فيه مقرات 3 وزارات هي الداخلية، والكهرباء، والاتصالات وتقنية المعلومات، وقد أغلقه المتظاهرون جماعة الحوثي بشكل كامل، أمس الأحد، للمطالبة بإسقاط الحكومة اليمنية وإلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية.
وذكر مراسل الأناضول أن متظاهري الجماعة نصبوا الخيام أمام وزارتي الكهرباء والاتصالات في الشارع، كما نصبوا مخيمات متفرقة على طوله؛ ما أدى لتوقف حركة السير فيه وإغلاقه بالكامل.
وللأسبوع الثالث على التوالي، شهدت صنعاء ومدن يمنية مختلفة، تظاهرات حاشدة مناهضة للتصعيد الذي انتهجته مؤخرا جماعة الحوثي، فيما وصلت الجماعة الشيعية حشد أنصارها في تظاهرات مؤيدة لهم في الضفة الشمالية من العاصمة، للمطالبة باستقالة الحكومة والتراجع عن قرار صدر مؤخراً برفع أسعار الوقود، وقد فشلت لجنة وساطة رئاسية في تحقيق أي انفراج في الأزمة حتى مساء أمس.
مواطن يرفع صورة لعبد الملك الحوثي
مواطن يرفع صورة لعبد الملك الحوثي

وقال مواطنون مسافرون لـ«الأيام» انهم لم يتمكنوا من الوصول إلى مطار صنعاء الدولي بسبب قطع المحتجين الحوثيين للطريق كما تعذر على الموظفين العاملين بالمطار والوزارات الاخرى من اداء عملهم امس الاحد.
مسؤول في وزارة الصحة قال لـ«الأيام» إن أيا من المستشفيات الحكومية لم تستقبل أي مصابين او قتلى في محاولة قوات الامن فض الاحتجاجات بشارع المطار شمال العاصمة.
مواطنون يحملون جريحا أصيب في تظاهرات أمس بصنعاء
مواطنون يحملون جريحا أصيب في تظاهرات أمس بصنعاء

وفي سياق نفسه أبلغ “الأيام” سكان في حي الجراف على طريق شارع المطار ان مسلحين حوثيين انتشروا في احياء المنطقة وتمركزوا في عدة مواقع ونصبوا متارس قتالية في كثير من الشوارع وخاصة القريبة من المكتب السياسي لجماعة الحوثي بينما قال شهود عيان أنه شوهد مساء امس ارسال تعزيزات امنية كبيرة من القوات الامن الخاصة(الامن المركزي سابقا) من مدرعات مختلفة وحديثة والمئات من الجنود وصلت مساء أمس الأحد إلى مقر وزارة الداخلية وتم توزيع بعضها على الاحياء القريبة من مواقع خيام الاعتصام الحوثي.
مواطنون يهتفون ضد الحكومة وضد الجرعة
مواطنون يهتفون ضد الحكومة وضد الجرعة

وكانت جماعة الحوثي اقامت مهرجانا ظهر امس وسط شارع خط المطار الرئيسي أعقبه نصب 8 خيام كبيرة وخيام أخرى صغيرة. وأدى نصب الخيام إلى قطع الشارع الرئيسي المؤدي إلى مطار صنعاء الدولي وشل حركة السير فيه. وأكد مسافرون عبر المطار انهم لم يتمكنوا من الوصول إلى مبنى المطار جراء قطع المحتجين الحوثيين للطريق حتى وقت متأخر مساء أمس الأحد.
وفي قت سابق في خضم المظاهرات والمسيرات التي اطلقتها جماعة الحوثي ظهر امس أجبر المتظاهرون الحوثيون موظفو وزارتي الاتصالات والكهرباء على مغادرة أعمالهم كما اكد موظفون بالوزارتين لـ «الأيام».
وأوضح احد الموظفين بوزارة الاتصالات قائلا لـ “الأيام” إن الحوثيين نادوا عبر مكبرات الصوت الموظفين بأن يغادروا المكان قبل أن تتم محاصرتهم بالخيام، وهو ما دفع الموظفين للخروج والمغادرة.
خيمة جديدة تنصب بالقرب من وزرارة الكهرباء
خيمة جديدة تنصب بالقرب من وزرارة الكهرباء

ويسود التوتر الشديد في صنعاء، حيث امتنع عدد كبير من السكان عن إرسال أولادهم إلى المدرسة في اليوم الأول من العام الدراسي”.
وابلغ مسافرون قادمون من محافظة تعز مساء أمس الأحد «الأيام» أن الحوثيين اقاموا نقاط تفتيش على الطريق الممتدة من مخيم اعتصامهم المسمى(ساحة الرسول الاعظم) بمنطقة حزيز عند المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء.
وقال المسافر عبدالرحمن عبر الهاتف لا توجد مظاهر لنقاط تفتيش تابعة للحكومة سوى نقطتين للجيش بعد نقطة التفتيش المركزية (نقيل يسلح) المعروفة خارج العاصمة صنعاء .. ومن منطقة حزيز حتى شارع تعز تنتشر عشرات النقاط التفتيش التابعة لجماعة الحوثيين”.
جانب من المتظاهرين بصنعاء أمس
جانب من المتظاهرين بصنعاء أمس

واضاف عبدالرحمن “يسألونك من اين قادم وماذا تحتوي حقيبة السيارة من امتعة.. جميع النقاط عليها رجال مسلحون، كما شوهد في بعضها اطقم عسكرية يقف عليها مسلحون ايضا”.
وطبقا لمصادر مقربة من امين العاصمة عبدالقادر هلال الذي قام بدر وسيط جديد بداية الاسبوع الماضي بعد فشل اللجنة الحكومية والحزبية المكلفة من اللقاء الوطني- أكدت لـ “الأيام” ان هناك موافقة من انصار الله على ما قدمه - الذي لاتزال بعض نصوص ماتضمنته المبادرة سرية- لكنها حسب المصادر لاتختلف عما اعلنته اللجنة.
وطبقا للمصدر لـ «الأيام»ان مبادرة هلال اسقطت مايتعلق بعمران والجوف..
كما تتضمن تشكيل لجنة الاقتصادية التي تصر الجماعة على تشكيلها - بدراسة اسقاط بقية المبلغ المتفق عليه إلى جانب استمرار تحسين الاوضاع المعيشية للمواطن من كافة الفئات مع ضمان اجراءات صارمة لمكافحة الفساد والمفسدين ومن يسمهيهم الحوثيون ناهبو ثروات الشعب والانتهازيون..
وجاء تصعيد الجماعة التي تتخذ من صعدة (شمال) مقراً لها، في صنعاء، بعد سيطرتها على محافظة عمران (شمال) مؤخرا، عقب هزيمة اللواء 310، ومقتل قائده العميد الركن حميد القشيبي.
ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين.. ويُنظر لجماعة الحوثي بأنها تسعى لإعادة الحكم الملكي الذي كان سائداً في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 سبتمبر 1962.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى