نصيحة لوجه الله للحوثيين (أنصار الله)

> م. جمـال باهرمـز

> “لا إحساس لا شعور بالندم، قد رجعنا إلى الخلف، وتركنا خط الدفاعات الأولى ليحتلها البغاة، واختبينا خلف خوفنا كالشياه، حين عادت جحافل أبي رغال إلى الحياة”.
في ظل هذه المعمعة والأحداث المتسارعة، يختلط الحابل بالنابل ويضيع الحساب على بعض الأطراف، وبدلاً من توجيه سهامها إلى عدوها الحقيقي، يمكر بها عدوها.. فتوجه باستعجال، أو بنية مبيتة سهامها إلى أطراف مُحايدة، أو ليست عدوة، أو قد تكون صديقة.
الحوثيون يؤكدون مراراً أن أعداءهم هم أعداء الشمال والجنوب من النافذين، في عصابة 1994م وكما يقولون فإن حربهم مع حزب الإصلاح وذراعه العسكرية (القاعدة أو أنصار الشريعة).
لذا نجد أن 75 % من أبناء الجنوب متعاطفون مع الحوثيين (مع العلم أن 90 % من أبناء الجنوب من أهل السنة)، ومن لم يتعاطف فالسبب البعد الطائفي الذي طغى على البعد السياسي والوطني، وهذا ما نجحت فيه عصابة صنعاء وهي نسبة لا بأس بها، ولكنها تشكل خطرا مستقبليا حين يتقرر مصير الجنوب كدولةٍ مدنية.
أبناء الجنوب المتعاطفون مع الحوثيين بسبب ما عانوه من قهر وظلم وقتل ونهب ثروات وإقصاء وتهميش، ولا يزال، من نفس قوى النفوذ التي الآن تشكل الطرف الأول للأزمة بنفس الوجوه القبلية والحزبية والعسكرية والدينية.
هذاالتعاطف قد ينقلب راساً على عقب في حالة واحدة في هذه الأحداث، وهي أن يدير الحوثيون وأنصارهم سهام حرابهم إلى صدر الرئيس هادي بحجة أنه رأس النظام وهو المسئول عن القتلى من المعتصمين في الساحات مع علمهم مسبقاً بالآتي من المسلمات:
الرئيس هادي أو أي رئيس يحترم نفسه لن يسكت عن اقتحام الوزارات ومؤسسات الدولة من أي طرف كان وأن تتحول الأعتصامات السلمية إلى سيطرة على مؤسسات الدولة بالقوة.
الرئيس هادي جاء عبر مبادرة توافقية، وليست له الصلاحيات بإقالة أو تغيير أو استبدال، إلا بعد التشاور مع طرفي الأزمة الذين فصلت عليهم المبادرة للحفاظ على وجودهم، فحتى تغيير قائد لواء لا يستطيع ولكنه من خلال إخلاصه وصدقه والتزامه في محاولة لإخراج الشمال والجنوب من المأزق الذي وضعتهما فيه عصابة 1994/7/7م واستفادته من وجود بعض القادة الشرفاء إلى جانبه، وحب الناس المتزايد يوماً بعد يوم لأدائه الحكيم، ونتيجة لفشل طرفي الأزمة استطاع أن ينتزع بعض الصلاحيات، وحين يحاول استبدال وزير فاشل بآخر يتم تهديده بأنه سيرحل إن هم رحلوا وتلغى أي اتفاقات.
معلوم أن من يحكم ويدير الأمور هو الإقليم والدول الكبرى في الشمال، عبر ما شكلوه من نافذين وعصابات ومليشيات تتبعهم ولا سلطة لشعبنا منذ الانقلاب على الرئيس الحمدي، وما تصريح أحد وزراء دولة مجاورة عندما قال نعرف صغائر الأمور في اليمن ولا يخفى علينا شيء، وهذا معناه أن الرئيس هادي بين فكي كماشة، أن يتعامل مع الحوثيين بحزم، وهذا ما تريد قوى النفوذ تحميله، كلما سقطت ضحايا لعزله شعبياً، وإسقاطه سياسياً، أو أن يرفض التعامل بحزم مع سلوك الحوثيين واستفزازهم واقتحاماتهم لمؤسسات الدولة، مما سيدفعهم إلى تنفيذ تهديداتهم بتمكين ميليشياتهم المتطرفة من السيطرة على الجنوب، وهذا ما يفسر الرفض من قبلهم بتنفيذ النقاط الخاصة بالجنوب، ورفض تسليح وتشكيل لجان شعبية لحماية أراضيه من قبل أبنائه، واغتيال كوادره التي يرون فيها خطورة على وجودهم مستقبلاً.
لن يغامر الرئيس هادي بالجنوب، في ظل تهديد قوى النفوذ بتسليمه لميلشياتهم المتطرفة “في ظل حراك لا يعنينا”، إذا تمادت عناصر الحوثيين في زعزعة الأمن واقتحام المؤسسات، وأعتقد أنه سيفضل ضرب وإخراج المقتحمين بأي طريقة، “كحل” أخير مدعوماً بالشرعية الدولية.
من خلال هذه الصورة أعتقد ناصحاً، أن على الحوثيين وأنصارهم أن يوجهوا سهامهم إلى اعدائهم بعيداً عن الرئيس هادي، ويفعلوا الاعتصامات السلمية في صنعاء ومراكز المدن بدون اقتحامات أو استفزاز للرئيس هادي، وكلما طال امد الاعتصامات، كلما قصر عمر الحكومة.. واصبح مصيرها بيد الرئيس كمصدر قوة لموقفه، وليس ضعفا أو ستغرق السفينة بمن فيها.
استولى القراصنة على السفينة، وجمعوا الأموال والغنائم وبراميل العرق، وأعدموا البحارة والقبطان وقيدوا الركاب، واحتفلت في المساء قطعان الذئاب، وبنشوة النصر كالفرسان احتسوا الشراب، سكارى يفكرون بالغنيمة وداهمهم القلق، لا أحد منهم يوماً بالآخر وثق، فكلهم مجرمون قراصنة وكلهم سرق، وكشرت الأنياب وأظهرت طباعهم الذميمة، اختلف القطيع على الغنيمة وافترق، وانقسم فريقان وكل يحد سكينه، واعتركا وكل يدعى أنه الأحق، ويتهم الآخر بأنه غير مستحق، كل يدعي العثور عليها أولا وله السبق، وكسرت الأشرعة وتعاركت الفرق، وأحدثوا في السفينة شرخاً وشق، وأغرق البحر كل سطحها، وأصبحت على صفحة الماء أخشابها متناثرة، والموج يزيد ارتجاجها، كالريح حين تلعب بالريش والورق، ضاعت السفينة ومات الكل بالغرق، أعوذ منهم برب الخلق والفلق!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى