تســـاؤلات مهــاجــر إلــى الرئيــس هــادي

> جميل محسن

>
جميل محسن
جميل محسن
منذ انطلقت عملية الانتقال السياسي في فبراير 2012م مروراً بهيكلة الجيش وانطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتشكيل اللجان المختلفة، ومنها لجنة الدستور فإننا مازلنا نرى أن العملية السياسية تسير ببطء شديد، وتجاوزنا المرحلة الانتقالية ونحنُ نسير إلى المجهول.
انظر (سيدي الرئيس) فترة الرئاسة قد تجاوزناها بأشهر، وربما ستمر سنوات ونحنُ (محلك سر)، وحكومة مناصفة بالأعداء والنهب والسرقة غير عابئة بمصالح الشعب، ومجلس نواب تجاوز شرعيته منذ سنوات، ومجلس شورى وسعنا دائرته، ومؤسسة عسكرية أصبحت مهمتها حمل نعوش الشهداء إلى مثواهم الأخير، وتشكيل لجان وهيئات ومسميات كثيرة.
لكن رسالتنا (سيدي الرئيس) أكان من الضروري والملح أن تذهب لجنة الدستور بكامل أعضائها إلى ألمانيا، لكي تطلع على تجربة ألمانيا في الحكم الاتحادي، لجنة قوامها عشرات الأشخاص الذين صرفت لهم مئات الملايين لكي تدرس دستوراً، ولو قبلنا بذلك يبقى السؤال، متى سوف تنتهي هذه اللجنة من أعمالها، ومتى سوف يكتب الدستور، ويعرض على الاستفتاء لأخذ رأي الشعب، ومتى ستتم الانتخابات الرئاسية والنيابية؟!.
يا(سيادة الرئيس) إن كل تلك الأمور تسير بأقل من سرعة السلحفاة، وربما ما ينقله لك حالياً المستشارون المنعمون بفُرُش الحرير والمال الوفير، مجافٍ للواقع، ولم يقولوا لك حقيقة أن الشعب قد مل وطال صبره، ولم يعد يرتهن إلى الاتفاقية الخليجية، ووصاية مجلس الأمن، وتدخل الدول الدائمة العضوية في الأمم المتحدة، ولا إلى (البند السابع) الذي أصبح قيداً على اليمن والشعوب العربية.
وأخيراً ومن منطلق أنني مواطن يمني فرضت عليه الظروف والأوضاع المحلية القاهرة الهجرة والبُعد عن الوطن، إلا أنني مازلت أحيا فيه روحاً وولاء، لذلك فإنني أطلب منك كشف حساب لهذا الشعب من خلال خطاب فوري وسريع يضع النقاط على الأحرف، وأن تعلن فيه آلية مزمنة لهذه المطالب، أولها: متى سوف تنهي لجنة الانتخابات من سجلها الانتخابي، وصرف البطائق برقمها الوطني؟!، ومتى ستنهي لجنة الدستور عملها، ويكون الإعلان عن الاستفتاء على الدستور، ومتى ستبدأ الانتخابات الرئاسية والنيابية، وتتوقف هذه الحروب العبثية في صعدة وعمران والجوف، ومناطق أخرى باليمن؟!.
وآخر ما تبقى لنا يا (سيادة الرئيس) أننا نريد أن تحقق القليل من مطالب هذا الشعب العظيم، وأقل ما يمكن توفيره هو (الكهرباء والماء والعيش الكريم) حتى تشعر أنت براحة الضمير حيال أمانة المسؤولية التي قبلتها وتسلمتها، وأقسمت خلالها (اليمين) بأن تحفظ حياة هذا الشعب، وأن توفر له العيش الرغيد، وما هو مطلوب منك اليوم فقط تأمين أدنى مقومات الحياة للمواطن اليمني البسيط والتي تأتي في مقدمتها (الكهرباء والماء والقوت)، وأن تكشف لنا أين تذهب أموال المانحين، بعد أن عجزت حكومة محمد سالم باسندوة عن الاستفادة منها، وتسخيرها لصالح أهدافها من تنفيذ المشاريع التنموية، وتوفير الخدمات الإنسانية الأساسية لهذا الشعب الصابر والمكلوم بألم شديد.
لقد قلتها بلسانك يا (سيدي الرئيس) “إن حكومة (باسندوة) فشلت في إدارة البلاد”، قلتها ولكنك صمت بعد ذلك، وتركت الأمور تسير وكأنها مسألة طبيعية!!.
* صحفي في (البيان) الإماراتية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى