إب.. حالة اختناق شديد في الحركة المرورية مدير شرطة السير : الشوارع لم تنفذ من قبل مهندسين مختصين.. وأدعو للاستثمار في مجال المرور

> استطلاع / نبيل عبدالله مصلح

> ظاهرة الازدحام والاختناقات المرورية في محافظة إب واحدة من الظواهر المزعجة التي أصبحت تعج بها شوارع وطرقات المدينة، في ظل انعدام أنظمة السلامة المرورية وغياب رجل المرور الذين يتهمهم المواطن بالتقصير في أداء مهامهم في تنظيم حركة السيارات وترشيدها لمسلكها السليم، بدلاً من أوضاع الفوضى والضجيج والتجاوزات التي تجتاح الطرقات والأرصفة والشوارع العامة والفرعية.
محافظة إب معروفة بأنها مدينة ذات كثافة سكانية كبيرة، والتوسع العمراني فيها والازدحام المروري يتوسع بوتيرة متسارعة، وهذا ما يجعل من الضرورة الملحة أن تعمل السلطات المحلية على بناء طرقات ومشاريع أكثر حيوية مثل الجسور والأنفاق، خصوصاً أن مثل هذه المواضيع قد جرى مناقشتها لكنها ـ بحسب ما يقال - أجلت إلى الخطة القادمة لعام 2016م.
تواجه شرطة السير في محافظة إب عدة مشكلات منها قلة الكادر وشحة الاعتمادات المالية التي لا تساوي شيئا، وعلى الرغم من هذه المشاكل إلا أن الفرع حقق إيرادات وصلت إلى 95 مليون ريال.
يصل عدد العاملين في شرطة السير بالمحافظة إلى مائة وسبعة عشر صفا وجنديا، وهذا العدد متواضع طبقاً لاحتياجات المحافظة التي تتطلب ما لايقل عن مائتين وخمسين جنديا.
المشكلة المرورية في إب تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم سواء في عاصمة المحافظة أو في نطاق المدن الثانوية التي تشهد كثافة سكانية وتوسعا عمرانيا هائلا ساعدا على ازدياد عدد المركبات والآليات، دون أن تواكبها مخططات ومشاريع هندسية تتلاءم مع حالة التطور والنماء وتلبي حاجة التوسع في الشوارع والطرقات والأسواق العامة، التي تنعدم فيها حالياً البنية التحتية انعداماً كلياً خصوصا في شوارع (تعز - العدين - الدائري) التي تربط طريق صنعاء تعز وطريق العدين.
هذه الشوارع لم يتم تعبيدها بأسلوب متقن يراعي المواصفات المعتمدة دولياً لمثل هذه المشاريع الرئيسية الحيوية، إضافة إلى أوضاع الأسواق التي شوهت الذوق العام من خلال مشاهدة أصحاب البسطات والفرشات الذين يستحوذون على قارعة الطرقات الأساسية، ويسيطرون على قلب الممرات الرئيسية.
والحديث عن البنية التحتية المرورية من إشارات ضوئية وعبور مشاة وأرصفة ومواقف عامة وخاصة ومحطات (طلوع ونزول) يطول في هذا السياق، لأن جميع تلك المشاريع جرى تنفيذها دون أن تتوفر فيها متطلبات الأمن ومواصفات السلامة المعتمدة بحسب المقاييس الدولية.
**مهندسون غير مختصين**
العقيد قيس
العقيد قيس
وحول أسباب الاختناقات المرورية التي تشهدها المحافظة يجيب عن ذلك مدير عام شرطة السير بمحافظة إب العقيد قيس علي الإرياني بالقول: “إن السبب الذي جعل من إب تبدو مدينة حواري وأزقة يعود إلى أن من كان يقوم على تصميم أي شارع فيها ليس مهندسا متخصصا وإنما مهندس مبان، وهذه البقعة من الأرض الجميلة في إب لو كانت خططت من قبل مهندسين متخصصين لكانت اليوم تحتفظ بخصائص الروعة والجمال”.
ويضيف الإرياني: “هناك هم آخر تسببه هذه الاختناقات المرورية، وهو زيادة الحوادث المرورية لاسيما في منطقة (نقيل سمارة) و(نقيل السياني)، وكما هو معروف للجميع أن الخط الرئيسي (طريق صنعاء وتعز وعدن) والذي يقسم محافظة إب إلى نصفين أصبح غير قادر على استيعاب التدفق المستمر لحركة السير المهولة، والتي غالباً ما ينجم عنها حوادث مروعة”.
**معوقات شرطة السير**

إن محافظة إب التي يقترب سكانها من ثلاثة ملايين نسمة وتتوسط اليمن وتربط بين عدد كبير من المحافظات، تطبيق أنظمة شرطة السير فيها لا تمثل سوى 10 %، وما تواجهه شرطة السير بالمحافظة من حوادث مرورية تفوق كل الحسابات والتوقعات.
يقول مدير عام شرطة السير في إب: “إن الاعتماد الشهري لشرطة السير بالمحافظة مائتا ألف ريال يمني، وهو بالكاد يغطي قيمة مستلزمات بسيطة من الوقود والزيت والإطارات والصيانة، وطبعاً هذا قبل ارتفاع أسعار الوقود”.
ويواصل: “إذا وجدت هناك نوايا جادة كان بالإمكان وخلال مدة زمنية قصيرة إصلاح الأوضاع برمتها في محافظة إب وفق رؤى علمية، ومن الأهمية أن تحتل مشاريع المرور الصدارة بالإنفاق السخي لبناء بنيتها التحتية، وما سينفق اليوم لاشك بأنه سيكون أقل ما سوف يتم إنفاقه في الغد”، مضيفاً: “لقد وضعنا خطتنا القادمة أمام قيادة السلطة المحلية ووضعنا فيها جانبا من المعالجات”.
وقال أيضا: “ما يجب عمله الآن هو الإسراع في تخفيف الازدحام، وتوفير محطة عامة للمواصلات في عاصمة المحافظة تستوعب كل الحافلات والباصات وفي إطار خطة مرورية مدروسة تلبي احتياجات الجميع”.
**طموحات قيد التنفيذ**
وبخصوص سؤال طرحناه على طاولة العقيد الإرياني عن ماهية الخطة المستقبلية لشرطة سير محافظة إب للتخفيف من حدة الاختناقات المرورية المتزايدة أجاب: “سيكون من أولوياتنا نقل مناشير الأحجار من خضم المدينة وإدخالها إلى المواقع الداخلية، وإشعار مخازن الجملة الواقعة في قلب المدينة وعمق الحارات بعمل مخازن (هناجر) خارج المدينة، والاستفادة من الأراضي البيضاء الموجودة في المدينة خلف شارع تعز وشارع العدين، وتوجيه أصحابها وتبصيرهم بأهمية إيجاد استثمار في مجال المرور عبر توفير مواقف للسيارات والمركبات من دورين أو ثلاثة أدوار، وبحسب أجور ورسوم محددة، وعلى الأخوة المستثمرين الإدراك أن الاستثمار في هذا المجال أسهل وأربح وسريع المردود”، مستطرداً: “لو توفرت لدينا أربعة أو خمسة مواقف على مستوى المدينة بالطبع فإن ذلك سوف يجعل المدينة تتنفس الصعداء، وستحد من الازدحامات والاختناقات بشكل واسع”.
وقال: “لقد عملنا كل ما بوسعنا لتطوير وتحديث إدارة شرطة سير إب، ونسعى جاهدين للحصول على الإمكانات التي تمكننا من تقديم خدمة مرورية أفضل، ولا نبالغ بقولنا إن مبنى شرطة سير إب منذ أن بني في عهد الرئيس إبراهيم الحمدي لم يطرأ عليه تغيير أو صيانة لاستحداث بلاطه، أو حتى وضع (لمبة) إنارة له”.
وأضاف: “وقد عملنا بجهد شخصي على الاهتمام بالإدارة، وعلى تأسيس شراكة مجتمعية مع القطاع الخاص في تعز والحديدة، وقمنا بإنشاء إرشيف حديث للحفاظ على وثائق الناس التي كانت تضع في باطن الكراتين، وأيضاً قمنا بإدخال تقنية حديثة للإصدار الآلي لرخص القيادة والأرقام”.
**غياب الوعي المروري**
وحول مسألة الوعي المروري العام قال: “نعي أن الوعي العام والثقافة المرورية إذا وجدت وانتشرت بين الناس فإن ذلك سيحقق الرقي والسلوك الحضاري في الشارع العام، وبالتالي فإن ذلك سيخفض من معدل الحوادث المرورية، وفي هذا الإطار فإننا نسعى إلى أن يكون نشاطنا القادم توعويا عبر مهرجانات ومحاضرات وإصدارات مرورية ولقاءات تلفزيونية وصحفية وإذاعية، وبإمكان صحيفة «الأيام» أن تساهم معنا في نشر هذا الوعي العام وترسيخه بين الناس تقديراً لقداسة الرسالة التوعوية المجتمعية، وقضايا المرور صارت من أهم قضايا المجتمع”.
**الحيوانات تزاحم السيارات**

لا ينحصر الازدحام والاختناق المروري الذي تعج به شوارع وطرقات محافظة إب على السيارات، بل هناك مشاهد غريبة تراها تحدث في نطاق تلك الشوراع دون حسيب أو رقيب، وتتمثل في تهافت ومزاحمة حيوانات الإبل والمواشي حركة السير والعربات المرورية في مظهر يعكس الوضع البائس الذي وصلت إليه المحافظة، خصوصاً وظواهر كهذه بإمكانها التسبب بحوادث خطيرة وإزهاق أرواح كثيرة، وكان ينبغي على السلطات المحلية تحمل مسؤوليتها في مكافحة هذه الظاهرة، ومنع تسلل الحيوانات السائبة إلى قلب شوارع المدينة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى