أهــالــي جــولــد مور.. رحلة قاسية للبحث عن مياه الشرب بين الشواطئ الذهبية

> استطلاع / سليم المعمري

> معاناة المياه التي تشهدها مدينة عدن طالت جميع مناطقها وأحيائها بما في ذلك واجهاتها السياحية وفي مقدمتها منطقة الساحل الذهبي (جولد مور) بمدينة التواهي، التي باتت تعاني من أزمة مياه خانقة في الوقت الذي تعيش فيه على عناق دائم مع المياه، الأمر الذي جعل الأهالي يقطعون أكثر من مرة الطرقات للتعبير عن معاناتهم لبضعة أيام، كونها الوسيلة الوحيدة التي تفهمها الجهات المعنية، غير أن هذه الوسيلة لم تعد تجدي نفعاً في وقتنا الحاضر لدى تلك الجهات التي باتت تتلذذ من تلك المعاناة.
انعدام المياه هذه المعاناة التي تشكو منها مدينة عدن وصلت إلى أعلى الأمكنة رقياً وتحضراً وقيمة سياحية، إنها مدينة جول دمور (الساحل الذهبي) بمديرية التواهي، حيث بلغ فيه عطش الأهالي وحرمانهم منه إلى أقصى حدوده، لاسيما في حي “الرعب” الذي تفاقمت فيه أزمة انقطاع المياه بعد أن بلغت شهرها الثالث على التوالي، الأمر الذي دفع الأهالي لأكثر من مرة إلى اللجوء إلى قطع الخطوط والطرقات للضغط على الجهات المختصة للالتفات إلى ما يعانونه من حرمان المياه، وهو ما يقابل بالتعنت عند كل مرة لتظل معانات هذه الأحياء الشعبية بهذه المنطقة قائمة يكابدون كل يوم فيها العطش والظمأ، في الوقت الذي تتوفر باستمرار في النوادي والفنادق السياحية بذات المكان، وهو ماجعل عدد من الأهالي يرفعون مناشدة عبر الصحيفة إلى الجهات ذات العلاقة بسرعة إنقاذهم، خصوصاً وأن الأمر قد تجاوز حده.
**المياه .. حلم صعب المنال**
أديب العفيف
أديب العفيف
المواطن أديب العفيف عبر عن معاناته من أزمة المياه الخانقة في جولد مور بالقول: “بات سكان جولد مور بمدينة التواهي يشكون من أزمة حقيقة في المياه نتيجة الانقطاعات المستمرة والتي تجاوزت عدة شهور”، ويضيف: “إننا حرمنا من المياه ولا نحصل عليها إلا عن طريق شراء الصهاريج “البوز” وهو ما يكلف المواطنين الكثير خصوصاً وأن هناك كثيرا من المواطنين ليس لديهم القدرة على الشراء نتيجة لحالتهم المادية الصعبة، ولهذا نجدها فرصة لنطالب فيها الجهات المختصة بالمديرية والمحافظة بسرعة النظر إلى معاناة الأهالي وحل هذه المشكلة التي باتت الهم الأكبر للأهالي منذ أشهر”.
إزدحام على المياه
إزدحام على المياه
ويختتم سرد معاناته بالقول: “لقد قام الأهالي في الأيام الأخيرة بشراء أنابيب وتم تركيبها لنفصل بعض المناطق في محاولة لحل المشكلة، ولكن دون جدوى، لقد أضحت المياه في منطقة جولد مور حلما صعب المنال لدى الأهالي”.
**مبررات غير مقبولة**
عبداللطيف منصر
عبداللطيف منصر
أما المواطن عبداللطيف منصر علي فعبر عن سخطه مما تقوم به الجهات المختصة من مماطلة وعدم التعامل بجدية تجاه هذه الأزمة الخانقة بالقول: “إن المبررات التي تقطعها السلطة في المحافظة غير مقبولة”، ويتابع: “ثلاثة أشهر من الانقطاع المتواصل والأزمة مازالت قائمة، ولم يتم إيجاد حل لها بذريعة أن أزمة المياه بهذه المنطقة (جول دمور) سببها تعرض الأبراج للرياح والتي نتج عنها تأثر المنطقة بكاملها”.
ويضيف علي: “لقد ذهبنا الأسبوع الماضي إلى مكتب وكيل المحافظة لشؤون المديريات الأستاذ نايف البكري، وطرحنا عليه معاناتنا وبدوره قام بالتواصل حينها مع مدير المديرية الأستاذ ياسر محمد علي الذي حضر إلى مكتب وكيل المحافظ، ومن خلال ذلك اللقاء تم تشكيل لجنة مكونة من لجنة الخدمات بالمديرية واثنين من عُقال حي جولد مور وذلك للتواصل مع مؤسسة المياه لإيجاد حلول ناجعة تنهي أزمة المياه”. وأوضح علي أن “مدير مؤسسة المياه فتحي السقاف أكد للأهالي أن المؤسسة ستعمل على إيجاد حل ناجع في فصل الشتاء”.. وألمح علي في ختام حديثه لـ “الأيام” إلى أن “هناك نوايا للتصعيد في حال عدم وصول اللجنة المكلفة من قبل وكيل المحافظة نايف البكري إلى حل مع مؤسسة المياه لتوفر الماء وبدون تلاعب أو مماطلة”.
**منذ عقود لم نعان من المياه**
الإعلامي درهم محمد
الإعلامي درهم محمد
بدوره أوضح الإعلامي درهم محمد سلام جانبا من معاناته بالقول: “أقطن في هذا الحي حي (الرعب) بجولد مور منذ ثمانينات القرن الماضي، ولم نعان من أزمة في مجال المياه ألبتة إلا بعد أن شهدت المنطقة توسعاً في العمران كبناء الفنادق والنوادي والمنتزهات وكذا البناء العشوائي، والذي أثر بشكل سلبي على المنطقة وحرمانها من المياه لوقوع الحي بمنطقة مرتفعة”.
ويضيف: “المضخات التابعة للفنادق والنوادي تعد أحد الأسباب الرئيسة في انقطاع المياه عن الأهالي، وكذا وجود الخزانات ذات العمق الأكبر والتي أدت أيضاً إلى ضعف وصول المياه إلى خزانات المواطنين”.
وعن موقف المواطنين من هذه الأزمة قال: “لقد قام الأهالي خلال الفترة الماضية بمطالبة الجهات المعنية بغرض الوصول إلى حل ينهي معاناتهم، غير أن هذه المطالبات والمناشدات قوبلت بوعود عرقوبية من قبل الجهات ذات العلاقة”.
واختتم سلام حديثه: “إن المخرج الوحيد من هذه الأزمة هو ربط مياه المنطقة بالقلوعة بدلاً عن التواهي، أو بتوفير مضخة بجولة الشيراتون تضمن وصول المياه بشكل طبيعي إلى المنازل”.
**مطالب تقابل بالتجاهل**
جمال عبدالله
جمال عبدالله
من جهته أوضح المواطن جمال عبدالله محمد أن أهالي المنطقة يعانون من هذه المشكلة وحاولوا مراراً التواصل مع المسؤولين بغرض حلها، غير أن تلك الجهات بررت وجود الأزمة وتفاقمها بكثرة الاستهلاك، الأمر الذي ينطبق عليه المثل القائل (عذر أقبح من ذنب)”.
وتابع بالقول: “لقد طالبنا تلك الجهات بتوفير المياه لمنطقتنا أسوة بالمناطق الأخرى من خلال عملية التداول، ولكن مع الأسف قوبلت تلك المطالب بعدم الجدية”.
**مشكلة كبيرة**
صادق الحمادي
صادق الحمادي
أما صادق الحمادي وهو مالك بقالة فقال لـ “الأيام”: “معاناة المياه أضحت مشكلة كبيرة تؤرق كل القاطنين هنا ليل نهار نتيجة للانقطاعات المستمـرة التي تشهدها المنطقة منذ فترة طويلة”.. ويضيف: “لقد أجبرت هذه المشكلة المواطنين على شراء المياه بالجالونات من البقالات بشكل كبير جداً، وهو ما أضاف إلى معاناتهم المالية والمعيشية معاناة أخرى، ولهذا نود أن أوجه رسالة عاجلة إلى الجهات ذات الاختصاص في المديرية والمحافظة بسرعة حل هذه الأزمة الخانقة التي ضيقت الخناق على حياة المواطن المسكين في هذه المدينة التي تشهد ارتفاعاً شديداً لدرجات الحرارة وما يرافقه من استهلاك كبير للمياه”.
**وعود لم تنفذ**
جمال ناصر
جمال ناصر
المواطن جمال ناصر هادي عبر عن هذه المعاناة بالقول: “إن الحي الذي يعاني من هذه الانقطاعات المستمرة لا يبعد سوى أمتار عن منزل قيادة المحافظة”.. ويضيف: “وما يؤلم هنا أن هذا الحي محروم من المياه في الوقت الذي تصل فيه إلى آخر بيت بأعلى النفق بالقلوعة رغم ارتفاعه، ولهذا نطالب الجهات المختصة بربط مياه بالقلوعة عبر نفق، أو من خلال مضخة جسر باصهيب الرئيسي”.
وأوضح هادي أنه نتيجة استمرار هذه المعاناة وعدم التزام السلطة بوعودها قام مجموعة من الشباب قبل عشرة أيام بقطع الطرقات بالساحل ثلاثة أيام، حينها تدخل اللواء ناصر منصور هادي الذي بدوره وعد بتوفير هذه الخدمة غير أن هذا الوعد لم ينفذ حتى اليوم.
الربط العشوائي
الربط العشوائي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى