مدرسة بئر أحمد في عدن.. مهددة بالإغلاق بعد أيام من الافتتاح

> تقرير/ معين الصبيحي

> بدأ الموسم الدراسي الجديد في منطقة بئر أحمد بمديرية البريقة وسط حالة من الفرح والتفاعل من قبل طلاب وطالبات المنطقة الذين يدرسون هذا العام في مدرسة تم بناؤها حديثاً بعد أن مضى عليهم عقود يدرسون في مدرسة قديمة ومتهالكة وآيلة للسقوط.
الفرحة التي استقبلها الطلاب لم تكتمل بسبب وجود جوانب من المنغصات والمعوقات التي سنأتي على ذكرها في سياق هذا التقرير السريع.
يعد افتتاح وتشغيل الثانوية الجديدة في منطقة بئر أحمد بمثابة منجز لأبناء المنطقة، والتي بدأت أول خطواتها باحتضان طالبات المستوى الثانوي (الأول والثاني) من فتيات المنطقة في خطوة لامتصاص جانب من المشكلات والمعاناة التي كان يعانين منها طالبات المنطقة اللاتي كن من سابق يقطعن مسافات طويلة للدراسة في مدارس منطقة الشعب، لكن فرحة الطلاب والطالبات لم تكتمل بعد أن حاولت مجاميع مسلحة إغلاق المدرسة ومنع الطالبات والمعلمين من دخولها، ودخلت في صدام مباشر مع الإدارة ممثلة بالمديرة نزيهة الشينة التي قامت بإبلاغ السلطات الأمنية حيال ما تتعرض له الثانوية، والتي لم يبد عنها فعل يدل على تجاوبها في منع هؤلاء المسلحين من تجاوزاتهم، وبما يحفظ أمن وسلامة الطالبات.
**محاولة منع الاختلاط**
فمنذ اليوم الأول من الافتتاح ـ الأحد الماضي ـ شهدت الثانوية أعمال فوضى قام بافتعالها بعض الأشخاص منهم من ينتمي إلى أحزاب سياسية مشددة بغرض عرقلة وتعطيل سير العملية التعليمية.
يؤكد السكان المحليون في المنطقة أن سلوكيات البلطجة ما زالت مستمرة بين الفينة والأخرى وهو ما يربك العملية التعليمية ويحرم الطلاب من حقهم في التعليم.
ووفقاً لروايات الأهالي فإن من أهم أسباب محاولة إفشال التعليم وإغلاق الثانوية تأتي تحت ذريعة منع الاختلاط بين الطلاب والطالبات، على الرغم من وجود مناقشات وحلول لمعالجة هذه المسألة عبر بناء ـ مستقبلاً ـ مدرسة جديدة بدعم من الأهالي، على أن يتم الانتهاء منها وافتتاحها خلال الموسم القادم، لكن هناك من يرفض تلك الواقع المؤقت ويصر على إغلاق الثانوية دون أدنى تفهم.
**مجاميع مسلحة تثير الفوضى**
لم يتعد الأمر بالإصرار على إغلاق المدرسة بل دأب البعض إلى اختلاق المشكلات بقيامهم بجمع تواقيع من بعض الأهالي دون معرفة أهدافها، غير أن بعض المواطنين يؤكدون أنها تهدف إلى تصفية حسابات لها علاقة بفرض هيمنة حزبية بعينها على تولي قيادة وإدارة الثانوية، في طريق السيطرة على ما تبقى من مكاتب التربية ومدارس وثانويات عدن بالكامل.
لكن أكثر الأمور مداعة للتساؤل هو ما ذكره عدد من المطلعين عن قيام تلكم المجاميع المسلحة بمقابلة إدارة التربية والتعليم في مديرية البريقة، ووضعت أمامها 27 نقطة تقريباً، بينها اتهام الإدارة الحالية بممارسة عدد من المخالفات الإدارية، وتفريغ معلمين ورفع درجات لعدد من الطلاب، كما أنها طالبت بتوقيف مديرة المدرسة المكلفة رسمياً منذ أعوام، وغيرها من النقاط والشروط التي لا تندرج ضمن أحقية وصلاحيات تلك المجاميع.
**شروط غير قانونية**
ولتفادي التطورات التي تنجم بفعل تلك المشكلات التي تفرضها عدد من الأشخاص الرافضة لفكرة الاختلاط، قامت إدارة التربية والتعليم بقيادة المديرية بتشكيل لجنة خاصة من تربويين وموجهين للجلوس مع إدارة المدرسة، وناقشت معها النقاط المطروحة.
لكن مديرة المدرسة ردت عليها بقوة أنها سترد على هذه النقاط في مذكرة رسمية لكل الجهات المعنية، وأنها ستقوم بتفنيد المزاعم والاتهامات التي وجهت بحقها.
وقالت نزيهة لـ«الأيام» “إن مشروع المدرسة وضع حجر أساسه قبل 5 أعوام، وجاء تأسيسها من أجل توفير بيئة جاذبة للبنات والتخفيف من الكثافة الطلابية”.
وأضافت “إن إنجاز هذه المدرسة ساعد في توفير واستيعاب طالبات المنطقة (سنة أول ثانوي) من الاستمرار في الدراسة في نطاق منطقتهم بدلاً من تكبد عناء الذهاب اليومي لمدارس منطقة الشعب”.
وتحدثت مديرة المدرسة عن جانب من الصعوبات والمعوقات التي تعاني منها الثانوية حالياً، واكتشاف عيوب في تصاميم البناء.
وحول سعي البعض إلى محاولة إغلاق المدرسة واللجوء إلى افتعال أعمال الفوضى وتحريض الأهالي، قالت: “للأسف المشكلات الحالية ومحاولة منعنا من تدريس الطلاب والطالبات في المدرسة الجديدة هي طبخات مفتعلة وأهدافها واضحة، والذين يطالبون بتعليق الدراسة وإغلاق المدرسة هم ممن يدرسون أولادهم وبناتهم في المدارس والثانويات الخاصة”، حد تعبيرها.
**عقلاء يؤيدون استمرار الدراسة**
كل عقلاء المنطقة على رأسهم الشيخ مهدي العقربي لهم دور كبير في منع محاولات البعض لإغلاق المدرسة، والوقوف ضد كل من يحاول أن يسلب فرحة الطلاب والطالبات بحصولهم على مدرسة أنشئت حديثاً في منطقتهم، وقاموا برصد أسماء مثيري الفوضى وتقديمهم لجهات الاختصاص علها تعمل على ضبطهم، ووقف محاولاتهم بهدم وتدمير أهم منجز تحقق في منطقة بئر أحمد في عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى