حصار صنعاء يتسبب في ارتفاع أسعار الخضار والفواكه واللحوم بصورة جنونية

> تقرير / بشرى العامري

> ارتفعت أسعار الخضروات والفواكه واللحوم بشكل جنوني في العاصمة صنعاء في غضون الأيام الماضية بالتزامن مع قيام أنصار الله الحوثيين بمحاصرة صنعاء وإقامة تجمعاتهم على مشارفها.
وسجلت أسعار الطماطم ـ إحدى أكثر المتطلبات الأساسية في الوجبات الغذائية اليمنية ـ أعلى ارتفاع لها منذ مطلع سبتمبر الجاري، حيث وصل سعر السلة الواحدة إلى 9000 ريال، وسعر الكيلو إلى 600 ريال، أي بزيادة 200 % عن سعره السابق والذي كان لا يتجاوز الـ200 ريال فقط.
وقد أدى هذا الارتفاع الحاد في أسعار الخضار والفواكه واللحوم ومشتقاتها في خلق أزمة جديدة وأعباء مضاعفة تفوق طاقة المواطنين على تحملها، خصوصاً مع ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، وتراجع الحكومة اليمنية عن صرف العلاوات والفوارق السنوية.
وعزى عدد من التجار أسباب ارتفاع الخضروات الأساسية في أسواق الجملة والكيلو إلى انعدام مادتي الديزل والبترول خلال الفترة الماضية، والتي كانت تباع بأسعار كبيرة في الأسواق السوداء ما كبد المزارعين وتجار المحاصيل الزراعية الكثير من الخسائر وأثر وبشكل مباشر على أعمالهم.
وعلل المزارع أحمد مثنى عدم زرعة حقله طيلة أسابيع هذا الموسم بسبب الزيادة المفروضة على المشتقات النفطية ووصول سعر برميل مادة الديزل إلى أكثر من مائة ألف ريال، وهو سعر يفوق حدود التصور، ولا يستطيع تحمله أي مزارع لاسيما وأن زراعة الخضروات تحتاج إلى ما يقارب الـ6 أشهر حتى تثمر وتنضج.
ويشير بائع الخضار أكرم الشيباني إلى أنه أصبح حالياً يشتري سلة الطماطم بمبلغ 9000 ريال، وسلة البطاطس بمبلغ 3700 ريال، وسلة البصل بمبلغ 4000 ريال، ويقوم ببيع الكيلو الواحد للبطاطس بـ 250 ريال، والبصل بـ 250 ريال.. مرجعاً سبب هذا الغلاء في الأسعار “بعد قيام تجار الخضار باستغلال الأزمة الأخيرة التي تم خلالها حصار صنعاء”.
يقول البائع بشير عبدالله الحاج “إن الكثير من تجار الجملة قد أحجموا عن إدخال الخضروات والمحاصيل الزراعية إلى السوق، بالإضافة إلى اللحوم والدواجن بسبب أوضاع التوتر والعنف التي شهدتها العاصمة صنعاء خلال اليوميين الماضيين، وهو ما جعلهم يخشون على بضائعهم وعربات النقل الخاصة بهم، خصوصا بعد تعرض عدد منهم لمضايقات على مداخل العاصمة.
فيما يؤكد البائع فتح الله عبده أن “المزارعين هم أيضاً عزفوا هذا العام عن زراعة بعض الثمار والمحاصيل بعد انقطاع الديزل عنهم، وانعدامه لفترة طويلة”.
ويشير بائع (الدجاج) محمد سالم إلى أن أسعار دجاج المزارع هي الأخرى ارتفعت قيمتها وتقلصت كميتها بشكل ملحوظ، نتيجة عدم وجود مزارع كافية في إطار العاصمة صنعاء، ما يضطر التجار إلى جلبها من مناطق بعيدة.
ويضيف: “إنه وبسبب الأوضاع السياسية المتوترة وحالة الحصار المفروض على العاصمة جعل الكثير من ملاك مزارع الدواجن يحجمون عن إدخالها، ما أدى تلقائياً إلى ارتفاع سعر كيلو الدجاج إلى 1300 ريال، بعد أن كان سعره لا يتجاوز الــ1000 ريال، وهذا ينطبق أيضاً على سعر اللحوم الحمراء”.
هذا ويخشى تجار ورجال أعمال أن تسهم وتيرة المواجهات والعنف الدائر في صنعاء إلى تشتيت النشاط الاقتصادي إثر قيام بعض رجال الأعمال بترحيل أموالهم وسحبها من المصارف المحلية، فيما غادرت العديد من العائلات صنعاء خشية من توسع دائرة القصف والمواجهات المسلحة، وقيام عائلات أخرى بشراء مواد غذائية ووضع الاحتياطات المنزلية تأهباً من اندلاع حرب، استبق عدد كبير من تجار الخضروات اللحوم حدوثها وقاموا باستغلال المخاوف والظروف العامة برفع أسعارهم قبل أن تستعر المعارك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى