نقص الكادر التربوي دفع الأهالي إلى تحمل رواتب المعلمين المستجدين بمعدل ربع مليون ريال شهرياً ! مدرسة آل أنعم بالشعيب بمحافظة الضالع.. صعوبات ومعوقات

> تحقيق/ بسام القاضي

> أكثر من ربع مليون ريال شهريا هو إجمالي المبالغ التي يقال إن أولياء أمور الطلبة يدفعونها في مدرسة آل أنعم وهي المدرسة النموذجية الأولى بمديرية الشعب بمحافظة الضالع، كمرتبات لـ 8 مدرسين تم التعاقد معهم من قبل إدارة المدرسة ولسد النقص الذي تعانيه المدرسة جراء زيادة عدد الدارسين إلى أكثر من 706 طلاب وطالبات في ظل ما تعانيه المدرسة من نقص في الكادر التربوي لسنوات دون تجاوب الجهات المختصة بالمديرية والمحافظة رغم المتابعات المستمرة لمجلس الآباء وإدارة المدرسة لتلك الجهات الحكومية.
تُعد مدرسة الشهيد محمد غالب علي آل أنعم من أقدم المدارس في مديرية الشعيب بالضالع، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى العام 1969م، وقد درس فيها العديد من الشخصيات والكوادر بعضهم يحتل اليوم مناصب كبيرة في الدولة، وغيرهم الكثير من مختلف المجالات والتخصصات.
صوره من الطابور الصباحي
صوره من الطابور الصباحي
وتحتضن مدرسة آل أنعم الأساسية (636) طالبا وطالبة، عدد الذكور “365” طالبا، في حين يبلغ عدد الهيئة التدريسية “18” معلماً بينهم أربع مدرسات وأربعة متعاقدين وموظف إداري، وتتوزع هذه الهيئة التدريسية على “20” شعبة.
مدرسة 14 أكتوبر الثانوية هي المدرسة الأكثر تضرر في هذا المجال إذ تخلو من الموظفين الرسميين في الوقت الذي ينتسب إليها (70) طالبا وطالبة، وتدار العملية التعليمية فيها من قبل أربعة معلمين تم التعاقد معهم من الأهالي.
**مبان تخلو من الموظفين**
تتمتع العديد من المدارس بمبان حديثة ومتكاملة غير أنها تعاني من نقص حاد في الكادر التعليمي.
وحول هذه الإشكالية يوضح مدير مدرستي أنعم الأساسية والثانوية، محمد عبدالله الغلابي بالقول: “البنية التحتية لهذه المرافق موجودة ومتكاملة ولكن ما نعانيه هو نقص الكادر التربوي، وعدم اعتماد وظائف من قبل إدارة التربية لهذه المدارس مع تزايد كبير لأعداد الطلاب للمرحلة الأساسية”.
ويضيف: “ولحل هذا النقص لجأ مجلس الآباء والأهالي إلى التعاقد مع 8 معلمين متخصصين، وتغطية نفقاتهم من خلال ما يدفع من قبل الطلاب شهرياً”.
**صعوبات ومعوقات**
وعن ما تعانيه المدرسة من صعوبات قال الغلابي: “إن إدارة المدرسة تواجه إشكالات ومعوقات كثيرة، أبرزها ازدحام الطلاب في الصفوف الدراسية، وكذا عدم رفد المدرسة بمعلمين مختصين منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، بالإضافة إلى- اعتماد فصول المرحلة الثانوية في ظل نقص في معلمي المرحلة الأسايسة والذي أثر على سير العملية التعليمية بشكل عام في المدرسة”.
ويختتم الغلابي سرد الإشكاليات التي تواجههم بالقول: “المعوقات كثيرة بدءاً بالمدرس واختتاماً بعدم توفر المختبرات العلمية لإجراء التجارب العلمية، وكذا انعدام الوظائف الخدمية في المدرسة كالحارس والوكيل”.
مجلس الآباء يقوم بدور التربية
يوضح القاضي أحمد علي مثنى رئيس مجلس الآباء بالمدرسة أن “الدولة لم تقصر في توفير المبان المدرسية، غير أنها قصرت في توفير المعلمين”.
ويضيف: “عند انتخاب مجلس آباء جديد العام الماضي 2013م 2014م وافتتاح الصفوف الخاصة بالمرحلة الثانوية أصبح مجلس الآباء أمام مشكلة كبيرة أخرى لم يكن يتوقعها وهي ازدياد عدد الدارسين من الطلاب والطالبات الأمر الذي تطلب من إدارة المدرسة التعاقد مع معلمين لتغطية النقص في المرحلتين الأساسية والثانوية”.
ويكمل قوله: “هناك توجيهات من قبل الجهات ذات الاختصاص بالمديرية ووزارة التربية والتعليم تقضي بتوفير 9 معلمين وموظفين آخرين إلا أن قرار توقيف التوظيف كان عائقا أمام هذه التوجيهات، ما اضطر مجلس الآباء إلى التعاقد مع 7 مدرسين العام الفائت بمرتب شهري يصل إلى 35 ألف ريال مع توفير احتياجات المدرسة والمدرسين المتعاقدين من غذاء وماء وغيره”.
وتابع: “لقد قرر رئيس مجلس الآباء هذا العام التعاقد مع عدد 8 مدرسين متخصصين من حملة البكالوريوس بمبلغ شهري إجمالي يصل إلى “264,000” ريال، وهو مبلغ كبير أرهقت كاهل المواطنين عامة، ولهذا نناشد الدولة الإسراع في حل هذه المشكلة التي تواجهنا في العملية التعليمية ولو بحل جزئي، كما نوجه مناشدتنا أيضاً إلى أهل الخير وأصحاب المهجر والمنظمات الداعمة لمشاريع تعليم فتاة الريف إلى التعاون مع الأهالي لتخفيف الأعباء التي أثقلت كاهلهم”.
**إقبال الفتاة على التعليم**
اختلاط طلاب وطالبات المدرسة
اختلاط طلاب وطالبات المدرسة
تشهد المديرية إقبالاً كبيرا من قبل الفتيات في الريف على التعلم والتحرر من الأمية.. وحول هذا الموضوع تتحدث الفتاة صابرين عبدالله صالح، طالبة في الصف الثاني الثانوي بمدرسة 14 أكتوبر (آل أنعم) بالقول: “لقد أدركت وغيري من الفتيات أنه لا حياة أفضل ولاعيش كريم إلا بالعلم والمعرفة”.
وعن الإشكالات التي تواجه الفتيات أثناء عملية التعليم قالت: “أبرز المعوقات التي تواجهنا تتمثل في بعد سكن بعض الفتيات عن المدرسة وكذلك مسألة الاختلاط، بالإضافة إلى تحملهن دفع نفقات مالية لرواتب المعلمين والمتعاقدين نتيجة نقص المعلمين الرسميين، وكذا عدم اعتماد مركز امتحاني في المدرسة وهو ماضاعف من معاناتنا”.
**دفع النفقات اضطرارياً**
مختبرات بدون أدوات
مختبرات بدون أدوات
ارتفاع النفقات التي يدفعها الأهالي كمرتبات شهرية للمعلمين المتعاقدين، وبشأن هذه المعاناة يقول مدير المدرسة الغلابي: “إن الأهالي يقومون مضطرين بدفع نقفات المعلمين المتعاقدين لعدم وجود خيار ثان أمامهم سوى التعاقد مع معلمين لتدريس أبنائهم، أو التوقف والذي سوف يتسبب في حرمان أبنائهم من التعليم”.
**غياب الدولة**
وللتعرف عن موقف الجهات المختصة إزاء هذا الموضوع زارت «الأيام» إدارة السلطة المحلية بالمديرية، والتقت بالأستاذ عبدالجبار السقلدي الأمين العام للمجلس المحلي بالشعيب، وناقشت معه ما تعانيه مدرستي آل أنعم من مشكلات وحرمان في التوظيف، والذي أفاد بدوره أن “مشكلة التوظيف مركزية وليس لنا سلطة في ذلك، حيث إن هذه المديرية لم تحصل على وظيفة واحدة لما يزيد عن ثلاث سنوات، خصوصا أن الوظائف موقفة من المركز حتى العام 2018م بقرار من رئاسة الوزراء”.
**غياب للسلطة المحلية بالضالع**
أعضاء مجلس الآباء أمام مبنى المحافظة بالضالع
أعضاء مجلس الآباء أمام مبنى المحافظة بالضالع
وفي إطار محاولة الأهالي إيجاد حل لمشكلاتهم في تعليم أبنائهم توجه مجلس الآباء إلى محافظ المحافظة لأكثر من مرة، لكنهم لم يحصلوا على نتيجة.
وقامت «الأيام» بدورها بمقابلة الأمين العام للمحافظة الأستاذ محمد غالب العتابي لطرح مشكلة الأهالي عليه، ولم يعط الموضوع أية أهمية، وبعد اتصال هاتفي أجراه رئيس مجلس الآباء بمدير التربية بالشعيب طالب بإقناع العتابي بالتفاهم معهم ليبادر الأخير بإعطاء توجيهاته بإحالة القضية إلى مدير التربية بالمحافظة.
أصر الأهالي على ضرورة حضور مراسل الصحيفة بمرافقتهم لمكتب التربية بالضالع للبحث عن حلول من سلطة تنفيذية تكاد متغيبة بالكامل، ذهبت الصحيفة بمعية الأهالي إلى مكتب إدارة التربية لنقل توجيهات المحافظة، وعند وصول الأهالي والصحيفة إلى مبنى التربية كان مدير إدارة التربية غير متواجد، ولم نجد سوى مبنى مغلقا، وعلى بوابته التقينا بمدير تربية الشعيب السابق الأستاذ عبدالقوي المليجي، الذي طلب منا ركوب سيارته صوب المدينة، لنقلنا إلى مدير مكتب التربية معللاً بقوله: “إن الحنق مدير مكتب الإدارة يدير شؤون التربية من منزله”.
«الأيام» حاولت الاتصال أكثر من مرة بمدير تربية الضالع للإجابة عن استفسارات الصحيفة إلا أنه لم يكلف نفسه الرد على الاتصال، كما أن مدير إدارة التربية بالشعيب هو الآخر ظل متهربا في الرد على تساؤلات الصحيفة.
**ثلاث رسائل للجميع**
وجه مدير المدرسة الأستاذ محمد الغلابي ثلاث رسائل في سياق حديثه للصحيفة الرسالة الأولى: قال فيها “لأبنائي وبناتي الطلاب والطالبات شدوا العزيمة وجدوا واجتهدوا وفكروا بالمستقبل بعيداً عن الواقع الأليم فمن لم يصبر على تعلم العلم صبر على قساوة الجهل”.
الرسالة الثانية: إلى زملائي المعلمين والمعلمات “اجعلوا كل أعمالكم لوجه الله تعالى ولا تنتظروا الجزاء من أحد وحسّنوا نياتكم وراقبوا ضمائركم، فمراقبة الضمير أعظم من مراقبة المدير”.
الرسالة الثالثة: إلى الآباء وأولياء أمور الطلاب “حثوا أبناءكم على التعليم وشجعوهم واعلموا أن العلاقة تكاملية بين المدرسة والأسرة ولا تيأسوا، واصلوا المسيرة فما قد تم في سبيل العلم لن يضيع هدراً وستظهر النتائج قريباً واستحصدوا ما زرعتم في عقول أبنائكم”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى