هذا العيد.. لا تشتري (ثورا) ولا تذبح (كبشا).. دجاجة تكفي مواطنون: أسعار الأغنام والأبقار زادت هذا العام بنسبة 40 %

> استطلاع / فواز المريسي

> شهدت أسعار المواشي في مدن محافظات عدن ولحج الضالع ارتفاعا ملحوظا بمختلف أسواقها تزامناً مع اقتراب عيد الأضحى الذي تعود فيه المسلمون تقديم الأضحية، وذلك بسبب ارتفاع أجور النقل.
ويحرص اليمنيون على شراء الأضاحي تطبيقاً للسنة النبوية على الرغم من قدراتهم الشرائية المتدنية في ظل ارتفاع نسبة الفقر والبطالة وتدني مستوى الدخل، حيث شهد هذا العام ارتفاعا كبيرا في أسعار المواشي وبنسبة 40 % قياساً بالأسعار المتداولة في الأيام العادية.
ويعتبر تجار المواشي عيد الأضحى فرصة ربحية سنوية حيث يبذل فيها المواطن كل ما استطاع لأجل شراء أضحية العيد، الأمر الذي يزيد من استغلال البائعين وقيامهم برفع أسعارها بصورة يعجز فيها حتى ذوو المستوى المتوسط عن الشراء.
غالباً ما يلجأ المواطنون لاسيما في محافظة الضالع ونتيجة ارتفاع سعر الأغنام إلى خيارات أخرى، عبر المشاركة والتقاسم في شراء ثور عله يلبي حاجتهم كما جرت العادة الموسمية.
وفي ظل الوضع الإنساني المتردي وغياب الدور الرقابي للجهات المختصة تظل سمة الاستغلال والاحتكار من قبل تجار المواشي هي السائدة، بعد أن غاب دور الدولة في تشجيع القطاع الزراعي وإهمال الثروة الحيوانية من (الضأن والماعز والأبقار)، كما أن هناك إهمالا في عدم خضوع الكثير من المواشي المحلية والمستوردة للفحص الطبي البيطري المطلوب، وغياب جهدها في فرض رقابتها على الأسواق وتنظيم عملية البيع والشراء.
**الأسعار الجنونية**

يبقى غلاء أسعار الماشية الشغل الشاغل لدى المواطن البسيط الذي يظل في وضع المتفرج لهذه (المواشي) وهي تباع أمامه بأسعار تتضاعف عاما بعد عام.
ووفقاً للعديد من المتسوقين الذين التقت بهم «الأيام» فإن أسعار (المواشي) لهذا العام ارتفع سعرها كثيرا، حيث يشير المواطن صالح عبدالكريم - موظف في القطاع الخاص - إلى أن الأسعار هذا العام بلغت مستوى غير معقول.
وتختلف أسعار الماشية من (الأبقار والضأن والماعز) لاسيما البلدي في الأسواق مقارنة بالمستورد من الصومال وإثيوبيا، التي عادة ما يكون سعرها أقل من السعر البلدي، وهو ما يجعل المواطنين يتهافتون على شرائها، ويعزفون عن شراء الخروف البلدي الذي يتميز لحمه بمذاق وجودة.
**أسباب غلاء الماشية**

يبرر تجار المواشي غلاء أسعار (الأغنام) التي يقومون بجلبها من مناطق وقرى يمنية مختلفة بأنه يعود إلى مربيي المواشي المحليين.
وقد لوحظ مؤخرا لجوء العديد من الأسر الريفية في محافظة الضالع إلى تربية (الماشية) ورعيها من (حشيش الجبال) بسبب افتقار الحكومة إلى خطة وطنية تهدف إلى تطوير القطاع الزراعي العام وإنتاج الثروة الحيوانية المحلية.
**غياب الرقابة**
يقول عضو المجلس المحلي في مديرية قطعبة بالضالع الأخ محمد طاهر جعوال إن غياب الدور الحكومي في الاهتمام بهذا القطاع الحيوي واحد من الأسباب التي دفعت التجار إلى استغلال الظروف ورفع الأسعار دون أن تكون هناك رقابة مركزية.
ويضيف: “كما أن دورها يغيب عن تنظيم عملية الاستيراد والتصدير، والإشراف على حركة الأسواق وتحديد الأسعار وضبطها”.
ويقول عدد من موطني مدينة قعطبة لــ«الأيام» إن معظم الشوارع والأحياء في المدينة تحولت إلى ما يشبه حظائر تربية وتسويق (المواشي) فيما غدت الروائح الكريهة الناتجة عن تعفن الأعلاف والمخلفات تملأ الكثير من أحياء وحارات المدينة.
**بائعو المواشي**

يعلل محمد جمعر اليريمي ـ أحد الباعة الموسميين للأغنام ـ ارتفاع أسعار الأبقار والأغنام والضأن خلال موسم عيد الأضحى المبارك بارتفاع كلفة أجور النقل وعمليات التهريب التي تتعرض لها المواشي من دول مجاورة، في ظل غياب رقابة الدولة.
ويتابع جمعر: “إن ارتفاع أجور النقل أحد العوامل التي لها دور في ارتفاع أسعار (المواشي)”، مبيناً أنه يقوم بشراء ما يحتاج إليه من أغنام وأبقار وعجول من مزارع في معظم مدن المحافظة بأسعار غالية، ويعمل أيضاً على نقلها إلى أسواق المدن، وهو ما يكلفه الكثير من التكاليف المادية.
فيما يشير مصلح الرعونة - يعمل في تجارة المواشي - إلى أنه خلال العشر الأوائل من ذي الحجة تشهد أسواق الأغنام ارتفاعا كبيرا في أسعارها، خاصة (البلدي) كون معظم مربييها من تهامة التي تعتمد كثيرا على تربيتها طوال العام وإنزالها إلى السوق أثناء مناسبة العيد وبعض المناسبات الأخرى.
350 ألفا سعر الثور الواحد
يعتبر المواطن صالح سعيد أحمد أن جشع التجار والاحتكار السائد أحد عوامل ارتفاع الأسعار. ويضيف موضحاً: “الكثير من تجار المواشي لا يكتفون بالربح القليل وإنما يعملون على استغلال الظروف لكسب أرباح أكبر من اللازم”، مستطرداً: “نحن حاولنا كأسرة إيجاد حل لتلك المشكلة بالقيام بتربية عجل بلدي طوال العام ليكون أضحية العيد، وهو حل بدأت الكثير من عائلات القرى اعتماده بعد ارتفاع أسعار المواشي البلدي”.
يقول المواطن عسكر مثنى المريسي إن المواشي لا تتوفر لها أسعار واضحة ومحددة، كما أنه لا توجد ضوابط تنظم حركة أسواق بيع الماشية.
ويواصل قوله: “لقد قمت بشراء ثور بلدي بالاشتراك والمساهمة مع ثلاثة أشخاص آخرين بمبلغ 300 ألف ريال، ومعدل أسعار الثيران البلدي تترواح ما بين 300 إلى 350 ألف ريال، وعليها طلب أكثر من الماشية المستوردة.. وأغلب المواطنين يفضلون شراء النوع البلدي”.
**دجاجة واحدة تكفي**
المواطن ياسر عبدالباقي القعطبي يقول إنه اكتفى أثناء تجوله آخر مرة في أسواق الماشية بالفرجة والمشاهدة فقط، لعدم قدرته على شراء أي نوع من المواشي التي رآها ترعى أمامه”.
ويشرح ياسر وضعه التعيس بالقول: “تعبت من المشي بين المواشي ولم أتمكن من الحصول على (ماعز) يعادل سعره ما في جيبي من نقود، وقررت أخيراً ألا أشتري أو أذبح كبشا وأن أستقبل العيد بدجاجة تكفي”.
ويختتم المواطن عبدالسلام الشعيبي: “إن عيد هذا الموسم يختلف عن بقية الأعوام، حيث بلغ سعر الماعز الواحد 50 ألف ريال، وسعر الثور بـ 300 ألف ريال”، متوقعاً أنه خلال اليومين القادمين سوف يزداد ارتفاع أسعار المواشي مع دخول أول أيام عيد الأضحى المبارك، وفي ظل غياب الرقابة الحكومية الكاملة على أسعارها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى