حوطة لحج..مدينة المتناقضات (الفرح والحزن)

> تقرير/ هشام عطيري

> خلال يوم واحد تجد في مدينة الحوطة وضواحيها بلحج النقيضين الفرح والحزن.. الفرح بقدوم عيد الأضحى المبارك وشراء الأضاحي وتدفق السيول على وادي تبن، والحزن من تكدس أكوام القمامة في مختلف شوارع وحارات الحوطة نتيجة لأشخاص قاموا بنهب وسلب سيارة النظافة التي كانت متوقفة بجانب مبنى الأمن العام، فيما السوق يشهد ارتفاعا في أسعار الخضروات لتصل إلى ذروتها مع حلول العيد.
«الأيام»التقطت بعدستها العديد من الصور في يوم واحد لكل تلك المتناقضات وأرفقتها بهذا التقرير لنرصد ملامح يوم تعيشه المدينة مع الفرح والحزن.
**ارتفاع أسعار الخضروات**
‎الخضروات أسعار نار قبل العيد
‎الخضروات أسعار نار قبل العيد

في السوق ارتفعت أسعار الخضروات بشكل غير مسبوق، وصلت إلى 200 % وهي أسعار قال عنها المواطنون إنها مبالغ فيها، حيث وصل سعر الكيلو الطماطم إلى 500 ريال رغم أن لحج تعتبر من أشهر المناطق التي تزرع هذا المنتوج، إلا أن بعض المختصين أرجعوا الزيادة إلى أن الموسم لم يبدأ بعد، حيث أن أغلب الخضروات تصل من خارج المحافظة وبأسعار يتحكم فيها السوق.
الجميع يتندر على أيام زمان، حيث كانت لحج سلة الغذاء للعديد من المحافظات، لتجد نفسها اليوم تستورد كل الخضروات من خارجها.
**السيول تتدفق على وادي تبن**
‎مواطن ينظر إلى تدفق السيول
‎مواطن ينظر إلى تدفق السيول

تدفقت السيول في وادي تبن لتبشر بموسم خير للمزارعين في الوادي الصغير والكبير، حيث روت العديد من الأراضي الزراعية التي لم تصلها المياه منذ سنوات عديدة رغم ما تشهده بعض المناطق من شد وجذب ومشاكل تصل إلى حد استخدام الرصاص أثناء عملية الري التي لم تجد حتى الآن التنظيم الجيد لها خاصة مع ضعف الجهاز المختص وعدم وجود الآليات التي تساعد أثناء تدفق السيول في الوادي، ناهيك عن المنشآت المتهالكة التي مضى عليها عقود منذ الحقبة الروسية، إضافة إلى وجود المحافر على ضفاف الوادي التي تدفقت فيها كميات من المياه التي قال عنها المزارعون إنها سوف تروي ما يقارب المائة فدان لكل محفر واحد، وهو ما أدى إلى عرقلة الري لبعض المزارعين لأراضيهم نتيجة لذلك.
العديد من المزارعين ممن عاصروا عهد السلطنة العبدلية يقولون “إن القانون الزراعي الذي صدر في العهد العبدلي يعتبر من أفضل القوانين على مستوى الجزيرة والخليج الذي ينظم عملية الري للأراضي الزراعية مع وجود العديد من المواد المنظمة لذلك”. مؤكدين أن عدم الأخذ به هو ما أدى إلى ما يحدث الآن من عشوائية في عملية الري.
**توقف عمل النظافة**
قمامة في الحارات
قمامة في الحارات

ثلاثة أيام مضت على توقف أعمال النظافة وتكدس أطنان من القمامة في مختلف شوارع المدينة والحارات، ناهيك عن ما تتعرض له الحوطة من أمطار موسمية مما قد يسبب كارثة بيئية نتيجة لذلك، بالتزامن مع قدوم عيد الأضحى المبارك لتعيش الناس في ظل وضع مزر تتكرر مشاهده كل يوم.
‎مياه الصرف الصحي تعرقل حركة السير
‎مياه الصرف الصحي تعرقل حركة السير

مسئول في صندوق النظافة يكشف أسباب توقف العمل إلى قيام بعض الأشخاص ـ وعددهم ثلاثة ـ بالاعتداء على الفرامة رقم 52 وسرقة بطاريتها وإتلاف إطاراتها أمام مبنى أمن المحافظة الذي لم يحرك أفراده أي ساكن تجاه ما حدث، وهو ما أدى إلى توقف العاملين عن العمل في رفع القمامة من الشوارع والحارات.
المسئول قال إنهم رفعوا بأسماء المتسببين بما حدث للجهات المختصة التي لم تتحرك حتى اللحظة لمتابعتهم لتستمر الحكاية في المدينة.
**الأضاحي بالتقسيط**
‎مواطن يحاول شراء الأضاحي
‎مواطن يحاول شراء الأضاحي

سوق الأضاحي بمدينة الحوطة يزدحم في هذه الأيام بعشرات المواطنين الذين يبحثون عن شراء أضحية للعيد فالأسعار تختلف من تاجر لآخر، فهناك الأغنام البلدي والصومالي.
يقول التاجر محسن الطويل “إن الأسعار تختلف من يوم لآخر بحسب السوق وما يعرضه البائعون من أضاح، فالبلدي الجيد قد يصل ما بين 50 – 60 ألف ريال، فيما تجد نوعا آخر ما بين 30 - 35 ألف ريال كسعر متوسط في السوق، فيما الصومالي سعره في السوق يصل إلى 23 ألف ريال”.
يقول أحد المتاجرين بالماشية “إن الأسعار في هذا الموسم جيدة للمحلي رغم منافسة الصومالي لها، إلا أن العديد من الأهالي يرغبون بالمحلي أكثر”.
يقوم العديد من تجار الأضاحي بتقديم خدمة للموظفين وهي التقسيط للأضاحي والتي وصلت سعرها إلى 43 ألف ريال بمتوسط شهري يدفعه الموظف 4000 ريال يخصم من الراتب، وهو ما دفع العديد من الموظفين للاتجاه إلى عملية التقسيط لكونه سهلا لهم من شراء النقد.. فيما هناك فئة أخرى مصدر دخلها محدود تستفيد من شراء الأضاحي بالتقسيط لتبيعه مرة أخرى على أشخاص آخرين بنصف قيمته لتستفيد من المبلغ لشراء حاجيات العيد لأسرته وأطفاله.
عيد الأضحى في مدينة الحوطة وضواحيها لوحة أخرى فيها الحزن والفرح.. فهل يذهب الحزن ليبقى الفرح في المدينة؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى