شواطئ عدن حكر على الرجال دون العائلات والأطفال نساء يشكين مضايقات (المخزنين) وسواحل يحتكرها القطاع الخاص

> استطلاع / وئام نجيب

> يعد البحر والشاطئ من أهم ما يميز مدينة عدن عن باقي المحافظات، ولكن أصبحت هذه المتنفسات في عدن ملكاً لقلة من الناس على حساب الأغلبية العظمى من أبناء هذه المدينة الذين ارتبطت حياتهم بالبحر والشواطئ منذ فترة زمنية طويلة، ناهيك عن مجالس القات والشيشة على امتداد الساحل، حيث ترى طابورا من الرجال أمام واجهة الشاطئ المفتوح مما يسبب حالة من الأذى والمضايقة للعائلات والأسر التي تريد أن تأخذ نصيبها من الاستراحة والاستمتاع.
ونظراً لما وصلت إليه المتنفسات اليوم قامت صحيفة «الأيام» باستطلاع آراء العائلات كونها الفئة الأكثر تضرراً من ذلك.
السواحل مكتظة بالشباب
تقول الأخت شذى “أم ريتاج عبدالله” إنها وعائلتها يقومون بعمل رحلات دائمة إلى منتجع الدبلوماسي بالتواهي، وأشارت إلى أنهم يرتادونه كونه يقع بمنطقة سياحية وغير مكتظة بالشباب.
ونوهت بأن أصحاب الدخل المحدود لا يمكنهم الدخول إلى مثل هذه الأماكن السياحية الخاصة.
وواصلت حديثها: “إن الأسر والعائلات حُرمت من التنزه بالأماكن السياحية العامة بسبب وجود الشباب وعدم وجود الأمن في هذه المتنفسات”.. وقالت: “نطالب بتوفير الأمن في كل ناحية من هذه المتنفسات، حيث إن الأمن اليوم لا يوفر الحماية ونحن اليوم في زمن البلاطجة”.
واختمت حديثها بأنها لا تذهب إلى ساحل أبين بسبب الخوف من عمليات الاختطافات والاغتصابات المنتشرة هذه الأيام.
أما أم زكي فقالت: “إنه وبحكم العدد الكبير لأفراد العائلة نذهب إلى تلك الأماكن الخاصة، لما نجده من تخفيض وخصم نظراً لكثرة أعداد أفراد العائلة”. وأضافت: “أية أماكن لا تكاد تخلو من المضايقات وبالذات من الشباب وبعض الوافدين من خارج المدينة”.
**ازدحام السيارات**
أم إلياس تقول: “إنه في السابق كان خط ساحل أبين أكثر أماناً وهدوءً ويخلو من المخزنين من الرجال، أما الآن فالأمر يختلف تماماً، حيث إنه أصبح مكانا مختلفا وسيئ السمعة، وتكثر فيه السيارات الماكثة في الشاطئ”.
وبرأيها أنهم إذا أرادوا محاربة الفساد عليهم ألا يتركوا ملاك السيارات ترتكب الأفعال المسيئة على الشاطئ.. ونوهت بأن ملاك الأماكن السياحية الخاصة كل هدفهم فقط المال أما الأمن فلا يتوفر في أماكنهم، وتطالب بأن تتوفر الإضاءات والأمان”.
**الساحل ممتلئ بالرجال**
أم محمد هشام من جانبها قالت إنها وعائلتها تذهب إلى جولدمور، الحمراء، عدن مول متى ما أردوا التنزه والاستمتاع بمنظر البحر، وإنهم عند ذهابهم إلى جولدمور يقومون بتأجير خيمة “عشة” وتجلس فيها مع عائلتها حيث يأخذون معهم مختلف الأشربة والأطعمة الخفيفة.
واختمت حديثها بأن النساء غير قادرات على المشي في الساحل بسبب امتلائه بالرجال وخاصة في الأماكن السياحية العامة.
**القضاء على المظاهر السلبية**
بدورنا قمنا بالنزول إلى الجهة المعنية والمختصة في هذا الجانب، حيث قال الأخ عوض مشبح أمين عام المجلس المحلي بخورمكسر: “نحن في السلطة المحلية لمديرية خورمكسر لدينا خطط عمل مستمرة ودائمة بالنسبة للمتنفسات والسواحل والكورنيشات في المديرية، ونحن على يقين أن هذه الأماكن هي التي تميز مديرية خورمكسر عن باقي المديريات، ونحن بدورنا نقوم بالتعاون والتنسيق مع صندوق تحسين المحافظة وإدارة الكورنيشات لتنظيم وتنظيف الكورنيش بساحل أبين الذي انتشرت فيه العديد من الظواهر المخلة بالآداب، ونحن الآن بصدد معالجتها”.
وأضاف مشبح: “لدينا خطط عمل بهذا الشأن، وبالنسبة للقات والشيشة قمنا بإجراء حملات متواصلة وذلك لسحب الشيش من الأكشاك التي تقوم بتأجيرها، لأن هذه الظاهرة تؤثر على زوار ومرتادي كورنيش ساحل أبين.. وننوه بأن لدينا مقترحا بتحديد مكان مخصص للقات والشيش، بحيث يكون في أطراف الكورنيش”.
وقال مشبح: “أنزلنا إشعارات بإلزام ملاك الكافتيريات بتحسينها وتقديم أفضل خدمة للزبائن بالإضافة إلى تحديث ألعاب الأطفال الموجودة في الكورنيش وسنعمل على إنجازها في الفترة القريبة، كما أن لدينا خطة عمل حول هذا الموضوع”. ويضيف: “إن ما نعانيه في هذا المجال لا يمكن أن نقضي عليه بيوم واحد”.
كما أشار في سياق حديثه إلى أن أصحاب الكافتيريات هم أيضا عبروا عن تضررهم وأن دخلهم اليومي قائم على الشيش والمداكي التي يقعد عليها مرتادو الساحل، ومع هذا نقول: “إن الكورنيش هو متنفس ويجب أن يظل مفتوحا أمام الكل من العائلات والزوار والمرتادين، ولهذا فموضوع المتنفسات في عدن موضوع هام ويجب أن يحظى باهتمام من قبل الجميع في المحافظة”.
ويواصل حديثه بالقول: “من الضروري أن تكون هناك خطة مزمنة يتم فيها ترتيب وعمل آلية وذلك لمنع الكثير من الظواهر السلبية التي باتت منتشرة في المتنفسات التي يقصدها المواطنون من داخل المحافظة وخارجها لما تتميز به من شريط ساحلي جميل ورائع”.
ويختتم بالقول: “لقد تم منع نزول السيارات إلى الساحل بالإضافة إلى بناء سواتر وإغلاق ساحل أبين لمنع نزول السيارات إليه وذلك لما تسببه من حوادث للأطفال والأسر المتواجدة في هذا الساحل، وإن شاء الله في القريب العاجل ستكون سواحل وكورنيشات ومتنفسات عدن في أفضل صورة”.
**تأهيل المشاريع مرتبط بصنعاء**
من جهته أشار مدير مكتب السياحة بمديرية البريقة محمد علي العمادي إلى أن المكتب ليس بمقدوره تأهيل الشواطئ العامة بالمحافظة وذلك لانعدام الإمكانات المادية له ليقوم بدوره المناط به.. ويضيف: “وبرغم ما نعانيه إلا أن المكتب قد قام بدوره برفع عدة تقارير إلى السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة بغرض تفعيل المشاريع السياحية والشواطئ في إطار المديرية وهو ما لم يلق استجابة من الجهات المعنية والتي من المفترض بها الاهتمام بهذه المديرية كونها أكثر المناطق السياحية الخلابة في هذه المدينة”.
ويواصل بالقول: “إن المشاريع السياحية مرتبط تأهيلها بصنعاء والمتمثل في السلطة المركزية ومصافي عدن والمنطقة الحرة، وذلك لكون هذه الجهات هي المتحكم الأول بهذه الأراضي بعد أن تم حجزها للقطاعات”.
العمادي اختتم حديثه بمطالبة السلطة المحلية في المديرية والمحافظة “بسحب الأراضي من المستثمرين، كونها لم تستغل بالشكل المطلوب”.
**متنزهات تفتقر إلى الخدمات**
مشهد عام لكورنيش خور مكسر
مشهد عام لكورنيش خور مكسر

قضت العادة لدى أهل هذه المدينة أن يقضوا إجازاتهم ومناسباتهم العيدية في المتنزهات والأماكن السياحية وغيرها، وهي الأماكن التي حرمت من عدة أمور.. إيمان أحمد أبدت رأيها حول هذا الموضوع بالقول: “متى ما أردت وعائلتي التنزة فعادة ما نتوجه إلى الأماكن المغلقة (الخاصة) أو إلى البحر للترفيه والترويح عن النفس”.
وأشارت إلى أنه “يوجد في المدينة عدد من المنتجعات والمتنزهات ذات أسعار مناسبة ولكنها تفتقر إلى الخدمات الأساسية، ولهذا نفضل التنزه في الأماكن الخاصة بالنساء لما تتمتع به من ميزات ومنظر جميل ومريح غير أن أسعارها باهظة”.
وطالبت في ختام حديثها قيادة المحافظة “بضرورة توفير وإنشاء خيام على ساحل أبين والسواحل الأخرى ليتمكن الأهالي من قضاء مناسباتهم والتمتع بها بشكل أفضل”.
**تجاهل الجهات المعنية**
أما أرزاق نجمي فتحدثت عن هذه المناسبات وكيفية قضائها وأهم الإشكالات التي تواجهها بالقول: “تتمتع مدينة عدن بالكثير من الأماكن السياحية والمتنزهات أبرزها الساحل الذهبي (جولدمور) بالتواهي”.
وتمنت في سياق حديثها على الجهات المعنية وقيادة المحافظة أن يوفروا منتجعات في المدينة وبأسعار مناسبة، وذلك لتمكين ذوي الدخل المحدود من الاستمتاع بالمتنفسات وقضاء مناسباتهم كغيرهم من الناس البسطاء والميسورين.
كما طالبت “بضرورة القيام بحملات تنظيف للسواحل وكذا منع التخزين فيه، مع تخصيص أماكن للشباب”.. وتساءلت في ختام كلامها عن الأسباب الحقيقية وراء تقاعس وتجاهل الجهات المختصة في عدم الاهتمام بالبحر وتعريضه ومساحاته للبيع والمتاجرة.
**مضايقات للعوائل**
ميادة ثابت أوضحت كيفية قضاء إجازتها بالقول: “هناك أماكن عدة أذهب إليها، فالمدينة مليئة بالأماكن السياحية، ولكن عادة أفضل الأماكن التي أجد فيها حريتي”.
وعن السلبيات التي تواجه الأسر في هذه الأماكن قالت: “الانتشار الكبير للشباب في الشواطئ والأماكن العامة لا سيما في المناسبات والأعياد يعد أهم إشكالية تواجهها الأسر وخاصة الريفية منها”.
وأعادت ميادة انتشار هذه الظاهرة إلى انتشار ظاهرة البطالة في أوساط الشباب.. واختتمت حديثها بالقول: “إن البحر يعد من أبسط حقوق المواطن في هذه المدينة فلا تحرموا المواطن العدني من حقه وتجعلوها حكراً على فئة معينة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى