حارة الضبوعة بتعز : منطقة منكوبة بيئياً والجهات المسؤولـة لم تحرك ساكنا

> استطلاع/ فهد العميري

> على بعد مئتي متر من وسط مدينة تعز وفي منخفض سهلي محاذي لجبل تتساقط منه الصخور باستمرار، يقع حي الضبوعة الأسفل، حيث كابوس المعاناة مخيم بشكل يومي يهدد القاطنين يومياً ومن أكثر من جهة، تساقط للصخور الجبلية، وبحيرات من المياه الآسنة، وغيرها من القاذورات، معاناة لم تلق اهتمام الجهات المختصة وكأنها خارج نطاق اهتماماتها.
مياه المجاري باتت تدخل إلى منازلنا بهذه العبارة بدأ الحاج المسن عبد الحليم ثابت سرد معاناته من طفح المجاري التي أضحت تحاصر حافة الضبوعة وسط مدينة تعز.
 عبد الحليم ثابت
عبد الحليم ثابت

وأضاف “أننا رغم محاولاتنا المستمرة لتجاوز هذه المعضلة البيئية والتي قد تكبد الأهالي في سبيل حلها ما يزيد عن مائة ألف ريال ولكنها لم تحل ولن تحل إلا بإخراجها إلى المجرى الرئيس الخاص بها.
**مشكلة طفح المجاري**
أغرقتنا البلاليع صرخة أطلقتها الأخت دولة علي راجح جراء ما تعانيه في هذه الحارة من طفح المجاري والمياه الآسنة.
لا عربات شفط تمر من مدخل الحارة
لا عربات شفط تمر من مدخل الحارة

وتابعت سرد معاناتها بالقول: “نحن نعاني من مياه الصرف الصحي (البلاليع) في هذه المنطقة كونها تقع في ارضية هابطة، وكلما تساقطت الامطار زادت من تعقيد المشكلة فيها حيث تختلط مياه الامطار بالمجاري وتصل إلى داخل البيوت وما ينتج عنها من مشاكل صحية وبيئة وغيرها من الاضرار المادية كالمواد الغذائية والفرش وغيرها من مقتنيات المنزل.
مياة في منزل نبيل الحداد
مياة في منزل نبيل الحداد

معاناة دولة لم تقتصر على مشكلات طفح المجاري وحسب بل هناك مشكلة اخرى تؤرقها ليل نهار وهي تساقط الاحجار المستمر على منزلها لوقوعه اسفل الجبل.
**انتشار العفن**
أم فكري العريقي
أم فكري العريقي
أم فكري العريقي هي الاخرى نالها نصيب من هذه المشكلة حيث لن تستطيع الوصول إلى منزلها في هذه الحارة إلا عبر منفذ ضيق تتجمع فيه المياه مما تضطر بالمرور فيه مرغمة تقول أم فكري لقد قمنا ببناء فاصل من بردين(بلوك) ليحول بيننا وبين المياه الآسنة إلا أن تلك المياه ولكثرتها وصلت إلى غرف المنزل كونها تتجمع من اكثر من مكان بما في ذلك الشارع الرئيس.
وواصلت سرد مشكلتها مع الصلرف الصحي بالقول:” الماء يدخل باستمرار إلى داخل البيت والعفش كله صار معفن، وتزاد هذه المشكلة بكثرة أيام الأمطار حيث تقوم السيول بجرف كل القمامة إلى داخل منازلنا ولا نستطع من اخراجها وتنظيفها لعدم مقدرتنا على دفع تكاليف اخراجها. واخنتتمت أم فكري حديثها بتوجه بمناشدة إلى محافظ تعز بسرعة اصلاح المجاري واماكن السيول، وانقاذ قاطنوا هذه الحارة من الاحجار التي تتساقط على منازلهم باستمرار لوقوعهم اسفل الجبل.
** منازل هجرها ساكنوها**
في هذه الحارة عدد من المنازل هجرها ساكنوها جراء دخول مياه السيول واغراقها واتلاف كل محتوياتها، في هذه الحارة ما زالت المياه راكدة في بعض نواحي المساكن مؤدية إلى انتشار البعوض بشكل كبير، وهو ما ينذر بكارثة صحية على من تبقى من الساكنين.
** مستنقعات وبعوض**
وديع السعداوي
وديع السعداوي
مشاكل جمة وصعوبات ترزح على كاهل آهالي الحي وتقض مضاجعهم أوضح بعض منها العاقل وديع السعداوي بالقول:” في هذه الحارة توجود تسع بيارات للمواطنين القاطنين تحت الجبل نتيجة لعدم وجود شبكة مجاري، بالاضافة إلى مشكلة التساقط المستمر للأحجار الضخمة من الجبل والتي تهدد حياة المواطنين فضلاً عن وجود البرك المائية والمستنقعات طوال العام الأمر الذي أدى إلى وجود بيئة خصبة لتكاثر البعوض والضفادع والحشرات التي يتعرض بسببها القاطنون في هذه المنطقة للأمراض بشكل مستمر.
وواصل سرد الصعوبات التي يعاني منها أبناء حافة الضبوعة بالقول:” لقد أصبح جبل الضبوعة مزاراً للمحافظين ومدراء المديريات المتعاقبين ولا يقومون بأي معالجات تذكر ونحن نحملهم مسؤولية الاضرار التي يتعرض لها المواطنين”.
** انتشار الامراض**
أحمد ناجي فارع السامعي
أحمد ناجي فارع السامعي

المأساة ذاتها يعاني منها المواطن أحمد ناجي فارع السامعي والذي عبر عنها بالقول:” أسكن قرب الجبل واعاني من تساقط الأحجار، وكذا القمامة التي ترمى من المنازل التي تقع على الجبل باستمرار، وتبلغ ذروة هذه المشكلة في موسم تساقط الامطار حيث تدخل السيول إلى داخل مساكنا، مما نضطرللنزوح منها إلى منازل جيران لنا أو إلى الفنادق، ويختم بالقول:” يستمر ركود الماء جوار منازلنا لاشهر وهو ما يعرضنا إلى اصابات بعدة أمراض كحمى الضنك والتيفود وغيره من الامراض.
** توقف المشروع**
محمد شرف
محمد شرف
بالتوازي مع هذه المعاناة هناك معاناة أخرى طرفها مسؤولوا السلطة المحلية بمديرية القاهرة والمحافظة، نجم عنها التوقف عن تنفيذ مشروع المجاري المعول عليه تخفيف معاناة المواطنين وأوجاعهم ومدهم ببعض أمل ينتشل من على كاهلهم بعض مما يقاصونه وينعمون من خلاله بخدمات الحكومة التي طالما حلموا بها وطالبوبها عبر باكثر من وسيلة كالاعتصام والمناشدة وغيرها. المواطن محمد شرف أوضح جانباً منها بالقول:” منذ ما يقارب العامين بدأ تنفيذ مشروع المجاري والعبارة وحينها استبشر سكان الحارة خيراً، ولكن سرعان ما حدث خلاف بين المقاول وعضو المجلس المحلي نتيجة لعدم التزام المقاول على بناء العبارة بالخرسانة كما هو متفق عليه وعتزامة إلى تحويلها إلى بلاستيك هو ما أدى إلى توقف المشروع.
وتابع شرف كلامه قائلاً:” لقد نفذنا اعتصام أمام المجلس المحلي للمديرية قبل حوالي عام ووعدونا بالنزول لردم الشارع وتم ردم الشارع وكذا الاتفاق على تغيير المقاول، وتسليم المشروع للمؤسسة لاستكمال التنفيذ، ولكن كثرت اللجان، وتبخر المشروع وانتهى الحلم الذي كنا ننتظره منذ سنين.
وأضاف” توجد توجيهات من المحافظ الحالي بتنفيذ بقية المشروع (مجاري، وعبارات، ورصف) ولكن لم تنفذ هذه التوجيها حتى يومنا هذا وما زلنا نعاني من هذه الاضرار وقد هاجر بعض الاخوة من الحارة وتركو منازلهم والاخرين في الطريق إلى النزوح عنها.
واختتم شرف كلامة بتوجة بمناشدة إلى محافظ المحافظة شوقي أحمد هائل والمسؤولين إلى سرعة انقاذ ما يمكن انقاذه، كما ناشد منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية والجمعيات الخيرية بمد يد العون للمواطنين والحضور إلى الحارة للاطلاع على الكارثة البيئية والانسانية التي يعاني منها المواطنون.
**25 سنة من المعاناة**
علي الحاج عبده
علي الحاج عبده
من جهته قال المواطن علي الحاج عبده : إننا نعاني لاكثر من 25 سنة من الامطار والسيول والمجاري والقمامة النازلة من الجبل وقد تقدمنا ببلاغات وشكاوي إلى المحافظة وغير من المسؤلين في المحافظة ولكن دون جدوى، وهو ما تسببت لنا بكوارث كثيرة منا وفاة أكثر من ثلاثة اشخاص جراء سقوط صخور من على الجبل.
وتابع بالقول: لقد ادخلت منطقتنا اثناء انهيارات منطقة الظهرة ضمن المناطق المنكوبة بتساقط الصخور دون عمل شيء ونطالب بسرعة انقاذنا من هذه الكوارث فنحن نعول أطفال وعلينا التزامات.
** ختام**
من على جبل الضبوعة تتساقط الصخور والقمامة ومن اسفل منه وبين المنازل تحاصرهم المستنقعات والمجاري وفي صحتهم تفتك البعوض والحشرات الضارة وأمراض مختلفة مما يجعل التردد على المشافي والعيادات الخاصة طقوس اعتيادية يداومون عليها تستنزف من ارزاقهم المحدودة الكثير، فضلاً عن ضيق الطريق واستحالة دخول عربات الشفط إلى الحارة، فهل تسارع السلطة المحلية بمحافظة تعز ومديرية القاهرة إلى نجدة المواطنين واغاثتهم باستكمال مشروع المجاري ووضع معالجات للصخور المتساقطة على منازلهم وتلك أبسط استحقاقات الحياة وليست بالمستحيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى