في فعالية أدبية ثقافية نظمها منتديا الوهط وحمدون بالذكرى الحادية عشرة لوفاة الفنان محمد صالح حمدون : الفنان حمدون الكروان الذي أدهش الأوساط الأدبية والفنية والإعلامية

> الوهط «الأيام» هشام عطيري

> أحيا منتديا الوهط الثقافي ومنتدى الفنان محمد صالح حمدون الذكرى الحادية عشرة لوفاة كروان لحج الفنان الفقيد محمد صالح حمدون، بحضور العديد من الشخصيات الأدبية والاجتماعية، والعديد من محبي الفقيد الذين بدأوا بقراءة الفاتحة على روحه.
وفي الفعالية قدمت العديد من المداخلات التي تطرقت إلى مسيرة وفن الفنان الفقيد محمد صالح حمدون منذ الخمسينيات وعلاقته بالعديد من الشعراء وبروز نجمه وسطوعه من خلال العديد من الأغاني التي انتقلت من المحلية إلى العربية حتى وفاته في 13 أكتوبر 2003م تخللها تقديم العديد من الوصلات الغنائية التي تغنى بها الفقيد وخاصة أغنية (سألت العين) الذي غناها في الفعالية نجله وعد وتميز بها، كما ألقيت العديد من القصائد الشعرية من قبل عدد من الشعراء.
وفي مداخلته في الفعالية قال الدكتور هشام السقاف رئيس منتدى الوهط إن “الفنان الفقيد محمد صالح حمدون هو الفنان الذي نقل انطباعاتنا الإنسانية والعاطفية والوجدانية إلى آفاق أوسع وإلى سموات لن نصل إليها إلا بالغناء”، مشيرا إلى أن “بن حمدون هو رمز لذلك الجيل الذي خرج عن المألوف جيل استثناء”.
وقال: “إن حقبة الخمسينيات كنا سنرى شيئا مذهلا على مستوى عدن ولحج لأن البندر عدن والحاضرة لحج المحروسة بالله كانتا توأمين في كل الأزمنة، لكن ما حدث في مدينة عدن في الخمسينيات من نهضة اقتصادية ومالية واجتماعية غداة الحرب العالمية الثانية كانت هي القاعدة الأساس لظهور منحى ثقافي مغاير لما كان سائدا قبل الحرب”، مشيرا إلى أن ظهور الندوة الموسيقية العدنية مع ظهور دورة الغناء اللحجي الثانية الذي كان الأمير المبدع أحمد فضل القمندان الركيزة الأساسية في بناء ذلك الأساس اللحني والطربي الجميل للأغنية اللحجية قائلا: “إن عباقرة لحج بعد وفاة القمندان بعقد من الزمان كان لديهم من الجرأة أن يخرجوا من تحت عباءة القمندان خروجا حسنا وليس فجأة من خلال تمتعهم بالغناء اللحجي في تلك الفترة وتحديدا عند عبدالله هادي سبيت وفضل محمد اللحجي”.
وأضاف الدكتور هشام السقاف: “إن الأغنية اللحجة قد أتت بمزايا ذلك التاريخ والعصر دون أن تفقد بريقها”، مبينا أن هؤلاء الرواد كانوا يتصيدون الأصوات الجميلة التي تستطيع أن تعبر عن ماهية ومحتوى الغناء اللحجي الجديد في دورة النشوء الثانية”، مشيرا إلى دور الندوتين الموسيقيتين اللتين ضمتا جهابذة لحج في الشعر والغناء والتلحين بينهم ذلك العبقري المنسي فضل محمد اللحجي وكذا صلاح ناصر كرد.
 د. هشام السقاف و د. سعيد جيرع
د. هشام السقاف و د. سعيد جيرع

وأشار السقاف في مداخلته إلى أن “الخطوة الأولى لمحمد صالح حمدون كانت من بنات أفكار عبدالله هادي سبيت عندما التقى بالطفل محمد صالح حمدون بقرية الشقعة وسمع منه وعرف وأدرك وسبر أغوار هذا الصوت وهو يغني لفريد الأطرش، واستمع منه لمقاطع من أغنية (سألت العين) هذه الأغنية البسيطة في كلماتها المعبرة في محتواها والتي استطاعت أن تطير إلى الآفاق الواسعة وأن تخرج من حوض الغناء اللحجي وتذهب بعيدا إلى أفق عربي موسيقي واسع سمعناها من قبل الاوركسترا الملكية في المغرب وهي تعزف هذه الأغنية والاوركسترا السلطانية في عمان وهي تعزفها وقد غنتها من قبل الفنانة المرحومة موزة الخليجية، وربما غناها كثر ولكن يظل الطابع اللحجي بصوت محمد صالح حمدون الكروان الذي أدهش الأوساط الأدبية والفنية والإعلامية في عدن وكتبت الصحافة عنها ما كتبت ليكون إيذانا بميلاد جديد لفنان عبقري صغير صوته مغاير للمألوف ومغاير أيضا للمألوف الاجتماعي للوهط”.
وأوضح الدكتور هشام السقاف في مداخلته أن “الفنان الفقيد محمد صالح حمدون كان مؤسسا أساسيا لمنتدى الوهط الثقافي، فهو ـ حسب قوله ـ يمتلك الثقافة العالية والتواضع الجم”.
وحول ما يميز الفنان الفقيد بن حمدون قال السقاف: “إن محمد صالح حمدون يمتلك الصوت والأداء الجميل والذاكرة التي تحفظ الكلمات وتؤديها دون أن تشعر أن هناك نوعا من الارتباك أو العودة إلى الأوراق”، مشيرا إلى خوضه غمار الفن بشكليه العاطفي والثوري في آن واحد، فقد غنى في الصبا للثورة في الجزائر وبورسعيد وفلسطين على مسارح الحوطة ودار سعد وكريتر في البادري، وهو الكشاف من تربية الأستاذ العروبي الكبير عزت مصطفى”.
وقال: “إن الفنان بن حمدون خاض غمار السياسة في الستينيات ولاقى ما لاقى من أهوال السياسة، صبر كثيرا وعانى كثيرا، وظل الفن هو النهر الذي يجرى في صدره دون توقف رغم كل الصعاب.
وأشار في المداخلة إلى أنه في حقبة السبعينات رغم التعتيم الإعلامي عليه لأسباب سياسية إلا أنه اخترق هذا الحاجز من خلال التجمعات الشعبية والمخادر”.
واختتم الدكتور هشام السقاف مداخلته بالقول: “عند تأسيس منتدى الوهط الثقافي عادت الروح من جديد للفقيد الفنان محمد صالح حمدون لتكون الفترة المرتبطة بمنتدى الوهط الثقافي هي الدورة الأخيرة في حياة هذا العملاق الذي كان معنا بكل تواضع ويحيي هذه الأمسيات بكل تفان وإخلاص”.
الدكتور سعيد جيرع كان له حضور في الفعالية من خلال ما قدمه من مداخلة مميزة تحدث فيها عن اللقاء الأخير مع الفنان الفقيد محمد صالح حمدون والتي حدثت قبل وفاته بعدة أيام في 8 أكتوبر 2003م مشيرا إلى أن “الفقيد جمع بين الموهبة والثقافة الفنية والأخلاق العالية في الزمن الجميل زمن الأغاني الحمدونية”، حسب تعبيره.
وقال إنه “شكل مع الشاعر الصوفي عبدالله هادي سبيت ـ رحمة الله عليه ـ ثنائية وقدما فنا غنائيا غزيرا للإذاعة والتلفزيون”.. مشيرا إلى أن هذين العملاقين لم يلقيا حقهما من التكريم إلى هذه اللحظة قائلا: “نعترف جميعا أننا نعيش في عصر الإنكار والجحود تجاه عمالقتنا من الفنانين والأدباء والمفكرين العظماء”.
وأشار الدكتور جيرع إلى مرور 11 عاما على وفاة بن حمدون وكانوا يرجون من الدولة المركزية تقديم الكثير للفقيد ولكن ـ حسب قوله ـ كل مسئول لا ينظر بعين الرضا والحب تجاه هؤلاء العملاقة الذين قدموا كل ما يمتلكون من مواهب مختلفة وأحدهم فقيدنا محمد صالح حمدون وغيره كثيرون وعلى رأسهم فنان لحج وكل اليمن والجزيرة العربية والخليج الفنان الذي سنتذكره طويلا والتاريخ لن ينساه إنه الفنان الكبير فيصل علوي، رحمة الله عليه.
وقال: “لقد امتزج في سلطنة لحج في بداية القرن الماضي عصر الأمير والأديب القمندان الفن بالزراعة والتجارة والسياسة والاقتصاد وبهذا تطورت في عصره السلطنة وكان يحسب لها ألف حساب”، مشيرا إلى دور الفن والغناء الذي ساهم في تطور الدولة.
وعبر الدكتور جيرع في مداخلته عن استغرابه من الإهمال والنسيان من القائمين على الحكم والسلطة في تجاهل عمالقة الفن من الفنانين وإخوانهم الذين سبقوهم في شتى المجالات وعدم تكريمهم.. مشيرا إلى أن ذلك من ضمن المخطط الذي يهدف إلى تدمير كل جميل، معبرا عن فخره واعتزازه ان اسم بن حمدون منقوش بأحرف ذهبية في هذا المنتدى.
كما شهدت الفعالية تقديم مداخلة من قبل الأخ علي مهدي عليوة بعنوان “الفنان المتميز محمد صالح حمدون”، تطرق إلى بدايته الفنية وظهوره من خلال إذاعة عدن واختياره للألحان وعلاقته بالشاعر عبدالله هادي سبيت والعديد من الشعراء، وتقديمه أروع الأغاني التي لازالت في ذاكرة الجمهور.
من جانبه أشار الأخ علوي زين جعفر في مداخلته بالفعالية إلى المشوار الفني للفنان الفقيد محمد صالح حمدون.
وقد قدم الشاعر علي مهدي محلتي قصيدة بعنوان “ناموس الحمدون” في ذكرى رحيل الفنان الخالد محمد صالح حمدون نالت إعجاب الحاضرين، كما قدم الشاعر علي حامد السقاف قصيدة بهذه المناسبة، فيما ألقى الوالد يسلم عباد سالم الملقب (الأزرق) قصيدة شعرية بهذه المناسبة.
كما كان للغناء حضور متميز من خلال تقديم العديد من الوصلات الغنائية التي تغنى بها الفنان الفقيد ابن حمدون، منها رائعة عبدالله هادي سبيت (سألت العين) التي غناها بصوت رائع في الفعالية نجله وعد، كما كان لشقيق الفقيد الفنان مهدي حمدون تقديم وصلة غنائية بعنوان (رماني سهم من عينيك) كما قدم الفنان علي الكومي أغنية (ليه يا هذا الجميل) وشارك بالعزف على العود الفنان زين الراجل والعازف الشارلي، وقدم الفعالية الأخ محمد أحمد الدويل نائب رئيس المنتدى.
**السيرة الذاتية للفقيد الفنان محمد صالح حمدون**
الفقيد الفنان محمد صالح حمدون من مواليد الوهط مديرية تبن بلحج، عام 1945م، متزوج وله ثلاثة أولاد: ابن وبنتان (وعد، وعود، عهود).
درس الفقيد في مدرسة الشهيدة إقبال بمدينة الوهط، وأكمل تعليمه في المدرسة الجعفرية بالوهط حتى المرحلة المتوسطة، ثم ابتعث للدراسة في الكويت عام 60م.
عمل بورشة الحاج محمد عبدالعزيز الأغبري بمدينة عدن، ثم عمل مدرسا في عام 69م في مدرسة الرجاع بمديرية طور الباحة، وعمل في الحقل الإعلامي قسم هندسة الصوت في الإذاعة والتلفزيون حتى عام 80م.
غادر إلى الشمال لمدة أربعة أشهر للمشاركة في احتفالات ثورة سبتمبر، وعاد للتدريس في عام 80م وعمل مدرسا حتى وافاه الأجل في 13 أكتوبر 2003م.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى