مـركـز الـرشيـد للـتنـويـر يستـعـرض تـاريـخ ريـاديـات عـدن

> عدن «الأيام» خاص

> يواصل مركز الرشيد للتنوير والتدريب والدراسات بخورمكسر عدن فعالية حديث الثلاثاء، التي كرست لسرد تاريخ النساء الرياديات في مدينة عدن اللاتي سجلن أسماءهن في سفر التاريخ.
وفي افتتاحه الندوة تحدث الدكتور صالح باصرة رئيس المركز بكلمة أشاد فيها بدور أولئك النساء، مستعرضا ما قدمن لهذه المدينة الفاضلة.
وخلال الندوة استعرضت د. أسمهان العلس حياة رائدة التعليم السيدة نور حيدر سعيد قائلة: “الحديث عن عدن يتم في إطار جغرافي وتاريخي محدد بحيث يعطي البحث فيها حقه في الدقة والأمانة، وعلى هذا الأساس فإننا في حديثنا عن عدن في هذه المحاضرة إنما نعني عدن المدينة (المستعمرة خلال الفترة 1839 - 1967م) وحين نتحدث عن عدن نبدأ بالتركيز على تعليم البنات في عدن، والذي يؤرخ له على يد الأستاذة نور حيدر سعيد التي أسست لأول صف تعليمي للبنات بمدينة الشيخ عثمان”.
وتطرقت إلى مطلب السيد محمد علي لقمان الذي طالب في عام 1933 السلطة البريطانية بـ“ضرورة تعليم البنات في عدن، لأن صلاح المجتمع يبدأ بتعليم المرأة”، وفي عام 1941 أسست الإدارة البريطانية أول مدرسة حكومية للبنات في مدينة الشيخ عثمان.
وأشارت إلى أنه “خلال عام واحد وصل عدد المدارس الحكومية إلى (15) مدرسة ابتدائية متوسط وثانوية”، مؤكدة أنه “رغم التوسع الآن إلا أنه ظل عاجزا عن استيعاب الحاجة الفعلية للبنات”.
جانب من الحضور في الندوة
جانب من الحضور في الندوة

وأضافت: “في ليلة الاستقلال لم تكن قد وصلت إلى صفوف الدارسة سوى 20 % من بنات عدن مما نتج عنه فتح المدارس الأهلية لتعليم البنات، وأولها المدرسة الإسلامية للبنات التي افتتحها السيد راجمنار في منزله، إضافة إلى كلية بلقيس في مدينة الشيخ عثمان”.
وقالت: “إن أهم مخرجات تعليم البنات هو دخول النساء إلى سوق العمل، وأبرزها التدريس، التمريض، الإعلام، والوظائف الكتابية والإدارية”.
وإشارت إلى أن “دخول المرأة العدنية ميدان الصحافة كان لبحثها عن الحاجة الثقافية، وكانت الصحافة منبرا ثقافيا يعوض المرأة عن عدم قدراتها على اقتحام منتديات الرجال”.
وأضافت “النظر إلى ريادة المرأة في مختلف المجالات لا يجب النظر إليه إلا على أنه ثمرة جهود المرأة والمجتمع المحلي الذي قاد الريادة في أشكالها المختلفة، ولم يصنع نتيجة لوضع سياسي كانت تعيشه عدن آنذاك”.
كما استعرضت الأخت رضية شمشير ورقة عمل (الريادة النسوية في عدن بين الأمس واليوم والواقع والطموح) عرفت فيها الريادة ومدلولاتها وكيفية التعامل معها، والتي هي بعناوين: الصدق أساس الريادة، البدء في مشروع لم يسبقه فيها أحد يمهد الطريق للتقدم والتطور، شيء أصيل تكون نتائجه منسوبة إليه، الريادة خلق وإبداع، كما تطرقت إلى الريادة في النضال التحرري بين أعوام 1960 - 1967، كما احتوت الورقة على معلومات تاريخية هامة، وقائمة بأسماء النساء الرياديات.
من جانبها استعرضت الأخت نادرة عبدالقدوس قَبسا من حياة الرائدة الصحفية الحُرة ماهية نجيب، وتحدثت عن نشأتها قائلة: “في أحد أحياء مدينة كريتر - المركز السياسي والتجاري لمدينة عدن إبان الاحتلال البريطاني، وفي أسرة كبيرة العدد اشتغل ربها بتجارة الطيب والعطور والبخور، وكان من أعيان المدينة - ولدت الابنة ماهية محمد عمر الشيبة في 21 نوفمبر 1926م، كانت أمها الحاجة سعيدة محمد ناصر ربة بيت، وهي ابنة الشيخ محمد ناصر، التاجر الكبير وأحد أعيان مدينة التواهي الشهيرة بمينائها البحري وبهدوئها وبالتخطيط والبناء العمراني المدني الراقي المتميزة باشتغال معظم سكانها بالتجارة، كانت السيدة ماهية نجيب الثالثة من سبع إناث وسبعة ذكور، كما للسيدة ماهية نجيب إخوة من أم أخرى، إذ اقترن والدها بامرأة أخرى قبل والدتها”.
كما تطرقت إلى التحدي الذي خاضته السيد ماهية نجيب بالقول: “بعد عام من المخاض العسير ولد العدد الأول من مجلة “فتاة شمسان” يوم الجمعة 1 يناير 1960م، الموافق 3 رجب 1379هـ كأول مطبوعة إعلامية تُعنى بشؤون المرأة والأسرة في اليمن وشبه الجزيرة العربية والخليج العربي والمغرب العربي، لصاحبة الامتياز ورئيسة التحرير ماهية نجيب، متحدية العراقيل كافة، ومجابِهة للآراء المعارضة لها، داعية الجميع إلى احتضان هذا المولود الجديد بحب ومساندته في تعزيز دوره في المجتمع لخدمة المرأة العربية في عدن”.
بعد ذلك فتح باب النقاش الذي أضاف الكثير عن حياة هؤلاء الرياديات.. حضر الندوة أكثر من 65 مشاركا ومشاركة وأفراد من أسر الرياديات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى