المجتمع الدولي مصمم على مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية بعد الإعدامات الأخيرة

> بيروت «الأيام» ا.ف.ب

> دفعت المشاهد المروعة للاعدامات التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية بحق عامل إغاثة أميركي وجنود سوريين الدول الغربية إلى تأكيد تصميمها على التصدي لهذا التنظيم الجهادي المتطرف، في وقت أعلنت باريس الاشتباه بمشاركة فرنسي في تنفيذ الإعدامات.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية أعلن قتل الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ، ردا على إرسال جنود أميركيين إلى العراق، بحسب ما جاء في شريط فيديو نشر على الانترنت أمس الأول الأحد وتضمن كذلك مشاهد مروعة لذبح جنود سوريين بايدي عناصر من هذه المجموعة.
وعقب انتشار الفيديو، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما مقتل الرهينة الأميركي، المواطن الغربي الخامس الذي يقطع التنظيم الجهادي راسه في سوريا منذ أغسطس، علما أن كل هؤلاء الضحايا صحافيون أو عاملو إغاثة.
وقالت أمس وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغريني في بيان ان “الاعدام الوحشي لبيتر كاسيغ العامل في المجال الانساني ولجنود سوريين دليل جديد على ان تنظيم الدولة الإسلامية ماض في برنامج الرعب”.
وأضافت “كل مرتكبي انتهاكات لحقوق الإنسان سيحاسبون. ولن يوفر الاتحاد الأوروبي اي جهود لتحقيق هذه الهدف”، مشددة على أن الاتحاد الأوروبي ملتزم “بشكل تام مكافحة التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من المنظمات الارهابية في سوريا والعراق بالتعاون مع شركائنا المحليين والدوليين”.
وتأتي هذه الإعدامات التي عرضها “الدولة الإسلامية” في فيلم دعائي طويل من 15 دقيقة، بمثابة دليل جديد على وحشية هذا التنظيم الذي لا يتردد في اعتماد أسوأ أساليب القتل، وفي سبي النساء، وإصدار أحكام بالإعدام في حق كل من يعارضه في مناطق سيطرته في سوريا والعراق.
وظهر في شريط الفيديو الموقع من “مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي” التي تتولى نشر أخبار التنظيمات الجهادية على شبكة الانترنت، رجل ملثم يرتدي ملابس سوداء، يشير إلى رأس رجل ملقى عند قدميه، ويقول باللغة الانكليزية “هذا هو بيتر ادوارد كاسيغ المواطن الأميركي”.
وتوجه المتحدث إلى اوباما قائلا “زعمتم انكم انسحبتم من العراق قبل أربعة أعوام وقلنا لكم حينها إنكم كذابون ولم تنسحبوا. ولئن انسحبتم لتعودوا ولو بعد حين وهاأنتم لم تنسحبوا وإنما اختبأتم ببعض قواتكم خلف الوكلاء وانسحبتم بالبقية لتعود قواتكم اكثر مما كانت”.
وأضاف “هانحن ندفن أول صليبي أميركي في دابق (مدينة في شمال سوريا) وننتظر بلهفة مجيء بقية جيوشكم لتذبح أو تدفن هنا”.
ولم يذكر المتحدث تاريخ قتل كاسيغ.
وبيتر كاسيغ (36 عاما) جندي أميركي سابق قاتل في العراق، لكنه ترك الجيش وقرر تكريس حياته للعمل التطوعي.
وقال أوباما في بيان “نرفع صلواتنا ونقدم تعازينا لوالدي وأسرة عبد الرحمن كاسيغ المعروف ايضا باسم بيتر”، مضيفا “إنها فعلة شر مطلق نفذتها مجموعة ارهابية يعتبرها العالم، وهو محق، لا إنسانية”.
وأعرب ذوو الرهينة الأميركية اد وبولا كاسينغ في تغريدة على تويتر عن “حزنهما الشديد لمقتل ابنهما بسبب حبه للشعب السوري ورغبته في تخفيف آلامه”.
ونكست الأعلام في انديانا، مسقط راس كاسيغ، وقال حاكم الولاية مايك بنس في بيان أن عملية القتل “عمل بربري لا يمكن وصفه، عبد الرحمن كاسيغ كان واحدا منا وكان الأفضل بيننا”.
وعمل كاسيغ في مستشفيات وعيادات في لبنان وتركيا تستقبل السوريين الذين نزحوا من بلادهم هربا من أعمال العنف، بالإضافة إلى عمله في مناطق منكوبة في سوريا. ويقول أصدقاؤه انه اعتنق الإسلام واتخذ لنفسه اسم عبد الرحمن. وخطف في أكتوبر 2013 بينما كان في مهمة لنقل مساعدات انسانية إلى سوريا.
وظهر كاسيغ في شريط فيديو تم بثه في الثالث من أكتوبر إلى جانب عامل الإغاثة البريطاني آلان هينينغ، بينما كان عنصر في تنظيم “الدولة الإسلامية” يذبح هينينغ. ثم قام العنصر بتقديم كاسيغ على انه الضحية التالية، اذا لم يوقف التحالف الدولي الذي تشارك فيه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضرباته الجوية.
وأعلن البيت الأبيض في السابع من نوفمبر ان اوباما وافق على ارسال 1500 عسكري اضافي إلى العراق لتدريب القوات العراقية والكردية على محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، ما يضاعف تقريبا عدد الجنود الأميركيين في البلاد.
ووردت الصور المتعلقة بكاسيغ في الدقائق الأخيرة من الشريط المصور الذي يروي تاريخ نشوء فرع تنظيم القاعدة في العراق بعد الاجتياح الأميركي وصولا إلى مقتل زعيمه ابو مصعب الزرقاوي ومبايعة أبوبكر البغدادي واقامة “الخلافة” في يونيو الماضي.
وتضمن الشريط مشاهد لعملية ذبح جماعية بايدي عناصر من التنظيم استهدفت 18 شخصا قدموا على انهم جنود سوريون، من دون ان يحدد تاريخ ومكان ذبحهم.
ويبدو في الصور عناصر من التنظيم بزي عسكري بني اللون، وهم يقومون بذبح رجال ارتدوا زيا موحدا كحلي اللون، جاثين أرضا وموثقي الأيدي، قدموا على أنهم “ضباط وطيارو النظام النصيري”.
ويظهر الشريط مشاهد مروعة لعملية الذبح بشكل كامل، وبالتصوير البطيء.
بعد ذلك، يعرض الشريط لقطات لعناصر التنظيم من دون تغطية وجوههم وأمام كل منهم جثة ممدة على البطن، وقد وضع على ظهر كل منها رأس مقطوع.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أمس ان هناك “احتمالا كبيرا بان احد الرعايا الفرنسيين شارك بشكل مباشر” في قطع رؤوس جنود سوريين.
وقال بريطاني لصحيفة “دايلي ميل” ان ابنه ناصر مثنى وهو في العشرين من عمره، هو ربما أحد منفذي الإعدام الذين ظهروا في التسجيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى