المعهد التقني الصناعي في التربة بتعز..طموح طلاب متقدة تنصدم بالواقع المرير

> استطلاع/ محمد العزعزي

> يواجه مجتمعنا اليمني عموماً وتعز خصوصا تحديات مختلفة نتيجة تسارع المتغيرات في التدريب والتأهيل وتقنيات المعلومات ووسائل الاتصال والتواصل وأنماط العمل المهني.. وبات من الضرورة إعادة النظر في التعليم ليواكب سوق العمل ورفده بالكوادر المدربة لما لها من أهمية في الحياة العملية والتطور والارتقاء بالمهارات والمعلومات وخلق قاعدة عريضة من الكوادر المؤهلة لتلبية سوق العمل والنهوض بالبلاد وأبنائه وحل مشكلاته في الجوانب المختلفة ومعالجتها بالأسلوب العلمي الأفضل.
عميد المعهد التقني الصناعي ياسر عبدالله سعيد تحدث لـ«الأيام» عن دور هذا المعهد ونشأته بالقول: “يعود تاريخ نشأة هذا المعهد إلى عام 1982م وعلى نفقة دولة قطر الشقيقة، وفي البداية كان يتبع جهاز محو الأمية وتعليم الكبار بوزارة التربية والتعليم، وفي عام 2001م ألحق بوزارة التعليم الفني والتدريب المهني”.. وأشار سعيد إلى أن الكوادر في هذا المعهد بينهم ست معلمات، وهم موزعون على النحو الآتي (37) معلماً للمواد العلمية، و(20) معلما للمواد النظرية الأساسية، (20) إداريا، في حين يبلغ عدد الطلاب فيه ( 386) طالباً و(57 ) طالبة.. ويضم المعهد أقسام عدة وأبرز أقسامه التقنية وهي التصوير الفوتوغرافي وبرمجة الحاسوب”.
**معاناة الطلاب**
السكن الطلابي بالمعهد
السكن الطلابي بالمعهد

وعن معاناة الطلاب في المعهد ولاسيما أصحاب المناطق البعيدة قال عميد المعهد: “معاناة الطلاب في عدم توفر السكن الطلابي وخاصة طلاب المناطق البعيد، فالسكن الطلابي بالمعهد طاقته الاستيعابية 80 سريراً، ولكن ما هو موجود في الواقع (40) سريراً فقط، والسبب يعود لمعاناتنا من مشكلة التغذية المخصصة لعدد محدود يقارب النصف، كما أننا نعاني في النقص الحاد في الأثاث، بالإضافة إلى مشكلة مولد الكهرباء الذي لا يفي بالغرض المطلوب، ولهذا نحن بحاجة إلى ميزانية كافية لكل ما سبق”.
وفي اتصال «الأيام» هاتفيا بالأخ قائد الصلوي مدير مكتب التدريب المهني بمحافظة تعز لاستفساره عن أسباب حصول معهد الصناء بالمواسط على تغذية للطلاب رغم عدم توفر السكن الطلابي فيه واستثناء طلبة المعهد التقني بالتربة أجاب بالقول: “ليس خافياً على أحد بأنني استلمت إدارة المكتب بالمحافظة منذ أسبوع ولا أعلم بالمشكلات ولدينا خطة عمل لمعرفة ما هو موجود في المعاهد وسنشكل لجانا خلال أسبوع لتقصي الحقائق ونعدكم بالشفافية في المرحلة القادمة”.
**يجب إضافة أقسام جديدة**
رشاد حمود عبدالجبار المقطري (وكيل فني) في المعهد قال: “ينقصنا في هذا المعهد العديد من التجهيزات الحديثة للأقسام الجديدة، ونتمنى إضافة قسم التكييف والتبريد لاحتياج السوق إليه وكذا أقسام الالكترونيات والخراطة والمساحة واللحام والفنون الجميلة والحاسوب المهني، أما في المجال التقني فنحتاج إلى فتح أقسام في المساحة والطرقات، والتحكم الإلكتروني، وتصميم شبكات حاسوب، لاسيما وأن هذه المديرية مميزة بكوادرها على مستوى البلاد، ولهذا تحتاج هذه المديرية منا المزيد في هذا المجال”.
وطالب المقطري في سياق حديثة لـ«الأيام» المجلس المحلي للمديرية والمحافظة بدعم المعهد بأرضية جديدة لاستيعاب الطلبة وبناء ورش إضافية للتخصصات الجديدة في المجالين المهني والتقني، وتوفير تجهيزات حديثة تلبي احتياجات سوق العمل المحلية والإقليمية، وقال: “كما نتمنى الوفاء بحفر بئر ارتوازية داخل المعهد نتيجة شحة المياه وعدم توفر بند مالي لمعالجة هذه المشكلة، بالإضافة إلى ضرورة بناء مبان ومخازن عامة ومعامل للرسم الهندسي وكذا بناء سكن للطلاب الوافدين من خارج المديرية، كون السكن الحالي في المعهد لا يستوعب الأعداد المتزايدة مع ضرورة توسعة المطعم الخاص بالطلبة”.
وأشار المقطري في ختام حديثه إلى أنه خلال السنوات الثلاث الماضية تم افتتاح أقسام جديدة في المعهد كقسم التصوير الفوتوغرافي والذي يُعد هو الثالث من نوعه على مستوى الجمهورية، وكذا قسم برمجة الحاسوب.
**نتمنى تحويل المعهد إلى كلية**
من جانبه قال رئيس قسم الكهرباء في المعهد هاني سلطان نعمان: “نستقبل كل عام أعداداً كبيرة من الطلاب ومن مديريات مجاورة للمعهد كمديرية المواسط والمعافر والمقاطرة بلحج، وكذا طلبة معهد غبيرة بمديرية المواسط الراغبون في استكمال الدراسة في المستوى الثالث”.
وطالب نعمان الوزارة بتحويل المعهد من مهني تقني إلى كلية تطبيقية ورفده بالكوادر وتأهيل المعلمين لإكمال المرحلة الجامعية، بالإضافة إلى ضرورة توفير أجهزة معاصرة، ورفع الميزانية المالية، وكذا افتتاح ورش جديدة.
وأضاف: “يعتبر هذا المعهد أفضل من غيره من حيث البنى التحتية ومع هذا نطمح بالأفضل لرفد سوق العمل بكوادر مدربة ومميزة”.
أما محمد سلطان عبدالله سعيد (مدرب) فقال: “أقوم بتدريب الطلبة على الدوائر الكهربائية وتحويل التيار من تيار متردد إلى تيار مستمر كون ذلك مرتبطا بالحياة العملية وما هو موجود هنا من أجهزة أصبحت قديمة ونحتاج إلى أجهزة جديدة”.
الطالب أمين نبيل نعمان قال لـ«الأيام»: “الاستفادة من دروس العملي يمكن تطبيقها في الميدان، وأشعر بالرضى عن التدريب، والشيء الذي ينقصنا في هذا المعهد هو الأجهزة والمواد، وكذا نطالب بالتقليل من عدد المجموعة لكي نستوعب أكثر”.
**443 .. عدد الطلاب في المعهد**
قاعات دراسية
قاعات دراسية

من جهته قال رئيس قسم المواد العامة بالمعهد رياض أحمد مهيوب غالب: “إجمالي عدد الطلبة في المعهد يبلغون (443) طالباً وطالبة يتوزعون في أقسام الكهرباء والتمديدات وكهرباء مركبات والميكانيكا، والبرمجيات، وكذا قسم التصوير وهو قسم خاص بالطالبات.
**عزوف عن قسم النجارة**
عبدالجبار قاسم عبده علوان (مدرب نجارة) أوضح أن قسم النجارة يشهد إقبالاً ضئيلاً من قبل الطلاب لعدم حصول الخريجين على وظائف من قبل الوزارة.
ورشة النجارة
ورشة النجارة

وأضاف: “هذا القسم يُعد من الأقسام الحرفية الشاقة، ولهذا لا يستهويه الطلاب، بالإضافة إلى عدم إكمال الدراسة في المستوى الثالث فيه، وهذه سلبية في كل معاهد الجمهورية، وهنا نتمنى افتتاح المستوى الثالث، مع العلم بأن هذا القسم يحتوي على أفضل الآلات وأحدثها، بالإضافة إلى كونه قسما يحظى باهتمام إدارة المعهد والتي تقوم بتوفير المواد الخاصة به من الموازنة المعتمدة”.. متمنيا إضافة أقسام الديكور والزخرفة والموبيليا إلى قسم النجارة.
**المطالبة بافتتاح أقسام أخرى**
الطالبة أزال محمد حميد قاسم قالت: “أتمنى افتتاح أقسام جديدة خاصة بالإناث في مجال التقنية الإدارية وتقنية الحاسب الآلي وتقنية التزيين النسائي وقسم التصميم وإنتاج الملابس”.
الطالب حسين جميل حسين السحاري تحدث لـ«الأيام» عن احتياجات المعهد بالقول: “يحتاج هذا المعهد لشبكة إنترنت، بالإضافة إلى تلبية احتياجات المنطقة لمعهد تقني تعليمي تدريبي يُسهم في إعداد كوادر وطنية مؤهلة ومدربة متخصصة تسد النقص الحاصل في مجالات الصناعة لتلبية احتياجات المرحلة القادمة في تطوير إقليم الجند للتأهيل والتدريب، مزودا بأحدث المناهج وكوادر تدريبية للمساهمة في بناء مخرجات وطنية مؤهلة تتلاءم مع حاجة القطاع الخاص كون تعز قاعدة صناعية وتجارية”.
**مواد جديدة**
قسم الحاسوب
قسم الحاسوب

أمجد خالد علي عبدالله (معلم حاسوب) قال: “قسم الحاسوب من الأقسام الجديدة التي تم افتتاحها في المعهد، ولهذا يحتاج إلى 40 جهاز حاسوب وكذا معامل جديدة كون البرمجة قديمة وبحاجة إلى صيانة”.
أما المدربة نادية عبدالرحمن فارع فقالت: “بعض المواد جديدة على الطلاب خاصة البرمجة، كما أن هذا القسم يحتاج إلى مبنى يواكب عصر المعلومات، كما نحتاج في هذا القسم أيضاً إلى مكتبة سمعية وبصرية ومراجع تخصصية في مجال تقنية المعلومات”.
من جهته قال رئيس قسم الحاسوب وضاح الشيباني: “أقوم بتدريس مادة تصميم برمجة قواعد بيانات ومادة مشاريع تخرج بالتنسيق مع المؤسسات في المنطقة وهي فرع جامعة تعز ومستشفى خليفة ونوزع الطلبة إلى مجموعات يشرف عليها مدرب من القسم والنزول الميداني لجمع البيانات في المؤسسة وتطبيقها في المعمل لتجهيز برنامج من يدوي إلى آلي”.
واختتم بالقول: “هذا القسم مميز ونسبة الإقبال فيه كبير، حيث تقدم (100) طالب وطالبة تم قبول منهم (30) طالباً فقط بعد إجراء امتحان المفاضلة”.
أسماء طاهر (حاسوب - مستوى ثان) قالت: “التأهيل في هذا القسم ممتاز وينقصنا الأجهزة وتوفير الكادر والكتاب وتشجيع الطلبة لاقتحام سوق العمل بكفاءة واقتدار”.
أما زكريا عبدالعزيز عبده شتيوي (مدرب في القسم) فيقول: “نعاني عجزا في قسم الحاسوب ولم توفر الجهات المعنية بدل مواصلات لعدد ثلاثة مدربين تطوعوا للعمل مجانا في قسم الحاسوب”.
**بلا سكن**
أنس عبده علي إسماعيل من منطقة (النشمة) بالمعافر اخترع (شيول) لحمل الأثقال قال: “هذا المشروع يمكن تطويره مستقبلا إذا ما توفر الدعم الكافي والتشجيع الحكومي والوقت”.
وأضاف: “أدرس الآن في المستوى الأول بقسم ميكانيكا سيارات، وأداوم يوميا من المعافر وأدفع ما يقارب (20) ألف ريال أجور مواصلات شهريا، ولهذا أتمنى من الإدارة توفير سكن في هذا المعهد كون أسرتي أرهقت ماليا، وهذه تُعد أقصى أمنية لي فهل تعملها الإدارة؟”.
الخوف من المستقبل
يساور طلاب هذا المعهد الخوف من المستقبل المعتم خاصة بعد التخرج حيث يصعب فيه الحصول على فرص عمل مناسبة، القلق هذا يزداد في أنفسهم كلما شاهدوا من سبقوهم في التخرج وهم قاعدون على رصيف البطالة دون عمل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى