هـنـا عـدن.. هـنـا شـعـب لـن يـمـوت

> علي غالب الصبيحي

>
علي  غالب الصبيحي
علي غالب الصبيحي
هنا القلعة التي تحطم على صخرتها كل مارق ومحتل.. هنا عدن مدينة قد تمرض لكنها لا تموت.. هنا عدن تبعث من تحت الرماد.. هنا ربيع الجنوب ربيع آخر يختلف عن ربيع كل العرب، بل هو الربيع الأول.. هنا ربيع آخر لم ولن تذبل وروده أبدًا.. هنا الجنوب العربي وهنا شعب مقاوم يحب الموت في سبيل الكرامة أكثر من حبه للحياة.
قلناها وكتبناها بالحبر وبالدموع وبالدم، عدن والجنوب لن يموتا أبدًا فاصنعوا ما شئتم، اردموا البحر وانحتوا الجبال وعمّروا قصورًا في ملاعب الأطفال والحدائق، واكتموا عنا الهواء وأفعلوا كل ما يروق لكم.. رغم كل ذلك فإنكم راحلون، أيها الطغاة والأغبياء والمارقون هذه عدن وهذا هو شعب الجنوب العظيم، هذه عدن واسألوا التاريخ إن كنتم غافلين، اسألوا قلعة صيرة وبحر حقات والمعاشيق واسألوا عدن وكل ذراتها والتراب والحصى، قولوا لها ماذا فعل بكِ الكابتن هنس؟ وفي أي مكان ترسوا الآن سفينته (دارية دولت).. اسألوا الشحر وزوروا مقبرة الشهداء السبعة؟ أسالوا ردفان وشمسان وجبال الصبيحة وشعاب أبين وشبوة.. قولوا لهذه الجغرافيا كم عدد الغرباء والغزاة الذين مروا عليك ومقتوا؟ بل اسألوا عبدالمجيد الزنداني وجنرال الفرقة والذين هربوا كالقطط المذعورة ممن تطاولوا على الجنوب واستباحوا فيها كل شيء.. وقولوا لهم أين أنتم؟ ومن الذي بقي في عدن؟ ومن الذي تركها.. اسألوا وحيد غير الرشيد الذي كان يوجه الأوامر لسفك دماء الناس وهو متخفٍ خلف ألف سورٍ وسور، قولوا له لِمَ هربت في غياهب الدجى هروب اللصوص؟.
خلاصة الأمر الجنوب لأهله وواهم وغبي من يظن أو يمنَّي نفسه بالبقاء على هذه الأرض وهو ليس من أهلها.. ولكم فيما ذكرنا ألف عبرة ومن لم يعتبر ففي ساحات الجنوب ألف معلّم ومعلّم، وستهب الريح وستطهر كل شيء ولن يبقى على هذه الأرض غير الطهر والنقاء.
رسائل مستعجلة:
1 - إلى كل الأحرار والشرفاء في ساحة الاعتصام وعلى كل أرض الجنوب أنتم أصحاب حق، وبإذن الله منتصرون فاصمدوا ولا يتطرق اليأس إلى قلوبكم، فالأرض حبلى بالبشارة وهذه هي الفرصة السانحة لاستعادة وطننا وحتى لا يعيش أبناؤنا وتعيش أجيالنا حياة العبودية.
2 - إلى الحوثيين وكل أبناء الشمال ما يجري في محافظات الشمال لا يخص شعب الجنوب لا من قريب ولا من بعيد، وأنتم وسلطة صنعاء وشعب الشمال لكم أن تقرروا ما تريدون.. فقط اتركونا وشأننا، ومن لازال يوهم نفسه بالوحدة فعليه أن يذهب إلى أقرب مصحة نفسية حتى يعود إلى صوابه.
3 - إلى قيادات الحراك في الداخل والخارج لا تغفلوا دور القبائل الجنوبية واجعلوها نصب عيونكم كأن تكون مستعدة لحماية المعتصمين وإغلاق الحدود عند الضرورة كتصعيد عن طريق التحرير والاستقلال، بل وتحديد يوم لهبة شعبية لحصار المدن التي تتواجد فيها قوات عسكرية تأبى أن تعترف أو تسلّم بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم.
وختامًا.. النصر للجنوب ولا نامت أعين الجبناء!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى