إلـى عـلـمـاء وحـكـمـاء وعـقـلاء الـيـمـن

> يحيى عبدالله قحطان

>
يحيى عبدالله قحطان
يحيى عبدالله قحطان
قال الله تعالى: “ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون * ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم”.
وأمام هذا المنهج القرآني العظيم يتساءل الضمير اليمني والإسلامي: لماذا لم يقم علماء وحكماء وعقلاء اليمن بإدانة الحرب الظالمة التي شنت على شعب الجنوب المسلم عام 94م والمعمدة بالفتاوى التكفيرية فتاوى التمترس، والتي استباحت دماء الجنوبيين من نساء وأطفال وشيوخ وشباب، ونهب أراضيهم وثرواتهم ومساكنهم (كفيد وغنائم) وإقصاء الجنوبيين الشريك الأساسي لدولة الوحدة من كل المؤسسات الأمنية والعسكرية والمدنية؟. ولماذا لم يقم علماء وحكماء وعقلاء اليمن بالاستنكار والتنديد بهذه الفتاوى التكفيرية والمطالبة بإلغائها، ومحاكمة مصدريها، والاعتذار للجنوبيين، واستعادة الأراضي الجنوبية المنهوبة وإرجاع المسرحين إلى أعمالهم؟.
وأيضا إنصاف الغلابى المظلومين في المحافظات الشمالية وخاصة محافظة صعدة التي تعرضت لست حروب عبثية تدميرية، وذلك وفقا للنقاط العشرين والإحدى عشرة التي أقرها مؤتمر الحوار الوطني.
والسؤال الذي يضع نفسه: ما هو الحكم الشرعي في أولئك المتنفذين والفاسدين، الذين نهبوا آلاف الأفدنة الزراعية وآلاف الأراضي الجنوبية بعد غزو الجنوب عام 94م حسب تقرير لجنة الأخ العزيز الدكتور صالح باصرة؟ إضافة إلى نهب حقول النفط والغاز والثروات المعدنية والسمكية، والاستيلاء على مزارع الدولة ونهب وتصفية المصانع والشركات والمؤسسات والجمعيات الزراعية والسمكية والتعاونية وكل منشآت القطاع العام الذي كان يقوم عليه اقتصاد دولة الجنوب وطرد آلاف الموظفين والعمال في القطاع العام إلى الشارع.
لقد تم نهب الجنوب بطريقة عبثية لم يشهد لها التاريخ مثيلا لا في عهد الاستعمار ولا في عهد الإمامة والتشطير، مع العلم أن المواطن الجنوبي المحروم يحلم بأرضية 10×15، والله المستعان.. حتى صحيفة «الأيام»، الصحيفة المهنية والعدنية الجنوبية والمنبر الحر للجنوب خاصة واليمن عامة، تم توقيف صدورها قسرا لفترة 5 سنوات، كم تعرض رئيس تحريرها فقيدنا المناضل الكبير الأستاذ هشام محمد باشراحيل، طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته، وأفراد أسرته الكريمة لشتى أصناف القهر والتنكيل والملاحقة ظلما وعدوانا!!.
وهنا نتساءل مع علماء وعقلاء وحكماء اليمن ماذا تقولون عن المجازر الوحشية والتقتيل والتنكيل والتشريد والسجن الذي تعرض ويتعرض له إخوانكم في المحافظات الجنوبية منذ 21 عاما؟، وخاصة ما حدث في ساحة العروض بخورمكسر عام 2013م ومجزرة المعجلة بأبين وما حدث ويحدث في الضالع ضالع المجد والصمود من قصف المدن والقرى والمستشفيات والمساجد والمدارس، وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها وقتل الأطفال في أحضان آبائهم وأمهاتهم.. ويتساءل الضمير اليمني ونحن اليوم في الـ20 من هذا الشهر نحتفل بعيد الطفولة العالمي، ترى من قتل أطفالنا فلذات أكبادنا؟ من قتل واغتال الطفولة الوادعة والأجنة الواعدة وهي في أحضان وأحشاء أمهاتهم؟ من قتل الحرائر المؤمنات الجنوبيات المسالمات؟ والله المستعان، وأيضا ماذا تقولون يا علماء وحكماء وعقلاء اليمن في ارتكاب المجزرة الوحشية والإبادة الجماعية لأهلنا في مخيم العزاء بسناح الأبية يوم 27 /12 /2013م من قبل اللواء 33 مدرع الذي أهلك الحرث والنسل دون أن تتخذ الجهات المسئولة إجراءات رادعة ضد هذا اللواء وقيادته الدموية.
وهنا نتساءل لماذا هذا السكوت المريب وعدم النهي عن المنكر؟، وهل هناك أعظم منكر من قتل النفس الإنسانية المعصومة؟ فأين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يا أمة القرآن؟ أين الإيمان يا أمة الإيمان؟ أين الإسلام يا أمة الإسلام؟ والقتل يحدث في اليمن شمالا وجنوبا يوميا مع سبق الإصرار والترصد والتعمد وبدم بارد!! دون أن يكون هناك حسيب أو رقيب، والله المستعان!.
قال الله تعالى: “من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا”، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: “لهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم”، أو كما قال.. فهل يا علماء وحكماء وعقلاء اليمن تعتبر الوحدة الاندماجية الفاشلة التي تمت بين نظامين ودولتين بين الشمال والجنوب عام 90م والتي سقط باسمها وتحت علمها ومنذ انطلاق الحراك الثوري الجنوبي السلمي في 7 /7 /2007م وحتى يومنا هذا آلاف الضحايا الجنوبيين الأبرياء من نساء وأطفال وشيوخ وشباب بين قتيل وجريح برصاصات وقذائف الدبابات وقنابل الجيش والأمن، إضافة إلى المعتقلين، هل تعتبر أعظم حرمة من الكعبة المشرفة والتي أشار إليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وإذا كان الله عز وجل يقول: “لا إكراه في الدين”، فكيف يحق للمتنفذين والتكفيريين إكراه الجنوبيين على الوحدة وفرضها بالقوة؟ ما لكم كيف تحكمون؟ والله المستعان.
ختاما.. تحية من الله وسلاما لأهلنا المعتصمين والمرابطين في ساحة المجد والشرف، ساحة الحرية والنصر في خورمكسر والمكلا، والذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويتحملون المشاق والعناء، ويرفعون أيديهم بالدعاء لخالق الأرض والسماء أن يهيئ لهم من أمرهم رشدا، ولشعبهم الجنوبي فرجا ومخرجا، وتوحدا ووفاقا وتسامحا ووئاما وتصالحا وسلاما وأمنا واستقرارا ونصرا واستقلالا.. اللهم آمين.
“يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط، ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون”، صدق الله العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى