السوق المركزي بتعز..عشوائية في التنظيم وتعطيل لحركة السير في الشارع العام

> استطلاع/ فهد العميري

> يقع السوق المركزي وسط مدينة تعز ويؤومه المواطنون من مختلف الحارات والأحياء لشراء حاجياتهم ومستلزماتهم المنزلية، وعلى الرغم من وجود العديد من الأسواق الحديثة إلا أن لهذا السوق خصوصيته التي جعلت من مرتاديه يزدادون يوماً بعد يوم بحكم موقعة الجغرافي المناسب ووجوده بين فرزتي النقل ديلوكس والضربة.
غير أن هذا السوق يعاني حالياً من عدد من المشكلات أبرزها غياب التنظيم، والنظافة بشكل كبير نتيجة لغياب دور الجهات المختصة.
ما أن تهم بدخول السوق المركزي وسط محافظة تعز حتى تفاجأ بالباعة على قارعة الطريق يفترشون بضائعهم المختلفة من ملابس وكتب مدرسية وفواكه وخضروات، وتحتل الدراجات النارية مساحة خاصة بها إلى جوار وسائل المواصلات في مدخل السوق مما ينعكس بدوره على حركة السير في الشارع العام، ويتسبب بازدحام مروري، إضافة إلى عشوائية التنظيم وسوء النظافة وارتفاع الأسعار.
المواطن محمد العزب أحد مرتادي السوق تحدث عن جانب من هذه السليبات بالقول: “السوق غير منظم والواجب أن تكون كل بضاعة في جهة معينة لكي تسهل عملية الشراء وتمنع عملية الاحتكاك بين الناس، كما أن هذه العشوائية أيضاً تسهل عملية السرقة في السوق، وكذا ارتفاع الأسعار، والتي أضحى الماوطن معها غير قادر على شرائها إلا فيما ندر”.
وهذا الأمر أكده المواطن عبده قائد وهو أحد مرتادي السوق حيث أشار إلى أن “ارتفاع الأسعار في السوق يعود لغياب الرقابة من قبل الجهات المختصة”.
**ارتفاع الأسعار وقلة الحركة**
فواكة على قارعة الشارع العام
فواكة على قارعة الشارع العام

تتصدر الفواكه مختلفة الأنواع مقدمة السوق وتأخذ حيزاً من الشارع العام، وتتوزع بين مفارش وعربيات غير منتظمة وبأسعار غالية يقول يوسف أحمد سعيد وهو بائع فواكه في مقدم السوق: “أسعار الفواكه غالية، يرافقها ضعف في الحركة الشرائية في السوق بسبب ظروف المواطن”.
أما بائع الخضروات محمد ناجي ثابت فقال لـ«الأيام» عن وضعية هذا السوق وضعف الشراء من قبل المواطنين بالقول: “الشعب فقير لا يستطيع الشراء إلا فيما ندر نتيجة لارتفاع أسعارها، حيث يتم استيرادها من جهران ويريم وكتاب ووادي نخلة وأحيانا من وادي الضباب”.
**ركود رهيب**
عمار محمد عمر بائع بهارات قال عن ضعف البيع وقلة الإقبال من قبل المواطنين على الشراء لهذه المبيعات بالقول: “هناك ركود كبير منذ بداية 2012م في شراء البهارات، والمواد الغذائية بشكل عام، حيث إن المواطنين يكتفون بأخذ الأشياء الأساسية من مرتباتهم لعدم كفايتها، بينما كنا في الماضي نبيع منتجات كمالية كثيرة ومخللات لكن بالكاد يأخذ المواطن هذه الأيام قوته الأساسي”.
وأوضح عمر بأن “بائع البهارات في هذا السوق بات يعاني من مشاكل عدة في البيع أبرزها ازدحام السوق وارتفاع قيمة الإيجارات بشكل جنوني، بالإضافة إلى الضرائب وواجبات أخرى يقابلها ركود في البيع والشراء”.
**غياب النظافة**
لا نظافة في سوق بيع السمك
لا نظافة في سوق بيع السمك

مشكلات هذا السوق لا تقتصر على الازدحام والعشوائية وارتفاع الأسعار وحسب بل يعاني أيضاً من فقدان للنظافة والتي تتجلى بوضوح في سوق بيع الأسماك، والذي يكاد يخلو من النظافة وانتشار الذباب فيه بشكل كبير وارتفاع جنوني في أسعاره.
أبوبكر محمد سلطان الدبعي وهو بائع سمك أعاد ارتفاع قيمته إلى حلول موسم الرياح وأضاف: “ارتفاع الأسعار لقيمة السمك هو ما جعل الإقبال على شرائه من قبل المواطنين ضعيفاً جداً”.
وفي هذا السوق أيضاً يوجد مكاناً لبيع اللحوم والتي هي الأخرى صعبة المنال من قبل المواطنين لارتفاع أسعارها.
أحمد الحاج بائع لحم تحدث عن أسعارها بالقول: “أسعار اللحوم في السوق رخيصة هذه الأيام، وذلك لأن المواشي متوفرة في الأسواق سواء البلدي منها أو الخارجي، وأعاد الحاج ضعف الإقبال على شرائه من المواطنين برغم من أسعاره غير المرتفعة إلى الوضع المادي الذي يعاني منه المواطنون”.
وأضاف “وضع السوق غير صحي أيضاً لغياب دور صحة البيئة والمسالخ في إصلاح السوق وتوفير الخدمات اللازمة”.
وتابع “نحن نضع المخلفات في برميل القمامة، وأغلب الأيام لا يحضر البابور الخاص بالقمامة مما نضطر برميها بخلف السوق، وهو ما يؤثر على صحة المواطن وعلى السوق، كما أن المواطن عندما يشاهد هذه المظاهر السيئة والقاذورات يجبره عن العزوف عن الشراء”.
سوق بيع الدجاج
سوق بيع الدجاج

وضاح محفوظ (بائع دجاج) أحسن حظاً حالاً من غيره بخصوص المبيعات في هذا السوق وعن البيع قال: “نشهد هذه الأيام إقبالاً لابأس به في شراء الدجاج، لاسيما في يومي الخميس والجمعة، وذلك بسبب ارتفاع أسعار اللحوم والأسماك”.
**منتجات شعبية**
لا يخلو السوق المركزي بتعز من المنتجات المحلية كالسمن البلدي واللبن والحلص والشذاب والريحان والازاب التي تورد من مناطق تعز الريفية لكن الإقبال عليها محدود ونادر، كما أن هناك إشكاليات تتعرض لها البائعات بسبب الزحام والإزعاج.
**سرقة ونشل ومجاري**
العقيد عبدالولي علي الموشكي مدير قسم 26 سبتمبر بالسوق أوضح لـ«الأيام» جانبا من الإشكاليات التي يعانيها ودورهم في حلها بالقول: “أبرز المشاكل التي نعانيها في السوق هي السرقة، والنشل، والاختلاف على المفارش ومشاكل أصحاب الدكاكين”.
سوق اللحوم
سوق اللحوم

وأضاف “ومن أكثر المشاكل المطروحة لدينا هي نزول مجاري الصرف الصحي إلى السوق من مجمع السعيد، حيث تسبب هذه المجاري مشاكل بين أصحاب المفارش وسد الطرقات مما يؤدي خلق مشكلة في المرور، وهذا يؤدي إلى تراكم الأوساخ والنامس والقمامة وهو ما يشكل مشكلة بيئية”.
وأضاف: “كما أن هناك مشاكل أخرى تتمثل أصحاب العربيات نظرا لضيق الشارع، كما يقوم أصحاب الدراجات النارية بسد الخط، وهذا يجعل الشارع مقطوع طوال الوقت ناهيك عن زحمة المفارش التي استحدثت نتيجة ما حصل من حريق لمركز التحرير التجاري، وهؤلاء الباعة موزعين في شارع التحرير الأعلى وأمام الدكاكين، وفي الشوارع العامة، نظرا لعدم فتح البدروم التابع لمركز التحرير التجاري”.
عمود كهرباء يهدد حياة الناس
عمود كهرباء يهدد حياة الناس

وواصل سرد المعاناة التي يشهدها السوق بالقول: “عمود الكهرباء دائما ما يحدث فيه تماس كهربائي عند هطول الأمطار أو أي رطوبة أو ضغط كون عملية الربط تمت بطريقة عشوائية، والخطوط متراكمة ومتداخلة، وهذا يمكن أن يعمل حريق ويؤدي إلى وفاة أناس أبرياء، وقد بلغنا إدارة الكهرباء أكثر من مرة، ورغم قولهم إنهم أصلحوه إلا أنه لا فائدة، وهناك مشاكل أثناء هطول الأمطار وتدفق السيول بشكل غير عادي إلى السوق، ويمكن أن يتسبب ذلك بجرف العربيات والمفارش”.
العقيد الموشكي اختتم حديثه بتقديم عدد من الاقتراحات لحل مشاكل السوق بالقول: “أقترح عمل سوق بديل لهذا السوق، وأتمنى أن يكون في شارع المتحدين خلف شارع جمال كونه واسع، ويمتد إلى فرزة الباصات من أعلى وأسفل، كما أتنمى إيجاد بديل للمفارش تحت إشراف المحافظة والمجلس المحلي حسب المقترح بنقل السوق والمطروح قبل سنة أو سنتين في البلدية ليتحول هذا السوق إلى متنفس للخط وتسهيل مرور المواطنين والسيارات، ما توجب المناشدة إلى المحافظة والجهات المختصة بتعويض المتضررين من الحريق وإيجاد بديل لهم للسوق”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى