الحب وحده لا يكفي

> أمينة علي حزام

> “الحب يصنع المعجزات” مقولة لطالما ترددت على مسامعنا، فعندما نحب نشعر أننا نستطيع فعل المستحيل من أجل من نحبهم ونتخطى كل الحواجز والعقبات، ونصنع المعجزات التي انتهى زمنها للوصول لمن نحب، ولكن هل الحب وحده أصبح يكفي في هذا الزمن؟.
سوال أجزم بأن إجابته: لا.. ليس لأن الحب أصبح معدوما في زمننا هذا، بل لأنه أصبح عملة نادرة نبحث عنها في كل مكان كي نشتري بها مشاعر الآخرين التي أصبحت تباع بأرخص ثمن.. يا للأسف.
فنجد الخيانة والغدر أصبحا من أبرز سمات هذا العصر الذي لوثه البشر بالأفعال البشعة، والتعامل المريب فيما بيننا، ولا يوجد أسوأ من أن نبحث عن الحب، ونحن في أمس الحاجة إليه ولا نجده.. لا نجده كي يواسينا في محنتنا، وفي غضبنا ووجعنا وحتى في جميع حالاتنا.. والأسوأ من هذا كله أن نجده بعد عناء طويل، ولكنه لا يكفي ليكمل ما نقص من مشاعرنا، فالحب وحده لا يكفي ليشفي جراح الماضي ووجع الحاضر وهاجس المستقبل.
فالحب وحده لا يستطيع أن يصنع شيئا طالما لا يحمل معه الاحترام والوفاء والتقدير، وكل الصفات والأشياء الجميلة فيكون حب مع وقف التنفيذ.. ولا نستطيع أن نبادله بالآخرين لأننا لسنا متأكدين من أنه نقي بما فيه الكفاية وطاهر وخال من كل ما يعكر صفوه.
علينا أن نعيد البحث عن أشياء أخرى كي نكمل بها الحب حتى لا يصبح شيئا بحد ذاته صعبا، إن لم يكن مستحيلا.. ولأننا نحيا في زمن الكذب لم نعد نعرف حقيقة مشاعر الآخرين هل هي صادقة أم لا.. لم نعد نعرف حتى أن أنفسنا تريد أن تحب أم أنها لم تعد تريد شيئا سوى العيش بسلام بعيدا عن كل شيء حتى مشاعرها.
لقد وصلنا لوضع لا نحسد عليه، كل شيء أصبح مزيفا ويخلو من طبيعته، ومن براءته من كل شيء جميل فيه.
لا نريد أن نفكر بالبحث عن الحب وعمن سيهدينا إياه لأننا على يقين أن هذه الأشياء على وشك الزوال وسط كل الأحداث الحاصلة من حولنا، كل شيء أصبح يتم بقساوة وبصلابة، فالمشاعر تجمدت، والقلوب باتت كالحجارة بل أشد قسوة.. للأسف هذا حالنا، وما توصلنا له.
فالحب وحده لا يكفي أبدا هذه الأيام، ولا يسد رمق الحياة الصعبة التي نعيشها.. فعلينا أن نبحث إلى جانبه عن أشياء أخرى، علها تحيي فينا أشياء ماتت منذ زمن.
**أمينة علي حزام - عدن**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى