للإيضاح.. ليس إلا

> روماس عبد القوي

>
روماس
 عبد القوي
روماس عبد القوي
تساؤلات عديدة يطرحها المواطن الجنوبي باستمرار وبجدية على طاولة الحياة اليومية وجلها يتعلق بمصير قضيته الجنوبية التي باتت قاب قوسين أو أدنى من النصر بإذن الله تعالى، ومن أهم تلك التساؤلات هو هل ستكون هناك جهة مؤمنة بحق شعب الجنوب وقضيته تكون حاملة وحاضنة بواقعية لكل ما يتعلق بمتطلبات المرحلة الحاسمة التي يراقبها كل جنوبي يرتجي حرية واستقلال وطنه الجنوب العربي، وكما أن ثمة أمور كثيرة معقدة قد لايعيها العامة من الناس فلذا يجب إرساء قاعدة البيان والتبيان من قبل من هم في مقدمة الركب النضالي التحرري الذين تقع على عاتقهم مسئولية التحضير والترتيب لكل مرحلة من مراحل النضال الجنوبي سواء على الصعيد السياسي أو الميداني، ويجب أن يحصل كل جنوبي يتساءل عن مصير ومستقبل الجنوب الذي ننشده جميعاً على جواب يطمئنه، ويشفي ما في صدره من ارتياب، وذلك من خلال إيضاح أي مسائل قد تكون مبهمة في كثير من الأحيان، فلهذا يجب أن يلمس المواطن الجنوبي ذلك الجواب من خلال التواجد الحقيقي للعمل الثوري ويتأتى هذا بتكريس سياسة الممكن وتغليبها على مصطلح المستحيل والارتقاء بأسلوب الخطاب الإعلامي الثوري لخلق الوعي المتكامل لدى الجماهير، وإرساء المفاهيم الصحيحة في كيفية التعامل فيما بينهم، وتقبل الآخر، وعدم الانجرار وراء المصطلحات الهدامة التي يختلقها بعض المغرضين أو المتطفلين على ثورة شعب الجنوب المتواجد في الساحات والميادين.
ومن هذا المنطلق يجب على جميع القيادات في الثورة الجنوبية أن تضع برنامجاً توضح فيه الرؤى من خلال تسليط الضوء على كل الجهود المبذولة، وكذلك الإرهاصات والعراقيل التي تواجهها، والتي قد تعيق تقدمها في المستقبل، فلذا يجب أن تكون تلك الرؤى من أولويات الطرح الموضوعي بشفافية ومصداقية مطلقة في مثل هكذا مواضيع ربما تكون مفيدة لكل من في نفسه ذرة شك عن ما يدور حوله، ونحن هنا بصدد إيضاح الأمور ليس إلا ووضع النقاط على الحروف، وذلك لإيصال الرسالة واضحة لكل من يهمه إحقاق الحق ونصرته، والذي من شأنه أن يطمئن الشارع الجنوبي على مصير قضيته من خلال التعريف بأبجديات المرحلة، وكيفية التعامل معها وما تقتضية مستجدات الأمور ومتقلبات المشهد السياسي المتسارعة في الآونة الأخيرة.
وفي الأخير لابد أن نذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين إنه لابد من الشراكة الحقيقية لكل الأطياف السياسية المشاركة في درب النضال التحرري التواقة للحرية والاستقلال بعيداً عن الانقسامات والتشكيك ولغة التخوين، واسترضاء طرف على حساب الآخر، ونبذ التعصب والفرقة والكراهية، ودحر روح الانكسار والاستكانة، ويجب العمل بروح الفريق الواحد تحت لواء هذا الشعب الجنوبي العظيم الذي كسر كل الحواجز والتعتيم المفروض عليه، وذلك بصموده واستبساله في نضاله لسنوات خلت ذاق فيها شعبنا شتى صنوف العذاب والقهر والتنكيل، وقدم في سبيل مبتغاه قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين، هؤلاء هم رمز عزتنا ونضالنا الدؤوب لنيل الحرية والاستقلال، فلا بد أن نجعل من تضحياتهم عنواناً بارزاً نهتدي به في حاضرنا ومستقبلنا الذي نرجوه جميعاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى