وعود مليونية 14 أكتوبر يقيمها المعتصمون.. القيادة الحالية عقيمة ولا تصلح أن تقود الشعب الجنوبي ألبتة..لماذا تخلف قادة الحراك الجنوبي عن برنامجهم المزمن بـ 30 نوفمبر؟

> استطلاع/ وليد الحيمدي - عبدالله مجيد

> كانت قيادة مليونية الـ 14 أكتوبر منتصف الشهر الماضي قد أعلنت في البيان الصادر عن المليونية بياناً تضمن الإعلان عن عدد من الإجراءات المزمنة بفترة زمنية حدها 30 من نوفمبر، بيان لقي حينها معارضة من قبل البعض باعتبار أنه بيان مبالغ فيه.
آراء الثوار في مليونية أمس تباينت حول ما تضمنه بيان مليونية الـ14 أكتوبر، حيث رأى البعض بأن ما صدر في ذلك البيان تم فهمه بطريقة خاطئة من قبل البعض، واعتبر بأن يوم الثلاثين من نوفمبر هو يوم الاستقلال، بينما في الحقيقة هو التصعيد للمرحلة الحاسمة، في حين رأى فيه الآخرون أنه بيان تم المبالغة فيه، وصيغ برؤية غير مسؤولة.

حبيب أحمد سالم الصبيحي أحد الشباب المشاركين في المليونية تحدث لـ«الأيام» مشاركته في هذاه المليونية، وعن أسباب فشل بيان إعلان ثورة أكتوبر، والذي أعلن عن استعادة الدولة في فعالية أمس 30 نوفمبر بالقول: “لقد جئنا إلى هنا لنشارك في هذه المليونية الأكتوبرية في ذكراها الـ47 للاستقلال من الاستعمار البريطاني، وسنواصل نضالنا حتى نستعديد دولتنا - بإذن الله - بصبر وصمود هذا الشعب الثائر، وأما عن الأسباب في نيل الاستقلال في هذا اليوم - كما أعلن عنه في بيان مليونية أكتوبر - فقد كنت من ضمن مندوبي المكونات الذين حضروا لانتخاب اللجنة التحضيرية، حيث حدثت حينها بعض الإشكاليات، وهو ما أدى إلى الإخفاق في ذلك البيان”.
شباب متحمس لنيل حريته
شباب متحمس لنيل حريته

وأوضح بالقول: “في الوقت الذي دعت فيه اللجنة التحضيرية التي أدارت المليونية المكونات ما قبل 14 أكتوبر لتشكيل لجنة تحضيرية يجمع عليها الجميع من المكونات، إلا أن هناك جهات كثيرة متواجدة من ضمن مندوبي المكونات الذين حضروا وأصروا على أن إعداد البيان يجب أن يكون صادرا عن الجهات العليا، ولا نعلم من هي الجهات تلك التي قصدوها، حينها رفضت كثير من المكونات وانسحبت من هذه اللجنة، ولهذا حدث في صياغة البيان الخاصة بالمليونية الأكتوبرية نوع من الارتجالية والشطط في تشكيل اللجنة التحضيرية، وصياغة ذلك البيان غير المسؤول، والذي قرئ من على منصة ساحة العروض بخور مكسر، وقد تضمن ثلاث نقاط، فيها نوع من الشطط السياسي تنتهي بالاستقلال واستعادة الدولة يومنا هذا (30 نوفمبر)”.

وأضاف “لقد كان الهدف لمن صاغوا ذلك البيان الناري، وغير المسؤول إلى إيصال أبناء شعب الجنوب إلى إلاحباط وإقناعه بأن طريق استعادة الدولة مغلق ليتمكنوا من تمرير المشاريع التي يروج لها البعض كمشروع الفيدرالية من إقليمين”.
وأضاف “ومع هذا نؤكد بأن الشعب لن تنطلي عليه تلك التحطيمات والألاعيب، وأنه سيستمر في صموده ونضاله في هذه الساحة، بل إنه هو من أصبح يوجه تلك القيادات، والتي قد أثبت فشلها في إدارة هذا الشعب”.
**تناقض كبير**
احتشاد جماهيري كبير في ساحة الحرية
احتشاد جماهيري كبير في ساحة الحرية

من جهته أبدى سلطان عبدالرب قائد رأيه حول هذا الموضوع بالقول: “هناك تناقض كبير بين تصريحات بعض القيادات الجنوبية في 14 أكتوبر و 30 نوفمبر”، موضحاً بأن “ما تم الإعلان عنه في مليونية أكتوبر يؤكد تبعية بعض تلك القيادات وولائها لأجندات خارجية، والهادف إلى إضعاف الزخم الثوري وإيصال الشارع الجنوبي إلى مرحلة اليأس والقنوط لتتمكن تلك الجهات من تمرير مشاريعها التي تسوق لها باستمرار، وهنا نؤكد لأولئك بأن الشارع الجنوبي هو من يمتلك قراره، ولن يترك لأحد أن يتجاوزه أو يقرر عنه”.
**تخبط وإخفاق**
طفلتان تأملان بغد مشرق
طفلتان تأملان بغد مشرق

الإعلامي محمد ناصر الكازمي تحدث عن أسباب إخفاق ما تم الإعلان عنه في مليونية أكتوبر من استعادة الدولة في الـ30 من نوفمبر، وهل لذلك الفشل من آثار سلبية على المعتصمين والثائرين بالقول: “عدم تحقق فلك الارتباط في هذا اليوم - كما أعلن عنه في الفعالية الأكتوبرية - عائد لأسباب عدة منها: إن ذلك البيان كان مبالغا فيه بشكل كبير جداً، فمثلاً أمهل ذلك البيان أبناء الشمال ثلاثين يوم للخروج، وهذا شيء عجيب، فالحراك الجنوبي منذ انطلاقه في عام 2007 حتى اليوم يشهد تغيرات بسيطة، وفي مراحل متباعدة، ولهذا من الطبيعي أن تطول مرحلة النضال لثورتها، كما أننا لم نشهد في التاريخ بأن هناك دولة حددت وقتا محددا ونالت استقلالها فيه، ومن أسباب الإخفاق في تحقيق النصر أيضاً الاختلافات الحاصلة بين قيادات ومكونات الثورة الجنوبية، ولهذا نتمنى من تلك قيادة الثورة الجنوبية بالتوحد، كما نتمنى أن تكون المرحلة القادمة مرحلة تصعيدية”.
**إعلان غير مسؤول**
شباب وشيوخ متوحدون ضمن فعالية المليونية
شباب وشيوخ متوحدون ضمن فعالية المليونية

الناشط سليم الجحافي قال: “في مليونية 14 أكتوبر صدر بيان وحدد بأن يوم 30 نوفمبر هو يوم الاستقلال الثاني لشعب الجنوب، هذه العداوات - مع الأسف - لقيت صدى واسعا لدى البعض، واعتبروا هذا اليوم بأنه يوم الحسم، في حين اعتبرها البعض بأنها شطحات سياسية، ولم يستجيب لتلك الدعوات”.
وأضاف ساخراً “ها هو اليوم الذي حدده البيان وأن شعب الجنوب سيستعيد فيه دولته، ولكننا لم ننله، وأصبحت هذه المليونية كغيرها من المليونيات السابقة، كما أن أبناء الشمال والمعسكرات وكل ما قيل بأنه سيتم الخلاص منه ما زال على حاله ولم يتحقق شيء، ولهذا نقول إن تلك الدعوات كان الغرض منها هو إيصال الشارع الجنوبي إلى حالة من الإحباط واليأس، وفي الأخير أحب أن أؤكد لتك القيادة بأن تكون على مستوى المسؤولية، بحيث لا تعلن عن أي فعل ثوري إلا وهي متأكدة من تنفيذه وإلا فلتصمت”.
براعم الجنوب  في منصة ساحة العروض
براعم الجنوب في منصة ساحة العروض

**هناك فهم خاطئ**
أما العميد حسن اليزيدي، الأمين العام للمجلس الأعلى للحراك الثوري في عدن فقد كانت له رؤية مغايرة لمن سبقة، حيث قال لـ«الأيام» حول إخفاق بيان المليونية الأكتوبرية بالقول: “هناك لبس في فهم بعض الناس حول ماجاء في بيان 14 أكتوبر، وحول 30 من نوفمبر عندما أعلنوا هذا اليوم بأنه بداية تصعيد للعمل الثوري، فالفترة مابين 14 أكتوبر إلى 30 نوفمبر هي فترة بقاء الناس في الساحات بغرض استقطاب الفئة الصامتة، وغرض التهيئة ما بعد 30 نوفمبر، لكن للأسف البعض لديه الفهم الخاطئ للأمور، بالإضافة إلى غياب القيادة الموحدة، وكذا عدم توفر الظروف المناسبة، والتي من شأنها أن تمكن أبناء هذا الشعب من نيل استقلاله واستعادة دولته، ومع هذا نؤكد بأننا سنظل في الساحات ولن يصاب هذا الشعب”.

سعاد علوي، مديرة مركز التوعية من مخاطر المخدرات في الجنوب في الذكرى الـ 47 لثورة الـ 30 من نوفمبر المجيدة عيد الاستقلال الأول من الاستعمار البريطاني: “نحن اليوم نحتفل يوم الاستقلال وإنه لشرف كبير لنا والذي فيه نطالب بالاستقلال الثاني من نظام صنعاء البغيظ، وأنا أبعث رسالة عبر منبر «الأيام» أهنئ فيه الشعب الجنوبي الأصيل الذي برهن للعالم معنى الصمود ومعنى الحرية، فهو معتصم فقط من أجل نيل الحرية واستقلال الجنوب، نحن لا نهتم بالقيادة فنحن فقط نهتم بهذه الشعب الجنوبي، ونرجو أن تخرج القيادة من قلب هذا الشعب الجنوبي، قيادة رشيدة، فالمعتصمون هم القادة اليوم أما قيادة الآن قيادة عقيمة لا تصلح أن تقود الشعب الجنوبي ألبتة، فهي لم تجد حلا في إخراج الشعب الجنوبي من هذا المأزق، ولم تخطط ولم تنظم ولم تقد بشكل صحيح، ولم تترك المجال لأحد من الشباب ليقود الشعب الجنوبي إلى بر الأمان، وأرى نهتم بالشباب لأنهم مستقبلنا”.

عبد الله صالح الدنابة (ناشط حقوقي): “في ذكرى استقلال الجنوب الـ 47 30 من نوفمبر أترحم على شهداء الشعب الجنوبي من عام 1839 إلى 2014، وأقول لهم في هذه المناسبة العظيمة سلام عليكم أيها الأبطال.. كما أدعو كل أبناء الجنوب إلى خلق قيادة شابة راشدة شريفة لا تبحث عن مناصب وكراسي ومصالح وإنما تبحث عن مصلحة الشعب الجنوبي وتسعى للحرية بشكل حقيقي ويكون قائدها من أبناء المليونيات الذين عاشوا في الساحات ولفحتهم أشعة شمس الساحات وأكلوا مع المعتصمين ولا نريد قيادة تعيش في فلل وتركب السيارات الفارهة، وتبحث عن المصالح”.
وأضاف: “إنه خلال السبع السنوات الماضية وشعب الجنوب يكافح ضد نظام صنعاء وراح الكثير من الشهداء من أبناء الجنوب، وهذه القيادة لا تعمل شيئاً فهم يدعون إلى المليونيات والمظاهرات ولكن في وقت الجد لا نراهم بيننا.. بإيجاز اتركوا الساحة للشباب.. وفي الأخير أقول اليوم يوم عرس الشعب الجنوبي وقد نال الاستقلال والحرية بشكل مبدئي لكن نتظر اليوم الحقيقي القادم بإذن الله في الأيام القريبة في ظل تكوين قيادة حقيقية من الساحة ويا حبذا من الشباب”.

عايش مصطفى زاهر (موظف في جامعة عدن): “هذا اليوم تاريخي وفخر للمعتصمين الذين أثبتوا نضالهم ضد نظام صنعاء البربري المتخلف القبلي الرجعي نحن الآن ندشن مرحلة جديدة من مراحل النضال فالاستقلال قادم لا محالة لكن من الضروري أن نقوم باختيار قيادة شابة حكيمة ففي هذه القيادة اختلاف ونحن الآن وسط منحنى الاستقلال نحتاج إلى شباب وقيادة موحدة تسعى لنيال التحرير والاستقلال وليس للهتاف والتقاط الصورة والبهرجة ولاسيما القيادة الحالية التي لم تنفع الجنوب خلال السبع السنوات الماضية فنحن نريد أن تتوحد هذه القيادة والوقوف صفاً واحدا من أجل التحرير والاستقلال.. فالجنوب اليوم تحرر بصورة صورية ونتظر الاستقلال الحقيقي في الأيام المقبلة بإذن الله، ونشكر صحيفة «الأيام» التي وقفت مع الجنوب وهي التي تبنت القضية منذ البداية”.
الدكتور محمد مصطفى الزاهر (جامعة عدن): “اليوم يوم عظيم والذي كنا نتظره منذ أكثر من 24 عاما من الظلم والقهر والفقر والجوع والتشرد وسرقة الأراضي والوظائف، ونتمنى أن يكون هناك تغيير في القيادة الحالية فهي لم تهتم بالقضية بشكل كبير وخير دليل اليوم لم تحضر أي من هذه القيادة عدا باعوم وشلال، ونحن نوجه لهما الشكر والتقدير.. ونقول إننا اليوم بحاجة ماسة لقيادة شبابية توصلنا إلى بر الأمان بإذن الله.. فنحن قد وصلنا إلى المنعطف الأخير لنيل الاستقلال بطريقة سلمية وأخلاقية لكن هناك من يسعى إلى العنف والتهويل.. وفي الأخير نريد قيادة تحب بعضها البعض وتحترم آراء البعض وتبني دولة مدنية ديمقراطية فلا مكان اليوم للخلافات بيننا، ولابد من توفر الصبر والحكمة لنصل إلى التحرير بطريقة قانونية وسلمية”.
شباب الجنوب رسموا العلم الجنوبي على أجسادهم
شباب الجنوب رسموا العلم الجنوبي على أجسادهم

طه الردفاني: “خروجنا اليوم للمطالبة بالاستقلال من نظام صنعاء الذي دخل الجنوب بداعي الوحدة المزيفة لكن الجنوب يكافح لتحقيق هذا الهدف المنشود، وأنا في نظري أن الجنوب استقل من صنعاء منذ مليونية 14 أكتوبر الماضية، منذ بدء الاعتصام المفتوح وصمود المعتصمين في ساحات الحرية بعدن والمكلا لشهر ونصف الشهر.. وفي الأخير أشكر صحيفة «الأيام» التي تعد صحيفة النضال الحقيقي”.
نجيب محسن صالح عبدالله: “اليوم نحن نحتفل بالذكرى الـ47 للاستقلال من الاستعمار البريطاني إلى جانب استقلالنا من نظام صنعاء القبلي البربري المتخلف ولا ننكر أننا استفدنا من اعتصامنا المفتوح الذي بدأناه بمليونية 14 أكتوبر الماضية التي توجت بالاستقلال المبدئي اليوم.. ونرجو من القيادة الجنوبية التوحد أو أن تترك القيادة لشباب المستقبل المتحمس الشريف، ولا نحتاج لقيادة تكتفي فقط بإطلاق الخطابات والبيانات العقيمة من على المنابر والمنصات، فنحن في ظرف عصيب ونحتاج فيه إلى قيادة شبابة شريفة، ونشكر كل جنوبي حضر إلى الساحة وعبر عن رفضه للوحدة”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى