> بوتسدام «الأيام»

قال حيدر أبوبكر العطاس، أول رئيس وزراء بعد قيام الوحدة بين الجنوب والشمال، إن الشخصيات السياسية الجنوبية المشاركة في لقاء بوتسدام بألمانيا الذي جمعهم بشخصيات سياسية شمالية «فوجئوا بموقف حاد من ممثلي حزب الإصلاح يرفضون من خلاله الاعتراف بشراكة الجنوب كوحدة (جيو - سياسية) والبحث عن حل يعالج ازمتها التي نتجت عن حرب 1994م وما تلاها من ممارسات، وقد انضم لموقف حزب الإصلاح ممثلو حزبي المؤتمر والناصري».
وأضاف العطاس في بيان أصدره مساء أمس: «إن بعض أطراف العملية السياسية المشاركة في لقاء بوتسدام ممن تحاول إنقاذ نفوذها وهيمنتها أدخلت المجتمعين في جدل ونقاشات بيزنطية تتنكر لثنائية الوحدة وتتجاهل كعادتها الواقع المحتقن على الأرض في الجنوب والشمال على حد سواء”.
واستطرد قائلا: “تلقينا دعوة من مؤسسة برجهوف الألمانية لحضور لقاء تشاوري في مدينة بوتسدام الألمانية، وهو اللقاء الثالث الذي تنظمة هذه المؤسسة بهدف مساعدة اليمن شمالا وجنوبا للوصول الى قواسم مشتركة لمعالجة المشكلات القائمة، وانطلاقا من حرصنا على تدعيم جهود الأصدقاء الالمان لبينا الدعوة وفي اليوم الأول من اعمال اللقاء الذي ظم عددا من الأطراف السياسية اليمنية المعنية واستعرضنا خيار الدولتين كخيار افضل لإنقاذ وشائج الاخاء والمحبة والتعاون ولتعزيز الشراكة بين أبناء الشعب شمالا وجنوبا لضمان الامن والاستقرار والتنمية التي مزقتها حرب 1994م وما تلاها من ممارسات، الا ان بعض اطراف العملية السياسية المشاركة في اللقاء التي تحاول انقاذ نفوذها وهيمنتها أدخلت المجتمعين في جدل ونقاشات بيزنطية تتنكر لثنائية الوحدة وتتجاهل كعادتها الواقع المحتقن على الأرض في الجنوب والشمال، وفي اليوم الثالث واستجابة لجهود الأصدقاء الالمان الميسرين للحوار والمناقشات الداعية للبحث عن أسس ومبادئ تفتح افاق للحوار واستمرارة حول كل القضايا وفي مقدمتها القضية الجنوبية تقدمنا بورقة بعنوان (مشروع منهج والية لايجاد حل عادل للقضية الجنوبية) نظرا للتعثر في الوصول لحل عادل ومرض لجميع الأطراف لسبب أساسي وجوهري وهو الابتعاد عن جوهر الازمة وجذورها ومحاولة معالجتها قسريا بمنهاج وأدوات واليات بعيدة عن طبيعة القضية وجوهرها وجذورها، وقد فوجئنا بموقف حاد من ممثلي حزب الإصلاح يرفض الاعتراف بشراكة الجنوب كوحدة (جيو- سياسية) شريك في الوحدة والبحث عن حل يعالج ازمتها التي نتجت عن حرب 1994م وما تلاها من ممارسات وقد تضامن مع موقف حزب الإصلاح ممثلي حزبي المؤتمر والناصري في اللقاء وهو موقف مستغرب لأنه يتنكر حتى لمخرجات الحوار الذي اداروة بينهم في صنعاء (2013-2014م) والتي تعترف بالجنوب كوحدة سياسية على أساسها يعاد صياغة الوحدة في دولة اتحادية من 6 أقاليم (اقليمين في الجنوب وأربعة أقاليم في الشمال)، والجنوب معروف بجغرافيته السياسية كما هو الشمال اللذان دخلا الوحدة بدولتيهما كاملتي السيادة بحدودهما الجغرافية السياسية المرسمة بينهما والموثقة دوليا”.
واستطرد حيدر أبوبكر العطاس قائلا: “وبرغم الجهود التي بذلت لاثناء هؤلاء عن عدم سحب اعترافهم بالجنوب كوحدة (جيو – سياسية) وحذرناهم من مغبة هذا الموقف ونتائجه، والذي ينسف أرضية التفاهم المشترك والبحث عن سبل الخروج من ازمة الوحدة والحرب علي الجنوب، المعرفة بـ (القضية الجنوبية) وماتلاها من ممارسات اضرت بوشائج الاخاء بين الشعبين وامام اصرارهم على موقفهم قررنا وزملائنا التوقف عن المشاركة في استكمال اعمال اللقاء”.
واختتم بقوله: “أوجه الشكر العميق لجهود الأصدقاء الألمان المستمرة في الاستماع مباشرة لجميع وجهات النظر والسعي لتقاربها”.