اللاجئات السوريات في عدن: التسول آخر اﻵمال للعيش

> محمد منصور التميمي

> تقف الفتاة منال(26) عاما بجوار طاولة البلياردو التي تنحني إليها كلما طال وقوفها على قارعة الطريق تبتسم لكل الماريين من أمامها وبعبارات لطيفة تتحدث إليهم رغم اﻷلم الذي يعتصرها.
منال الفتاة السورية التي عصفت بوطنها رياح الحرب والدمار قادتها لترك مدينتها (حمص) التي عاشت فيها منذ نعومة أظافرها لتلجأ إلى اليمن التي وجدت فيها شيء من اﻷمن وقليل من اﻷمل وكثير من اﻷلم حينما تركتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي أقدمت بها من سورية ولم تقدم لها أي من الخدمات التي يفترض أن توفرها لهؤلاء اللاجئات وأسرهن مثل السكن والغذاء في أقل تقدير، ومثلها جميع المنظمات اﻹنسانية الموجودة في المحافظة لم تعمل على مساعدة هؤلاء اللاجئين.. ومنال واحدة من بين آلاف اللاجئات السوريات في اليمن اللاتي يعتمدن على التسول في الشوارع والأسواق ومطبات الطرقات لتوفير متطلبات الحياة والعيش الكريم أو البسيط.
تأتي منال كل صباح من مديرية الشيخ عثمان - حيث تسكن - إلى مديرية خور مكسر حيث يوجد مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: “نوقع على أوراق ﻻ نعرف شو فيها وننصرف للبحث عن مساعدات من الناس” كما تقول منال.. وتبرر منال تسولها بقولها: “تركتنا المنظمات والدولة وليس لدينا سبيل لتوفير لقمة العيش وسداد اﻹيجار غير التسول كون أسرتنا مكونة من عشرة أفراد وﻻ تتوفر لنا أعمال نقوم بها”.
وعن معانات اللجوء وصعوبة التنقل تحدثت منال “قبل شهر من مجيئنا إلى اليمن كنا قد لجأنا إلى السعودية، وبسبب سوء المعاملة وصرامة القوانين المتخذة هناك لم نستطع المكوث فيها غير شهر واحد بعدها طلبنا اللجوء لليمن”.
بعينين ضاحكتين وثغر مبتسم تقول منال: “أهل اليمن طيبون وفيهم الخير بصراحة ما قصروا معنا”.
ومنال ذات الحجاب المهذب والنقاب المحتشم والتي ﻻ تفارق البسمة محياها يكوي الحر جسمها وتلفح الشمس جبينها وخديها الشاميين لتصبغها بمادة الميلانين وتسرق عنها ذلك الوجه اﻷشقر.
وتحمِّل منال السعودية وقطر مسؤولية ما يحصل في بلدها وأنهما وراء كل ما حدث وحل بالبلاد من دمار وخراب.
وبصوت ملأه الحزن تقول منال: “نريد أمن وسلام سورية فقط والسلطة لمن يريدها الدمار الذي حل بمدينتنا لن ينسى من الذاكرة والمنازل التي دمرت فوق رؤوس ساكنيها ستظل تذكرنا بهم إلى الأبد”.
وتعيش العديد من اللاجئات السوريات معتمدة على التسول عدا بعض منهن يصنعن عقود من الخرز لتشكيل المسابح والعقود الزخرفية الأخرى لبيعها في الطرقات العامة على السائقين والمارة والركاب، بهذه المهن ترى كثير من اللاجئات ستر لكرامتهن وتوفير ما يسد حاجتهن من المال.
ولم تقتصر المعانات في عدن بل في معظم المدن اليمنية حيث توجد اللاجئات توجد معاناتهن.
وفي السنوات الأخيرة ارتفع عدد اللاجئين السوريين إلى أكثر من مليوني ﻻجئ ، صدر مؤخرا قرارا من برنامج الغذاء العالمي بوقف المساعدات عن 1.7ﻻجئ سوري.
**محمد منصور التميمي**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى