ما قدمه الإسلام للعالم

> عثمان صالح الحميقاني

> عند التأمل الفاحص في الحضارات السابقة للإسلام الروم والفرس وقراءة التاريخ لهاتين الحضارتين لرأينا الاستعباد البشري وكتم الحريات ونهب الأموال، والولوج في إلى النخاع مما ضجت منه المدن وشعوبها من ظلم المتسلطين عليها من الملوك ووزرائهم، فعند ما جاء الإسلام ودخل إلى هذه المدن والحضارات كان أهلها يستقبلون المسلمين والجيش الإسلامي بكل حفاوة وفرح واستبشار لما رأوا منهم من حسن معاملة وذلك أن هذا الجيش كان يطبق وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم “لا تقتلوا امرأة ولا عجوزًا ولا صبيًا ولا راهبًا في صومعته ولا تقطعوا شجرة”، فكان دخول الجيش الإسلامي إلى هذه المدن رحمة وفتحًا ولطفًا وتخليصًا لها من الدكتاتوريين والولاة الظلمة المستعبدين لهذه الشعوب.
قال ربعي ابن عامر أحد رُسل الإسلام إلى أهل هذه الحضارات وهو يلخص رسالة الإسلام عند ما وقف عند رستم وزير الفرس قائلاً: “جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة”، وصدق الله القائل: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، ولهذا لم يأت هذا الإسلام للقتل والانتقام أو التشفي أو الغيض أو أعمال السيف في رقاب الناس، وإنما استعمل السيف عند الاستعصاء والحيلولة بين الدعاة الفاتحين والشعوب لكي يتسنى لها سماع رسالة الإسلام، لتدخل في دين الله شعوب هذه الحضارات، من أراد ذلك طواعية دون إكراه “لا إكراه في الدين”.
ولكن عندما حال دكتاتوريو هذه الحضارات دون دخول وبلاغ رسالة الإسلام إلى شعوبها استعمل آخر العلاج الكي وهو حمل السيف، بعد الإنذار وهو قبول الإسلام أو الجزية أو القتال، ومع ذلك لم يكن هم هذا الجيش الإسلامي الاراضي والأموال والإقطاعيات، يقول قائد هذا الجيش لأصحاب هذه الحضارات في بعض رسائلة “من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن أبيت فعليك إثم الإريسيين”، وهكذا رسائلة إلى باقي الملوك، فلم يقل لهم سنأخذ أموالكم ونساءكم وأراضيكم، بل قال أسلموا وابقوا على ما تحت أيديكم، كما هو حال النجاشي والي الاحباش والذي أسلم وبقي ما تحته في ملكه حتى مات وصلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم صلاه الغائب.
وعندما دخل المسلمون إلى البلدان التي فتحوها عاشوا مع شعوبها بوئام ومحبة فكان الخير سائدا في جميع مناحي الحياة، ولم يكن هناك قتلى بكثرة كما حصل في الحربين العالميتين الأولى والثانية، أو حرب افغانستان أو العراق، بل قال أحد المستشرقين مادحاً النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم “لو كان محمدًا حيًا لحل مشاكل العالم وهو يحتسي كوبًا من الشاي”.
شهد الأنام بفضله حتى العدو.. والفضل ما شهدت به الأعداء.
**عثمان صالح الحميقاني**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى