> قبل أيام وأنا راكب على البيجوت من عدن إلى الشيخ عثمان وكان بجانبي مواطن من المحافظات الشمالية بدأ يتكلم عن منجزات الوحدة ونصيب عدن من هذه المنجزات، وقلت له: عن أية منجزات تتحدث؟! قال: شوف هذه الطرقات وهذه الخطوط وهذه المباني، ثم قال: عدن في السابق كان فيها شارع واحد واليوم كلها شوارع.
نفد صبري من كلام هذا الرجل وأحببت أن أقنعه بأسلوب وكلمته بهدوء هل تعرف صنعاء أم لا؟ رد قائلا: ومن لا يعرف صنعاء أم اليمن، قلت طيب كيف شوارعها هل هي مثل شوارع عدن أم أفضل؟ قال: لا، بل أفضل بكثير.. قلت له: لماذا صنعاء أفضل من عدن؟، قال: لأن أبناء صنعاء عملوا وطوروا مدينتهم وأبناء عدن المفروض يهتموا بمدينتهم، قلت: ومن أين يصلحها أبناء عدن وثرواتها مع صنعاء، قال: وأنا أيش لي من دخل شلوا حقكم وصلحوا بلدكم، قلت له: يا حاج عدن تشقى وصنعاء تأكل (جمل يعصر وجمل يأكل العُصّار).. ثم قال وهو غضبان: يا أخي لو لكم حق خذوه أما أنكم جالسين كلام عالفاضي مابتحصلوا شي.
واصلت حواري مع الرجل وسألته الشعب في الجنوب يخرج بمليونيات يطالب بدولته المنهوبة لكنه يقمع ويقتل ويسجن لماذا يا أخي يعاملوننا كل هذه المعاملة؟ ورد قائلا: لأنكم تطالبون بالانفصال وهذا مستحيل، فقلت له لماذا مستحيل والوحدة قامت بين دولتين وفك الارتباط حق لأي منهما.. انتهى بنا الطريق في الشيخ عثمان والحوار لم ينته بعد.
ومن هنا أحب أن أوضح لإخواني الجنوبيين أن إخوتنا من أبناء المحافظات الشمالية لا يتحملون أي وزر وإنما الذي يتحمل الوزر هم من رسخ فيهم ثقافة التزييف والتجهيل وزرع الأفكار التي جعلتهم يحبون الوحدة حتى وإن كان فيهم ممن لا يجدون قوت يومهم.
وأخيرا أحب أن أوضح لإخواني الجنوبيين أن السلمية إن لم يصاحبها عمل سياسي في الخارج والداخل من كل المكونات فإنها لن تفيد وستعيدنا خطوات إلى الوراء.
**طه منصر هرهرة **