> أمينة علي حزام

لاحظنا في الفتره الأخيرة كثرة عدد البرامج الغنائية وبرامج عرض المواهب والمسابقات التي تعرضها القنوات، لتكسر حاجز الروتين الذي باتت متسمة به القنوات المقتصرة على بث المسلسلات والأفلام، وذلك بهدف الحصول على التميز عن القنوات الأخرى.
ومن أبرز هذه البرامج البرامج الغنائية التنافسية والهادفة إلى إبراز الأصوات الغنائية الجميلة برنامجا (أراب آيدول)، و(دا فويز) على شاشة (إم. بي. سي)، وبرامج غنائية أخرى تعرض على قناة (دبي) أو (الحياة) أو برنامج (ستار أكاديمي) على (سي بي سي)، وكذا برامج عرض المواهب على شاشة (ام بي سي4) وغيرها من القنوات التي أصبح شغلها الشاغل أن تنتج مثل هذه البرامج لتحقق التسلية والرفاهية للمشاهدين الذين بدورهم يتفاعلون معها ويتابعونها بشغف، كما تخلق نوعا من التفاعل معهم من خلال إتاحة الفرصة لهم بالقيام بعملية التصويت لمصلحة المتسابق الذي يشجعونه في البرنامج التنافسي، ويتفاعلون معه بشكل كبير ومن جميع فئات المجتمع برغم كل الظروف والمشاكل التي يمر بها الوطن العربي من حروب وفتن وانقسامات، حيث أضحت هذه البرامج تشكل لهم متنفسا يخرجهم من الدائرة المؤلمة التي يعيشونها ليل نهار.
وهنا سؤال يطرح نفسه: هل وجدت هذه البرامج لغرض التسلية وإمتاع الجماهير العربية التي تعطشت للهدوء وأخذ قسط من الراحة للمتابعة أم أنها جاءت بغرض إبعاد المواطن العربي عن واقعه وإلهائه عما يجري حوله حتى لايتفاعل معه، أم هي سياسة لخدمة أغراض دول عظمى تريد غزو الوطن العربي بشتى الطرق (بالحرب والسلم) فتغزوهم بهذه البرامج التي أصبحت تقليدا أعمى لنسخ البرامج لتلك الدول الغربية وبنفس الشكل والمضمون مع تغيير الهوية فقط إلى (العربية)؟.. وهل هذا هو المبرر الكافي للمتابعة والتأثر بها وإغفال جانب الغزو الفكري الذي يشهده وطننا العربي، إضافة إلى الحروب التي دمرت الكيان العربي والإسلامي بشكل عام؟.
حقا إنه موضوع يحتاج للتفكير وإعادة النظر في حقيقة هذه البرامج التي انتشرت كثيرا في الآونة الأخيرة في القنوات العربية ومحاولة معرفة الأسباب الحقيقية وراءها بعيدا عن التسلية.
**أمينة علي حزام**