الجنيدي.. شموخ في زمن الانكسار

> سعدان اليافعي

>
سعدان اليافعي
سعدان اليافعي
قليل هم الرجال الذين يسطرون الملاحم البطولية في شتى مجالات الحياة، تظل الذاكرة تستجرها في كل زمان ومكان، فكيف برجل يسطر الملاحم والبطولات من أجل الوطن والحرية والكرامة، ليقدم نفسه قربانا من أجلها ويرحل شهيدا فداء لها، وهو يقطن وطن الشهادة والشهداء، يعيشها يسمعها يتمناها لكن لم يتذوقها، فكان على موعد معها اليوم، عمل لأجلها وبذل الكثير كي ينالها.
هكذا هم الرجال الذين يهبون أنفسهم للذود عن أوطانهم، لقد استشهد زميلنا القائد الميداني الفذ خالد الجنيدي ذوداً عن قضيته الثورية التي خطها كقيادي شبابي ميداني يرسخ القيم الثورية.. صلب لا يتزحزح في سبيل الدفاع عن كرامة الإنسان وحرية الوطن.
فهنيئاً لك رفيقي خالد، هنيئاً لك شرف الشهادة، ونعزي أنفسنا بفقدك.. لن نبكيك دموعاً لأن هذا دأب من يموت على الفراش فكيف نبكيك وأنت أمام خفافيش الظلام وجها لوجه، فأنت مفخرة والله لأهلك ووطنك ولنا، فنحن بك مقتدون وعلى دفة النضال والهدف سائرون، ولأنك بذلت روحك من أجل حرية الوطن، فما أكرمه من بذل.
إننا نشعر بالأسى أن نكتب بضع كليمات بعد رحيلك.. هي كلمات تمردت أن تستريح في حنجرتي كونها أصرت على أن تعانق الشهيد قبل أن يسجى ويدفن.
فكم ودعنا ونودع كل يوم شهداء أعزة لنا تسرقهم رصاصات الغدر والنظام الهمجي، التي اختطفت إعداما لقيادي ميداني وناشط ورجل بكل ما للكلمة من معنى.. نعم ذاك هو مهندس التصعيد الثوري والعصيان المدني الشهيد خالد الجنيدي.. سأبكيك بحرقة وقلمي يتوشح السواد، ستبكيك عدن الحرة والجنوب الثائرة وشعبها المرابط في الساحات.
يبكيك رفاقك في النضال لأنهم سيقعون في مكان شاغر يستشعرون ثقل الحمل يزداد على كواهلهم في مسيرة التضحية والنضال ولأنهم سينظرون أمامهم فإذا بهم لا يرونك عند اشتداد الخطب واحمرار الأعين بعد الرحيل يا صديقي الجنيدي نطلب من ربنا يصبرنا فقد خارت قوانا.. رحلت عنا شامخا في زمن الانكسار، فبرحيلك قلبي يشتاق للرحيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى