تنظيم الدولة الإسلامية يسقط طائرة للتحالف فوق سوريا ويأسر طيارها الأردني

> بيروت «الأيام» سيرين الاسير

> اسقط مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية أمس الاربعاء طائرة حربية اردنية تابعة للتحالف الدولي واسروا طيارها الاردني قرب مدينة الرقة شمال سوريا، في اول حادثة من نوعها منذ بدء غارات التحالف ضد هذه الجماعة الجهادية المتطرفة في سوريا قبل ثلاثة اشهر.
وقال مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية لوكالة الانباء الرسمية انه “اثناء قيام عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الاردني بمهمة عسكرية ضد اوكار تنظيم داعش الارهابي في منطقة الرقة السورية صباح أمس الاربعاء سقطت احدى طائراتنا وتم اخذ الطيار كرهينة من قبل تنظيم داعش الارهابي”.
واضاف المصدر ان “الاردن يحمل التنظيم ومن يدعمه مسؤولية سلامة الطيار والحفاظ على حياته”، مشيرا الى ان “هذا التنظيم لا يخفي مخططاته الارهابية، حيث قام بالكثير من العمليات الإجرامية من تدمير وقتل للابرياء من المسلمين وغير المسلمين في سوريا والعراق”.
واعلن من جهته يوسف الكساسبة، والد الطيار الاردني، في تصريح لموقع “سرايا” الاخباري على شبكة الانترنت ان “قائد سلاح الجو اتصل به هاتفيا وقال نحن نشتغل على محاولة انقاذ حياته وان جلالة الملك (عبد الله الثاني) متابع ومهتم بانقاذ حياة ابنك”.
واضاف ان “ابني الاخر قابل قائد سلاح الجو الاردني الذي اكد له خبر أسر (داعش) لابني الطيار معاذ”.
ووجه والد الطيار وهو مدير تربية متقاعد، نداء إلى الملك قائلا “أرجو من صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني إرجاع ابني لي، فكلنا فداء للوطن ولجلالة الملك”.
كما وجه نداء الى تنظيم الدولة الاسلامية قائلا “ادعو الله أن يغرس الرحمة في قلوبكم وتفكوا أسر ابني”.
وأكد الكساسبة ان “ابنه كان لديهم في البيت الأحد الماضي وغادر لأداء واجبه ذلك اليوم، وأنهم كانوا يعلمون أن ابنهم الطيار يقوم بواجبه بالمشاركة بالعمليات الحربية ضد داعش”.
واوضح ان “ابنه الطيار الاسير ترتيبه الثالث بين أربعة أولاد لديه بالاضافة لاربع فتيات”، مشيرا الى انه برتبة ملازم اول والتحق بالقوات المسلحة كطيار حربي منذ ست سنوات.
ونشر تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق المجاور والمعروف باسم “داعش”، على مواقع جهادية، صورا قال انها للطيار الاسير يحيط به عناصر مسلحون.
وظهر الطيار في احدى الصور وهو يرتدي قميصا ابيض ويحمله اربعة رجال يخرجونه من بقعة ماء.
وأمكن التأكد من صحة الصور من قبل اثنين من أقارب الطيار اتصلت بهما رويترز وقالا إن قائد سلاح الجو الأردني أبلغهما بأسر الطيار الملازم أول معاذ الكساسبة (27 عاما). وأكد الجيش على نحو منفصل اسم الطيار.
وقال صديق إن الكساسبة الذي ينتمي إلى عائلة أردنية بارزة كان متحمسا في التزامه بمهمته ويشعر بأنه واجب ديني أن يقاتل الجماعات المتطرفة مثل تنظيم الدولة الاسلامية التي “تشوه الروح الحقيقية للاسلام”.
كما نشر التنظيم بطاقة عسكرية قال انها لهذا الطيار الذي يدعى معاذ صافي يوسف الكساسبة، وهو من مواليد العام 1988، وقد دخل السلك العسكري في العام 2006، ويحمل رتبة ملازم اول.
وفي الرقة، قال الناشط نائل مصطفى لوكالة فرانس برس ان خلافا نشب بين قياديي تنظيم الدولة الاسلامية حيال مصير هذا الطيار، مشيرا الى ان “مجموعة الشيشان تريد قتله، بينما يود العراقيون ان يبقوه على قيد الحياة”.
واعلن التنظيم انه استخدم صاروخا حراريا لاسقاط الطائرة التي يرجح بحسب الصور المنشورة على مواقع جهادية ان تكون من نوع “اف - 16”.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان التنظيم استخدم صاروخا استولى عليه من المعارضة المسلحة التي تقاتل قوات النظام السوري، موضحا ان هذه الجماعة الجهادية “تملك كمية كبيرة من الصواريخ المضادة للطائرات”.
وهذه اول عملية اسقاط لطائرة تابعة لقوات التحالف منذ ان شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها في 23 سبتمبر الماضي اولى غاراتها على مواقع للمسلحين المتطرفين في سوريا، بعد نحو شهر ونصف على بدء ضربات التحالف الذي يضم دولا عربية بينها الاردن والسعودية والامارات ضد اهداف في العراق.
وهذه الغارات التي مثلت التدخل الاجنبي الاول منذ اندلاع النزاع في سوريا منتصف مارس 2011، تستهدف بشكل خاص تنظيم الدولة الاسلامية الذي خسر اكثر من الف من عناصره في هذه الغارات على مدى الاشهر الثلاثة الماضية، بحسب ارقام المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقتل امس الأول الثلاثاء 15 عنصرا على الاقل من تنظيم الدولة الاسلامية في غارات للتحالف الدولي على مناطق في مدينة كوباني الحدودية مع تركيا وفي الرقة، وفقا للمرصد.
ويسعى التحالف الدولي الى وقف تقدم تنظيم الدولة الاسلامية الذي اعلن قيام “الخلافة” في المناطق التي يسيطر عليها، وقد نجح في تحقيق ذلك في بعض المواقع خصوصا في العراق الذي لا يزال يشهد رغم ذلك هجمات مستمرة لهذا التنظيم المعروف بوحشيته.
وأمس قتل 26 شخصا على الاقل واصيب 56 بجروح في تفجير انتحاري استهدف تجمعا لمقاتلين سنة من قوات “الصحوة” مناهضين لتنظيم الدولة الاسلامية في منطقة المدائن جنوب شرق بغداد، بحسب ما افاد مسؤولون عراقيون فرانس برس.
ا.ف.ب / رويتر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى