قيادة المعارضة في الخارج تائهة!

> أحمد محسن أحمد

>
أحمد محسن أحمد
أحمد محسن أحمد
القيادات العليا للمعارضة في الخارج حساباتها غير واضحة.. رغم أن الغالبية منهم قد كانت لهم تجاربهم في فن وأساليب القيادة، وكما يقال في السياسة بأنها (فن الممكن) لكن يظهر أن ابتعادهم عن الناس خلف عندهم تشوشا واختلاط الألوان وضعف الرؤية.. ومن يلقي نظرة فاحصة لوضع القيادة في الخارج يجد أنها طيست، (أي نست وضاعت الحيلة عندها) لعجزها عن اختيار خريطة طريق سليمة لها وليس للشعب لكي تجد لها موقع قدم نحو الأرض التي تموج بحماس شعب الجنوب الذي يسير بخطى حثيثة نحو الاستقلال واستعادة الدولة.
ونفرح كثيرا عندما يعود بعض عناصر القيادة في الخارج إلى أرض الوطن في الجنوب وفي عدن، ونقول أهلا وعودة حميدة، لكن سرعان ما نجد أن هؤلاء الذين (تجشموا عناء العودة) للأسف لا يمكثون معنا كثيرا.. بل نجد أن حياة الخارج أصبحت هي العالقة في سلوكياتهم بل ومؤثرة جدا في سلوكهم بين الناس لينكشف حالهم أن انتماءهم للخارج هو الأكثر تأثيرا والأقوى في جعلهم يديرون ظهورهم سريعا للشعب.. إن لم نقل أنهم سريعا يندمون لقرارهم المتسرّع بالعودة.
قال لي واحد عدني (زُنقلي) ونحن نستعرض تردد القيادات الجنوبية في الخارج: يا أخي أنت تنسى أن هذه القيادات لديها جيوب وحبال.. أو كما قالها المناضل علي عنتر (رحمه الله) سلاسل بين القيادات والقواعد تعرف كل شيء، وتعرف ما يدور هذه الأيام في الشارع الجنوبي فلا تجد أن (الأجواء صافية) فيفضلون البقاء في الخارج.. والنظر (بالميكروسكوب) لما يجري في الساحة.. ويظهر أن ابن عدن مُحق فيما يقوله، لأني قد قلتها في المؤتمر الأول للقضية الجنوبية في القاهرة بمصر عام 2011م إن (علي عبدالله صالح) فيه ما فيه من الصفات غير السليمة وغير المقبولة عند الشعب، لكنه عاد إلى بلده، ولمّ شمل أهله وأصحابه رغم (بلاويه وبلاوي أصحابه) وقياداتنا في الخارج تناضل في الفنادق (أبو خمسة نجوم، أيش خمسة، قل ستة.. سبعة.. وربما فنادق ما لها حسبة ولا عدد).. لماذا يتردد عضو القيادة في الخارج للعودة إلى أرض الوطن والشعب معه في الجنوب، فعلي عبدالله صالح لم يكن الشعب معه لكنه عاد، وهم الشعب معهم ولا زالوا بعيدين عن شعبهم.. فهل فعلا (مع احترامي واعتذاري) ليسوا واثقين في هذا الشعب؟!.
بالعين المجردة.. وكما نرى من عضو القياده الجنوبية في الخارج وهو يحاول (يسوي نفسه متواضع بين الناس) في تلك اللحظات التي يضطر لأن يلبس لباس الثائر العائد.. ماذا نرى؟ نرى حاله الذي يجعله وكأنه من كوكب آخر وليس من أبناء الشعب ومحسوبا على هذه الأمة.. فما هي إلا لحظات (يجامل) فيها هذا الشعب الطيب ليعود إلى حياة لا صلة ولا علاقة لها بما يخوضه هذا الشعب من نضال وكفاح مرير، هذا إن لم نر بالعين المجردة سلوكاً منافياً لصفته كقيادي معارض يحمل قضية وطن وشعب.. وهذا السلوك قد سبب للناس الطيبين صدمة، فتمنَّوا بقاءه في الخارج مع بقية الزُمرة أو الشّلة.
كان عندي بقايا شعور بالاحترام والتقدير لبعض من قيادات المعارضة في الخارج للأسف محو (بالاستيكة) ـ على حد قول إخواننا المصريين ـ ذلك الشعور أو بقايا شعور، فندمت على حالي، وكم هو الندم الشائع عند هذا الشعب العظيم في ساحة النضال الجنوبي يزيده ويكرسه أولئك الذين ابتلي بهم شعب الجنوب قديماً وحديثاً. فلماذا.. لماذا.. ولماذا لا يصمتون، ويحلوّن (أي يبعدون) عنا مثلما هم في البعد الأبعد.. فقط (يبطّلوا دس أنوفهم في قضية الشعب الجنوبي العادلة المنتصرة بإذن الله تعالى).. ولنا لقاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى