> هذه هي الأيام تمر سريعا، وينقضي عام ويأتي آخر ليُلملمُ أيامه وشهوره بكل مافيها من أحداث، ونحن هنا بعد أن طويت صفحات العام الماضي بكل مافيه من مواقف، وآثار، وأحداث مرت علينا تجلت واضحة في ممارسات همجية ضد أبنائنا البسطاء في سلبهم لحريتهم ومصادرة حقوقهم، ولم يقف الأمر عند هذا، بل تعدى في إراقة دمائهم واستخدام أعمال القمع والتنكيل والاعتقالات بصورة همجية مع تكريس سياسة القوة والقهر والظلم ونهب الخيرات الوطن.
هكذا كان العام المنصرم بالنسبة لأبناء شعب الجنوب، عام حزن وألم وقسوة واستبداد، تلك هي الصور والأحداث التي باتت له كذكرى مؤلمة وحزينة سجّلت في صفحات تاريخية أبشع الصور والمجازر الذي شهدها شعبنا في الأعوام الماضية.
وها نحن اليوم نستقبل عاماً جديداً، وما يتوجب منّا هو أن لا ننسى تلك الصور والأحداث والمجازر والتي ستظل عالقة في الأذهان.
لقد سطر التاريخ بدمائهم الزكية نضالاً تجسد بالتضحيات وهو خير شاهد على تلك التضحيات الجسام، ولهذا يجب علينا ومع بداية العام الجديد مواصلة نضالنا وفاء لشهدائنا والصمود أمام قوى الظلم والباطل، فمهما حاولوا أن يفرضوا باطلهم علينا فلن ينتصروا، والحق المسلوب سيأتي طوعاً أو كرها، ولن تستطيع أي قوة أن تقف أمام إعصار الصوت الجنوبي الحر الرافض للعبودية الذي ولّى زمنها مع نهاية العام.
ونثق - بإذن الله - بأن بداية هذا العام الجديد ستبرز قوى جديدة يتعاظم دورها يوماً بعد يوم لمواصلة التصعيد الثوري على مستوى الجنوب بأكمله لاستعادة الدولة.. كما نتمنى أن يستشعر قيادة وأبناء الجنوب كافة لخطورة المرحلة، ولهذا يجب توحيد كلمة القيادة خدمة للهدف المنشود، ونحن اليوم نرى المستقبل المزدهر للجنوب من خلال تقييمنا للعام المنصرم، فلتنعم بالخير والمسرات ياشعب الجنوب، ونسأل من الله أن يزيل عنّا العابثين، ويخفف معاناتنا ويوحد قيادتنا لما فيه خدمة للهدف المنشود.