عيد رأس السنة.. اختراع فرعوني!!

> عوض بامدهف

>
عوض بامدهف
عوض بامدهف
في اللحظة الفارقة والفاصلة بين وداع عام مضى واستقبال عام جديد، في هذه اللحظة المزدوجة اعتاد الناس في أنحاء العالم الاحتفال بالعام الميلادي الجديد أو كما هو متعارف عليه (عيد رأس السنة) وكلهم أمل وثقة وتفاؤل في أن يكون القادم الآتي أفضل وخيراً من الماضي والمنصرم.
في هذه اللحظات تسود أسئلة كثيرة في هذا الجانب من بين جملة الأسئلة هذه (من أين جاء هذا التقليد؟) و(لماذا يتم الاحتفال به؟) و(من أول من احتفل به في العالم؟) و(كيف كان الاحتفال الأول بعيد رأس السنة؟).
إن محاولة جادة لتقديم إجابات عن هذه الأسئلة، نجدها في سياق البحث التاريخي القيم الموسوم (عيد رأس السنة اخترعته مصر) (للدكتور سيد كريم) المنشور في (عدد يناير 1990م) من (مجلة الهلال المصرية) الواسعة الانتشار.
يشير هذا البحث إلى أن البرديات تؤكد أن الاحتفال بعيد رأس السنة اخترعته مصر، وهو من أوائل الأعياد التي عرفتها البشرية وأجمعت الشعوب على الاحتفال بها.
وقد احتفلت مصر بعيد رأس السنة منذ (عهد الملك اوسر كاف) أول ملوك الأسرة الخامسة منذ (7546) سنة، أي ما قبل (ميلاد السيد المسيح) بحوالي (خمسة آلاف سنة ونصف)، باعتباره عيداً دينياً وقوميا.
إن الاحتفال بعيد رأس السنة في مصر هو في الحقيقة احتفال بأول تقويم متكامل عرفته البشرية وهو التقويم المصري القديم (التقويم الشمسي) المعمول به في العالم أجمع منذ ذلك التاريخ.
هذا ويبدأ اكتشاف قدماء المصريين لهذا التقويم عندما لاحظ كهنة (معبد الشمس) أن (فيضان الخير) يأتي كل عام مع مطلع نجم ثابت معين يشرق بوضوح في سماء (معبد أون) (معبد مرصد الشمس) في نفس اللحظة التي تشرق الشمس وهو (نجم سبدت) (الشعرى اليماني) وهو أول مجموعة من النجوم المعروفة باسم (الكلب الأكبر) في علم الفلك الحديث، وهو الاسم الذي أطلقه (كهنة معبد أون) عند رصدهم لـ (نجم سبدت).
وقد ورد ذكر نجم الشعرى ودورة الفلك في أكثر من آية من قوله تعالى “وأنه هو رب الشعرى” “هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب).. (صدق الله العظيم).
مع بداية الدولة القديمة خلال عصر الأهرام، تحول الاحتفال بعيد رأس السنة بجانب كونه الاحتفال الديني والقومي الرسمي، وكانت جميع طبقات الشعب ومجتمعاته تشارك في الاحتفال به في المنتديات العامة والساحات والميادين والحدائق وداخل القصور والبيوت والمساكن التي تزين وتجهز للاحتفال بالعيد بسعف النخيل والزهور والمشاعل التي تضاء مع غروب الشمس لتنير أرجاء المدينة ودُورها طوال ليالي العيد.
ومن العادات التي ارتبطت بعيد رأس السنة الاحتفال بعقد قران الزواج مع الاحتفال بعيد رأس السنة حتى تكون بداية العام بداية حياة زوجية سعيدة، ومن مراسيم الاحتفال بهذا العيد تقديم (تورتة العام الجديد) المختلفة الأشكال والأحجام والمزينة بالفواكه الطازجة، ويصنع بعضها في الحفلات الكبيرة من عدة أدوار وطبقات.
وانتقلت (ثورته عيد ميلاد العام الجديد) لتحتل مكانها طوال العام في احتفالات أعياد ميلاد الناس في أنحاء المعمورة.
وكل عام والجميع بألف خير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى