ليلة مرعبة

> أماني أحمد ناصر

> ذات ليلة مظلمة من ليالي الشتاء الباردة جلست أسرتي تتسامر، وكان كل واحد منهم يتحدث مع الآخر ويضحكون إلا أنا كلما حاولت التحدث إليهم لا يكترثون لكلامي وكأنهم لا يسمعونني، فتساءلت: يالله لماذا لا يردون عليَّ؟، فجأة وفي عتمة الليل والرياح تصدر أصواتاً مرعبة كأنها أصوات أشباح ثير الرعب والهلع، وقد طرقة الباب طرقاً مفزعاً، فُتح الباب فإذا بامرأة غريبة ومعها طفلة جميلة جداً وبرفقتها أسرتي ثم بدأوا يتحدثون معها بتفاعل وانسجام وكأنهم يعرفونها.. حاولت مرة أخرى بأن أتحدث إليهم، ولكن لم يكترثوا بكلامي مرة أخرى ولم يعيرونني أي اهتمام، كان كل اهتمامهم مُنصب لتلك المرأة الغريبة.
أما الطفلة فقد كانت تبتسم إليَّ تارة وبنظرات بريئة، وتارة أخرى بنظرة شريرة ومخيفة، حينها أحسست بالخوف، وحدثتني نفسي بسرعة بالذهاب إلى غرفتي وأغلقت الباب على نفسي علها لا تتمكن من اللحاق بي، وبينما كنت أمشي في الممر المؤدي إلى غرفتي وبخطى مسرعة وجسم مرتعش نظرت إلى خلفي بخوف فإذا بالطفلة تحث الخطى وتتعقب أثري بقصد اللحاق بي وهو ما زادني خوفاً، كررت الالتفات إليها، فتارة أجدها باسمة وأخرى أشعر وكأنها تحاول الانقضاض عليَّ كوحش كاسر، أحسست برعب شديد وسرَت في جسمي قشعريرة، دفعت الباب بقوة، وحينما هممت بإغلاقه وجدته ثقيلاً جداً لا يتزحزح من مكانه، حينها دخلت الفتاة غرفتي، حاولت دفعها إلى خارج الغرفة بقوة، فبكت الطفلة وسرعان ما جاءت أمها بعد بكائها، فإذا بعينيها تقدح شرراً، حاولت الهجوم عليّ، حينها شعرت بالهلاك وبدأت اقرأ ما بقي في فكري من سور وأدعية لعلي أخلص منها، وفجأة اختفت مع ابنتها من أمام ناظري بعد أن كاد يُغمى عليّ.. ركضت بسرعة وأنا ألهث، دخلت الغرفة وأهلي ما زالوا يتحدثون وضحكاتهم تملأ المكان، فقلت لأمي بصعوبة بالغة: “هل تعرفين المرأة التي كانت مع ابنتها هنا قبل قليل؟”، فأجابت باستغراب وهي تربت على كتفي: “عن أي امرأة تتحدثين يا بُنية، لم يزرنا أحد، لم يكن هُنا أحد سوانا، يبدو يا حبيبتي بأنك كنت تحلمين.. عودي إلى النوم واستعيذي بالله من الشيطان، ولا تنسي قراءة المعوذات وأدعية النوم، فهي حِصن لكِ حتى تصبيحن.
**أماني أحمد ناصر**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى