ما حقيقة مجلس الإنقاذ البديل للرئيس هادي؟

> عميد متقاعد/ علي بن شنظور

>
علي بن شنظور
علي بن شنظور
تناقلت العديد من وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية ما نقل عن صحيفة (الوطن) السعودية عن مشاورات تجري خلف الكواليس لتشكيل مجلس إنقاذ برئاسة الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد، وآخر تصريح كان لوزير الخارجية اليمني السابق عن احتمال قيام جماعة الحوثي بعزل الرئيس في أي لحظة، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل بالفعل سيتم تغيير الرئيس أم هي ضغوطات لتحقيق مكاسب سياسية للقوى المختلفة معه؟.
في تصوري الشخصي بأن تقييم مرحلة الرئيس هادي متروكة لمن انتخبوه وليس لنا في الجنوب، باعتبار الرئيس هادي تم انتخابه استنادا لمبادرة الخليج التي لم يكن الجنوب طرفا فيها، وشهدت عملية انتخابه التوافقي مشاركة شعبية في الشمال لا مثيل لها من سابق، ومن يراجع قرارات الرئيس هادي في 2012 سيجد أنه واجه صعوبات كبيرة عند تسلمه السلطة واستطاع إبعاد قيادات كان الناس يتوقعون استحالة إزاحتها من السلطة بتلك السرعة، واستطاع الرئيس تحرير محافظة أبين وجزء من شبوة من سيطرة أنصار الشريعة، فحصل تجاوب شعبي كبير مع قرارات الرئيس هادي، وعقد مجلس الأمن الدولي أول اجتماع له في صنعاء - يعتبر الأول من نوعه في المنطقة - لدعم قراراته، غير أن الأمور تغيرت بشكل مفاجئ بعد قرار رفع أسعار المشتقات النفطية وسقوط صنعاء بيد جماعة الحوثي، والأحداث المتسارعة التي جرت في صنعاء بعد 21 سبتمبر الماضي، وسيطرة جماعة الحوثي على معظم محافظات الشمال.
فهذه الأحداث قد وجهت ضربة قوية للرئيس، وأدت لتراجع شعبيته وخدمة خصومه وخدمة الأخ عبدالملك الحوثي الذي كان ذكيا في استغلال خطأ السلطة بإصدارها قرار رفع أسعار المشتقات النفطية دون دراسة لما يترتب عليه، وتمكن من إسقاط صنعاء، ولذلك نعتقد بأن تغيير الرئيس هادي - كما نسمع في وسائل الإعلام - أمر فيه صعوبة، فوثيقة مؤتمر الحوار بصنعاء تمنحه الحق للبقاء في السلطة حتى انتخاب رئيس جديد، وبالتالي لا نتوقع قيام جماعة الحوثيين وحلفائهم بإقرار إزاحة الرئيس هادي، إلا في حال أن الدول العشر قد أعطت ضوءا أخضر لجماعة الحوثي، وبعض القوى الحليفة لهم لتشكيل مجلس إنقاذ - كما نسمع - ولديهم شخصية تستطيع السيطرة على الأوضاع، فهذا أمر آخر يمكن حدوثه في أي وقت، ولكن في الاتجاه الآخر نسمع بأن الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد هو المرشح البديل، فهل سيقبل بقيادة المرحلة القادمة كما ترشحه بعض الدوائر السياسية المحلية؟.
أقول - بحسب معرفتي ومتابعتي لتصريحاته - إن الرئيس ناصر لم يفصح عن أي شيء رسميا حتى اليوم، وأكد في تصريحات صحفية بأنه لا يفكر في العودة للرئاسة وتولي أي منصب لأنه قد مارس السلطة من وزير إلى رئيس دولة، غير أن الاحتمالات واردة لقبوله مثل هذا المنصب الجديد في حال تم برغبة إقليمية، وتم القبول بحل لقضية الجنوب على أساس فدرالي من إقليمين جنوبي شمالي ومرحلة انتقالية تنتهي بالاستفتاء لشعب الجنوب، وهي رؤية الرئيس ناصر ومؤتمر القاهرة الجنوبي.
ويظل السؤال: هل يستطيع الرئيس هادي أن يتخذ قرارت تاريخية خلال الأيام القادمة تعيد له السيطرة على القرار السياسي والميداني، ويشرع في حل قضية الجنوب باعتبارها مربط الفرس وعمود النجاح أو الفشل لأي رئيس، أم يرضى بما قد تحقق وبالوضع القائم، وينتظر كل الاحتمالات القادمة؟.. ننتظر الجواب من الرئيس هادي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى